الأقباط متحدون | الكوميديا الإنسانية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥٥ | الثلاثاء ١٨ اغسطس ٢٠١٥ | ١٢مسرى ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٥٦السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الكوميديا الإنسانية

الثلاثاء ١٨ اغسطس ٢٠١٥ - ٤٦: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم /ماجد كامل
للإديب الفرنسي الشهير اونوريه دي بلزاك " ( 1799 -1850 ) عبارة شهيرة يقول فيها (قوت البخيل مال وإزدراء) والمعني المقصود هنا ان الإنسان البخيل يستطيع ان يقتني الكثير من المال ؛ ولكنه مع المال الكثير يحصل أيضا علي احتقار الجميع ؛ فالإنسان البخيل لا يحب الا نفسه ؛ ومن هنا فهو منبوذ من الجميع نتيجة بخله وأنانيته ؛ وللأديب الفرنسي بلزاك سلسلة روايات عرفت بأسم "الكوميديا الأنسانية" عالج فيها المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت في فرنسا خلال ذلك العصر ؛

اما عن بلزاك نفسه فهو من مواليد عام 1799 بأحدي المدن الفرنسية ؛ وخلال جميع مراحل تعليمه لم يظهر اي نبوغ او تفوق في دراسته حتي أن أحد مدرسيه قال عنه ( أنه أغبي وأكسل ولد في الفصل ؛ وأنه لا ينتظر منه أي تفوق أو نجاح) فلقد كان دائم السرحان اثناء الدرس ؛ ومع ذلك أستطاع ان يجتاز جميع مراحل التعليم المتاحة في عصره وان يحصل علي درجة عالية في القانون "ما يعادل الليسانس حاليا " ولقد حاول العمل في المشاريع التجارية في بداية حياته ولكنه فشل فيها فشلا ذريعا ؛ فقرر التفرغ للكتابة في الأدب ؛

وقيل عنه أنه كتب ما يقرب من سبعين رواية في أقل من ثلاثين سنة حتي قال عنه النقاد انه "ماكينة كتابة متحركة " ومن أشهر وأهم رواياته سلسلة روائية تعرف بأسم "الكوميديا الإنسانية " أهتم فيها برصد صراع الإنسان من أجل التكالب علي المال والثروة ؛ ومن ضمنه رواية تعرف بأسم "أوجيني جرانديه" حيث يصور فيها شخصية "جرانديه" البخيل عاشق المال الذي أدي جنون البحث عن الثروة إلي تدمير حياة أبنته الوحيدة "أوجيني" فلقد حرمها من الزواج من الإنسان الذي تحبه طمعا في الزواج من رجل غني مثله ؛ وأنتهت الرواية بوفاة الأب ؛ وورثت أبنته الوحيدة كل ثروته ولكن بعد أن أصبحت عانسا كبيرة في السن فعاشت مع ثروتها الضخمة تجتر أحزانها وآلامها وعاشت وحيدة منكسرة القلب .

ورواية اخري تعرف بأسم "الأب جوريو" ويصور فيها جهاد الاب جوريو الذي أهلك نفسه من أجل جمع المال لأبنتيه لكي تستطيعا مجاراة مطالب المجتمع البرجوازي التافه الذي تعشقان الحياة فيه ؛ وأنتهت الرواية بوفاة الأب وحيدا بائسا فقيرا دون أن تسأل عنه واحدة من أبنتيه الغارقتين في الترف والثراء ؛ بل دون حتي ان تكلف واحدة منهما نفسهما المشاركة في جنازة ودفن أبيها .

والموضوع الرئيسي عند بلزاك هو تصوير الصراعات الناتجة عن التكالب علي جمع المال والإنحرافات الناتجة عن هذا الصراع ؛ وهو للأسف الشديد صراع شرس لا يقيم اي وزن للقيم والأخلاقيات الإنسانية ؛

ويصور بلزاك هذا الوضع المأساوي في أحدي رواياته فيقول علي لسان بطل الرواية ( إن الوصول بالطرق الشريفة مستحيل ؛فمن الواجب أن تتدنس اليدان أذا أراد الإنسان ان يحيا حياة طيبة ؛ فهذا هو الشعار الأكبر للأخلاق في عصرنا ) ولقد وصف بلزاك نفسه انه "دكتور في العلل والأمراض الأجتماعية المستعصية" فلقد أهتم في أدبه بتشريح المجتمع الفرنسي ووصف مشاكله وأمراضه ؛ ولقد نجح في ذلك كأشد ما يكون النجاح ؛ حتي قال عنه الفيلسوف الإلماني "فريدرك إنجلز" ( لقد عرفت عن فرنسا وتاريخها من خلال روايات بلزاك أضعاف أضعاف ما تعلمته من جميع كتابات المؤرخين وعلماء الأقتصاد مجتمعين ) .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :