الأقباط متحدون | اللعنة التى أصابت .. أمة!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٤٧ | الخميس ٢٠ اغسطس ٢٠١٥ | ١٤مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٨السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

اللعنة التى أصابت .. أمة!!

الخميس ٢٠ اغسطس ٢٠١٥ - ٢٥: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم – أيمن الجوهري
عجباً .. لأمة من حيث كميتها فهى سراطنية وتتكاثر بمتوالية عددية ومن حيث كتلتها فى محيطها فهى أكثرية بدرجة أغلبية ومن حيث واقعية خطاباتها تجدها حنجورية ومن حيث نبرة تهديدها فيغلبها الهترلية ومن حيث توعدها فهى عنترية .. أما من حيث محصلة أفعالها منذ قديم أستقالها فلم تتخطى حدود المكلمية وعن كيفيتها الأنتاجية وإسهاماتها الانسانية واضافاتها المعرفية والعلمية والمعملية و مشاركتها الأبداعية وخراج وعيها وحصاد تفكيريها ومحصلة نتاج عقولها فهى نعم أمة مازلت تتعاش .. ولكنها تتعايش فى توابيت من الاستضعاف والجهل وفى قوالب مُستنسخة من النمطية على نهج متوارث حدى من التلقين .. تستنشق غث التواكل وستجدى الفهم وتستعذب الأنشغال بالتوافه على فراش من التكاسل والخنوع واللامبالاة والتشهير ولطم الخدود .. !!

فى النهاية هى نعم تتعايش ولكنها معايشة تحاكى بأمتياز معيشة الأموات .. !!

فماذا ننتظر من أمة متواكلة فى مأكلها ومُسرفه فى مشربها ومُهدرة لأوقاتها وغير مُدركة لأولوياتها ومُنشغلة عن أهدافها ومُضيعة لفرصها ومُستنزفة لثرواتها ومُعطلة لطاقتها وفاشلة فى إستغلال غالب مواردها .. أمة فخورة بفحولة محاكتها وهى نفس الوقت مهددة دوما ببراكين الحوجة والأحتياج .. أمة مسممة بتلقين عقولها و متصالحة مع شهوانية فكرها وسفاهة تفكيريها .. أمة على درب الأستماتة فى تضيق حريتها وقولبة سلوكياتها وقسوة قلبها ودموية خلافاتها وذكروية مجتمعها والتمييز بين طوائفها .. أمة مستسلمة لسوء مصيريها ومتغافلة عن قبح واقعها ..!!

أمة لديها الوفرة فى الأكتفاء الذاتى من صناعات تخلفها ومنتوجات التكفير و التطرف والأقصائية والتمييز والعدائية .. وضاقت بصيرة حلولها لأنتشال ذاتها حصرياً فى التبجح والصراخ والأستسلام الممنهج بتكالب المؤامرة عليها وقدرية أزماتها .. لتبرر دوماً وهن معارفها وعلومها وجمود تفكيريها وشبق دمويتها وغيبوبة وعيها .. و لتدفاع عن اخفاقها المُشرعن فى بناء صرح انسايتها وتقدمها بالأستشراق لبوصلة مستقبلها .. ولتبرء ذمتها (( تضليلا )) أمام مراءة ضمائرها فى تخازلها عن حتمية أفاقة اجتهادها والتخلق بأتقانها والتفاخر بأنجازاتها مع الاعتراف المسبق بان سوء واقعها الحالى هو من صنيعة أيديها دون غيريها .. !!

أمة مُعطلة لتوربينات قدراتها وامكانياتها وجاهلة عن سعة مساحتها وروعة جغرافيتها وكثرة عددية سكانها .. أمة طاردة لفقرائها ومهددة للأقليات فيها ومتعمدة لاتساع الفجوة الحياتية بين واقعها وبين تراثية فكرها .. أمة متجاهلة لمابين ايديها من جلالة الرسالات وما عليها من مهمام أعمارية ومافى رقبتها من أمانات فكرية و معرفية دينية .. !!

أمة لم تعد ترى من كافة الخيارات الحكيمة والمعاصرة لأدارة شئون معيشتها الا الخيارات البهيمية وفى القلب منها (( الاقتتال والتناحر والأقصائية فيما بينها )) و أعتلت مشتريتها من السلاح أعلى قائمة شغل فراغها .. ومهدت لصراط حياتها بتابوهات من التضيق والتشدد والمغالاة والتواكل والنمطية والعزة بالجهل وتنقبت فى معاملاتها خلف أقنعة الازدواجية ونصبت العدائية الأبدية مع الأخر معها ومع حرية التفكير لو كان خارج صندوق تلقينها .. !!

أمة ماهرة فى استنساخ ماضيها وعاجزة عن أن تصنع مستقبلها .. أمة عقولها طرف فى معادلة أنغماسها فى جهلها وايضا هى طرف فى كسوف شمس تنويريها .. أمة ملوثه بالعدائية والكراهية وتجدها ملتهبه لنصرة عدم التجديد فى كتب تراثية ولكنها صامتة على طرد أو زهق احياء وأنفس بشرية بل ومنشغلة و مطمئنة على عروش تلقينها وفرحة بمواقفها التخازلية وهى تُشرعن للأبادة الجماعية والتقسيم والتفتت بين فئات شعوبها بنيران العنصرية والطائفية والقبلية وسوء افهام عن الدين والصراع على السلطة .. أيهم أبشع .. !!

يا عرب أن كافة مشاكلنا وأزماتنا والمحن التى تراودنا عن سعادتنا وتعوق تقدمنا وتشوه انسانيتنا هى من صنيعتنا التراثية وبصمتنا الفكرية وأنجازات من صدء عقولنا .. وعلينا نحن وليس على عاتق غيرنا إجتيازها بفك شفرتها والتعلم من اخطائنا و لن ينجينا مما نحن فيه من سوء واقع وسواد حال غير عميق أقتناعنا بوجوب أعترافنا بتفشى سلبياتنا وجهلنا والبدء الفورى فى تنقية أفهامنا وتلقيح أفكارنا و تصحيح فكرنا وتفعيل تفكيرنا .. !!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :