الأقباط متحدون | "تيــــري جـُــــونز" يــَــعِظْ!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٠١ | الاثنين ١٣ سبتمبر ٢٠١٠ | ٣ توت ١٧٢٧ ش | العدد ٢١٤٤ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

"تيــــري جـُــــونز" يــَــعِظْ!!

الاثنين ١٣ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
"تيري جونز" راعي كنيسة؛ أي أنه قسيس، أي أنه دارس الكتاب المقدس واللاهوت، أي أنه درس الكثير عن الأديان الأخرى، أي أنه يعمل بما تعلمه من دراسته وقناعته بما أخبر الله به من بشارة، أي أن الإنجيل بالنسبة له الشريعة الوحيدة له، أي أنه لا يعرف إلاّ قانون محبة الأعداء.

هذا هو القس تيري جونز ... هو مثل اي فرد مسيحي مملوء نعمة الخلاص .... هو مثل اي فرد اتخذ المسيح منهجا له ... هو مثل اي شخص حفظ الإيمان الذي تسلمه من الكتاب المقدس والوحيد المُوحي من الله. تيري جونز لم يعد شابا يريد شُهرة ... بل واضح انه وصل إلي العمر الذي يجعله مسئولا عما يفعله . كل هذا عن القس تيري جونز جعلني اثق وأتأكد انه لا يمكن ان يقوم بحرق كتب لها معزة خاصة عند الآخرين ... أو مقدسة في نظرهم . فهو يعلم تماما أن هذا العمل سوف يغضب من فاداه ومن اعطي له و لنا الفرصة ان نحيا الحياة الأبدية.

تيري جونز يفهم ويعي تماما أن هذا العمل غير مُجدي بالإضافة أن هذا العمل هو ما إلا عمل همجي يستخدمونه كل اصحاب فكر او رأي او عقيدة يجد فيها ضعف او مناطق شك . تيري جونز لا يفكر في هذا الأسلوب إلا بعد ما قرأ الكثير والكثير عن تاريخ المسلمين ومافعلوه في جميع الدول التي تم غزوها ... وأقربها ضرب برجي التجارة العالمية في مانهاتن بنيويرك .

تيري جونز بعد ما عرف الكثير عنهم أحب ان يعطيهم درسا عظيما أن من يحرق الكتب  الخاصة بالأديان الأخري , ويرهب الدول المختلفة في ديانتهم هو عمل غير شريف , فأحب ان يجعلهم يعيشون لحظات القلق والإزدراء بكتبهم كما فعلوا هم من قبل مع الآخرين ... أحب أن يذوقهم طعم الكراهية والحقد والتي أظهروها ويظهروها للآخرين ... كما انني اتخيل أنه احب ان يذكرهم بما فعلوه ويفعلوه مع كثير من البلدان التي غزوها منذ قرون . .. وهذا معروف تاريخيا , ولا يستطيع أي اخ من إخوتنا في الوطن أن ينكر هذه الأحداث المؤسفة والتي ما تزال تدور منذ 14 قرنا حتي يومنا هذا وخاصة في مصر الفرعونية.

يقول التاريخ القبطي أن الأقباط لاقوا شرا اكثر بكثير من الأمبراطورية اليونانية والتي كانت محتلة مصر علي يد العرب ... فقد اوقعوا علي المصريين بجميع أنواعهم كل أصناف الإذلال والتعسف ... وقد ثار الأقباط أكثر من مرة ولكنهم ثوراتهم قمعت بالقسوة والعنف ونكل بهم اشد تنكيل , حتي إضطر الأساقفة إلي الهروب أو الهجرة .. وتسببوا في تحويل عقيدة الكثير من الأقباط إلي الديانة الإسلامية قهرا وجبرا وفرارا من الإضطهاد والموت بالطرق التي لاتنتسب بالإنسانية اية صلة . ففي أوائل القرن الرابع عشر وفي عهد الخليفة الناصر , حرض احد الدراويش المسلمين أن يثوروا علي مسيحي مصر , فهدموا كنائس القطر المصري وأحرقوها بالنار , وحدث شغب عظيم كان يُقتل الأقباط في الطرقات أينما ساروا ومنعوا الأقباط من ممارسة طقوسهم علي اطلال الكنائس المحروقة لمدة سنتين , ولولا الإمبراطور البيزنطي تدخل وحمّل الخليفة الناصر علي الكف والتوقف عن هذا الإضطهاد المستمر .

ويقول كاتب هذه الحقبة من تاريخ اقباط مصر أن الحال اصبح في هدوء إلي حد ما ... ولكن تم الحظر علي الأقباط من ركوب الخيل أو البغال أو لبس العمامة البيضاء , ومن خالف الأمر حُكم عليه بالموت ... لكن هذا الهدوء لم يبقي طويلا حتي بدأ المسلمون يشنون مرة أخري الغارات علي الأقباط ويهدمون كل ما أعيد بنائه من الكنائس وينهبون منازلهم , وكانت السلطة في هذا الوقت تُشجع علي هذه الأعمال لحمل الأقباط علي إعتناق الإسلام . ونفس السيناريو تكرر في عهد الخليفة المتوكل وغيره من الأسلاف.

وها نحن نعيش في نفس المسلسل من الإضطهادات والمتمثلة بالكيل بالمكياليين في جميع امور الحياة . من تعطيل بناء الكنائس , ومن حرق كنائس وحرق وكسر الصلبان , وإزدراء كتابنا المقدس بأقبح المؤلفات , والمسموح لها النشر ... اما الكتب المسيحية والتي تقوم بالرد علي هذه الشبهات غير مسموح لها النشر او حتي حق نشر الرد في الصحف  . كل هذا لم نخرج بمظاهرات , ولم نقيم الدنيا ونقعدها .. ولم نرفع دعاوي إلي العدل الدولية .. ولم نهدد .

نحن ضد حرق الكتب التي يراها اخوتنا في الوطن مقدسة لهم , و كنا سنُدين هذا القس لو أتم ونفذ عملية الحرق ... لكن نحن نثق في قساوستنا ونثق في ايمانهم ومبادئهم بأنهم لا يقدمون علي مخالفة وصية المحبة .

وإستبعادا بالتشهير عن الحالة العقلية لهذا القس أحب ان اقول لأخوتي المسلمين أن توقفه عن حرق كتبكم ليس أساسا من منطلق الخوف من أي رد فعل كنتم ستقومون به ... لكن هذا التوقف هو أولا من منطلق العقيدة والمبادئ المسيحية . ثانيا من الإنتقام أو رد الفعل الذي سوف يكون التابع له!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :