الأقباط متحدون | ثمار مدرسة التسول التليفزيونى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠٦ | السبت ٤ سبتمبر ٢٠١٠ | ٢٩ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١٣٥ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثمار مدرسة التسول التليفزيونى

السبت ٤ سبتمبر ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مادلين نادر
يبدو أن مشاهدة الإعلانات التليفزيونية  التى تستغل آلام وأوجاع الناس فى الترويج لنفسها، أو لجمع التبرعات خاصة فى شهر رمضان، أصبحت مدرسة كبيرة للتسول...فبعد أن طلّت علينا القنوات التليفزيونية فى السنوات الأخيرة بإعلانات عن مستشفى سرطان الأطفال، ومعهد الكبد، ومعهد الأورام، والجمعيات الأهلية التى من المفترض أنها تهتم بالأشخاص ذوى الإعاقة، أو بالإيتام والفقراء، أصبحت هذه الإعلانات مجالاً خصبًا لتنمية الخيال والإبداع فى التسول لدى بعض الناس، الذين يعانون بشكل مستمر من الغلاء، ويشعرون أن التسول هو الحل الأقرب إليهم.

من هؤلاء الناس، سيدة شاهدتها منذ يومين بعربة السيدات بمترو الأنفاق، وأثارت دهشة وتساؤلات العديد من الفتيات والسيدات فى البداية، خاصةً وأنها كانت بارعة فى إتقان الدور، أو فلنقل فى إبتكار أسلوب جديد على غرار إعلانات التليفزيون، أو بمعنى أخر على منوال "تعاطفك لوحده مش كفاية"..

بدأت هذه السيدة تتحدث فى وسط عربة السيدات، وهى واقفة وبصوت مرتفع، عن سرطان الثدى وأعراضه، وكيف تكتشف الفتاة أو السيدة وجود ورم فى بداياته؛ حتى يتم علاجه قبل فوات الأوان، والإضطرار إلى إجراء عمليات جراحية، وأخذ علاج كيمائى، أو ما شابه...حتى الآن تشعر وكأن هذه السيدة موفَدة من قبل وزارة الصحة لتوعية السيدات والفتيات فى وسائل المواصلات، ولكن أثار فضولى إنها لم تقل أنها من قبل أى جهة رسمية، خاصةً وإنها قالت: "إنها تقدّم لنا نصيحة لوجه الله"، فبادرت بسؤالها: ولكن لماذا تفعلين هذا، وتقومين بهذا المجهود؟!!! فقالت لى: لقد وقعت فريسة التشخيص الخاطىء والمتاخر للورم، مما جعلنى أضطر إلى إجراء عملية جراحية تم استئصال الثدى فيها، وأنا لا أريد أن تتعرض أخواتى وبناتى لمثل هذه التجربة المؤلمة"..

فتأثّرت جدًا للوهلة الأولى، وسعدت كثيرًا؛ لأنه لا يزال هناك سيدة لديها ايمان بأهمية الوعى الصحى، وتبذل قصارى جهدها فى توعية الفتيات والسيدات الأخريات حتى لا يقعن فى نفس المشكلة، ويكتشفن المرض مبكرًا، وبالتالى يكون علاجه أسهل بكثير..وقلت: "فعلاً مصر لسه بخير ..وعمار يا مصر".
ولكنى ما هى إلا دقيقتين، وأدركت أن "مصر مش بخير قوى يعنى"؛ حيث وجدت هذه السيدة الهمامة تقول: إن هناك أخت لنا وقعت أيضًا فى نفس المشكلة، وعملت عملية، وليس ذلك فحسب، بل إنها قد اضطرت إلى استئصال الرحم أيضًا وتحتاج لمساعدة مادية.. وبدأت فى جمع التبرعات من الفتيات والسيدات..."شوفتو بقى آخرة إعلانات "تعاطفك لوحده مش كفاية..ومش كفاية إنه يتيم، ده كمان مُعاق"، عملت إيه فى الناس؟!

إنها مجرد البدايات، ولسنا نعلم كيف سيصبح الأمر فيما بعد مسلسل التسول التليفزيونى اليومى، الذى أصبح سمه من سمات الإعلانات التليفزيونية، خاصةً فى شهر رمضان.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :