الأقباط متحدون | لا نأسف للإزعاج.. الشارع مغلق للصلاة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٠٣ | الثلاثاء ٣١ اغسطس ٢٠١٠ | ٢٥ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١٣١ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لا نأسف للإزعاج.. الشارع مغلق للصلاة

الثلاثاء ٣١ اغسطس ٢٠١٠ - ٠٠: ٠٥ م +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: ميخائيل حليم

هل المساجد غير كافية لاستيعاب المصلين؟؟
مكبرات الصوت والاستماع قهرًا وتعطيل الأعمال
لماذا تصمت الدولة عن تعديل السلوكيات الدينية؟؟
حريتي لابد أن تنتهي عند بداية حرية الأخرين!!

 السلوكيات الدينية تتمتع بحصانة دائمة وواجبة، ولا يستطيع أحد -مهما كان منصبه- أن يمس طرف من ثوب هذه الحصانة؛ اعتقادًا أو كما يُظن أن كل ما يتعلق بالدين يكون من عند الله سبحانه وتعالى، وكل مَن يفكر -مجرد التفكير- في تعديل أي سلوك ديني يكون من نصيبه التكفير، على الرغم من الاختلاف البيّن بين أصول الدين والشريعة، وبين السلوكيات الدينية المكتسبة، والتى ليس لها أي مرجع ديني تستند إليه.
 وليس من المستحيل توجيه هذه السلوكيات نحو الاتجاه الصحيح، دون أدنى مساس  بأصول الدين، ولكن نتيجة الاعتياد على هذه السلوكيات الخاطئه منذ زمن بعيد، حتى توراثتها الأجيال؛ فقد أصبحت كما لو كانت هي الطرق الصحيحة للتعبد دون سواها.

 وهذا يجعلنا نتساءل: هل عدد المساجد غير كافٍ لاستيعاب المصلين؟؟ أم أن المصلين اعتادوا على الصلاة خارج المسجد وغلق الشوارع تمامـًا، وخصوصـًا أن البعض لا يفضل الصلاة داخل المسجد، حتى لو كان خاليـًا، ويفضل الصلاة بالخارج، ربما لقناعتهم أن هذا السلوك قد يجعل المارة يغارون منهم ويقومون هم أيضـًا بأداء الصلاة، ومَن لا يُغار فعليه التزام المنزل وعدم التحرك وقت الصلاة، أو لعل البعض الأخر يفضل تشريع قانون ينص على عدم  خروج أحد من منزله وقت الصلاة إلا للصلاة فقط، وإلا تعرض لعقاب رادع يجعله يفضل الصلاة خيرًا له من أن يتعرض لهذا العقاب الذي من الجائز أن يكون مالي أو بدني أو كلاهما معـًا.

 وفي هذه الأيام نجد كل مسجد يتنافس مع المساجد المجاورة في عدد مكبرات الصوت وحجمها، حتى تجد نفسك لا تستطيع التركيز مع أيٍ منهم من شدة الصوت وقوته، وللأسف.. نحن نسمع عن التلوث الضوضائي في الكتب فقط؛ لأننا أصبحنا نعيشه يوميـًا بشكل دائم؛ فعلينا أن نخشى على أنفسنا من التلوث الهدوئي إذا حالفنا الحظ ووجدناه.
 وعلينا أن نتساءل: هل لهذه المكبرات ضرورة حتمية في القرن الواحد والعشرين؟؟  وبالرغم من أن مواعيد الصلاة معروفة ومثبتة للجميع؟ وفي الزمن الحالي كل فرد يمتلك أكثر من طريقة لمعرفة التوقيت الزمني بدقة، وبالتالي معرفة وقت الصلاة قبل إقامتها بزمن كافي، ميسرة لمَن يرغب في أداء الصلاة في هدوء وبدون إزعاج له أو لغيره.

 أما عن الاستماع قهرًا لشرائط دينية في وسائل المواصلات العامة، وبصوت عالٍ، والعمل على إجبار الجميع للاستماع إليها، وذلك إيمانـًا من مشغلها بأنه سوف يأخذ ثوابـًا كبيرًا من مجرد تشغيلها واستماع الآخرين –عنوة- حتى لو كان  لن يعمل بما سوف يسمعه، وبالطبع سيخجل أن يطلب أحد من المتواجدين تقليل مستوى الصوت، وإلا اعتبروه كافرًا جاحدًا.
 وفي وقت الصلاة تتعطل الأعمال؛ متناسين أن العمل عبادة أيضـًا ويجب ألا يُحسب وقت الصلاة من وقت العمل؛ لأنك تقدم الصلاة من وقتك وليس من وقت صاحب العمل، لأنه إذا كان من وقت صاحب العمل يكون الأجر والثواب لصاحب العمل.
 ولعلي أتساءل أيضـًا: ماذا سوف يحدث إذا كان موعد مباراة من المباريات النارية للساحرة المستديرة يتزامن مع وقت الصلاة؟ وكلاهما تزامن مع وقت العمل؟ أيهما سوف يكون له الأولوية؟؟

  قد تكون الإجابة في الأماكن التي بها ضبط وربط شديد، الأولويه للعمل، وفي الأماكن الأخرى للهواية الكروية، أما الصلاة فيمكن أن تُؤجل لما بعد المباراة، على الرغم من أن المباراة هي التي يجب أن تُؤجل وتُشاهد في الإعادة، والعمل من الصعب تأجيله.
 الدولة تلتزم الصمت التام تجاه توجيه وتصحيح السلوكيات الدينية، فهل لأنها على قناعة بأنه لا جدوى من محاولات الإصلاح؟ لأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر؟؟ أم أنها تخشى من استغلال التيارات الدينية المتشددة لهذه المحاولات الإصلاحيه لتهييج الشعب ضد الدولة، وإقناع البسطاء من عامة الشعب بأن الدولة ترضي دول الغرب على حساب دينكم، وأن الدولة تتعرض لضغوط أجنبية  لعمل مثل هذه التعديلات التي ورثناها عن أجدادنا.
 
 لابد أن تتبنى الوزارات المعنية -مستعينة بوسائل الإعلام وجهود المثقفين الغيورين على مصلحة هذا البلد- مسئولية تصحيح السلوكيات الدينية الخاطئة، التي تسيىء إلى سمعة مصر لتسترها بعباءة الدين، والدين منها برىء، بل هي مجرد سلوكيات شخصية مكتسبة اعتاد أصحابها التعدي على حرية الأخرين.
 ومع عدم وجود مانع أو رادع من قِبل الدولة لمَن يسلك مثل هذه السلوكيات، تأصلت وأصبحت سلوكيات يومية معتادة، وخير دليل على ذلك أنك قد تجد مَن يحتفل بحفل زفاف في أحد الشواع؛ فيقوم بغلق الشارع، ويقوم بتشغيل أجهزة الـ"دي جي" بصوت صاخب، ولا مراعاة لمريض يحتاج إلى الهدوء، أو طالب يذاكر لامتحان هام وفي أمس الحاجة إلى التركيز، أو شخص يريد أن ينام ليذهب للعمل مبكرًا ويحتاج إلى قسط من الراحة.
 لذلك يجب أن يتكاتف الجميع، وتتوحد الجهود مع الدولة لننبذ السلوكيات الخاطئة، بالإضافة إلى تشريع القوانين وتفعيلها لمعاقبة كل مَن يتعدى على حقوق الأخرين؛ ليعيش جميع المواطنين حياة هادئة خالية من الضوضاء والأصوات الصاخبة؛ لنعمل ونحيا بالقول: "حريتي تنتهي عند بداية حرية الأخرين".

انقر هنا للتكبير
 

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :