الأقباط متحدون | نهاية العمر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٢٠ | الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥ | ٢٣أبيب ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٣٧السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

نهاية العمر

الخميس ٣٠ يوليو ٢٠١٥ - ٠٦: ٠٨ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
نهاية العمر
نهاية العمر

بقلم : القمص اثناسيوس جورج
 
نهاية عمرنا هي نقطة بدايتنا نحو الابد ، وبدون استعدادنا للرحيل لا يكون لحياتنا معني ، ذلك هو ما سهر لاعداده الساهرون كي يعدوا للحظة خروجهم ( عرينا خرجت من بطن امي عرينا اعود الي هناك ) ، فالموت اقرب الينا مما نتصور وطوبي لمن يقطر زيته ليوجد ساهرا ومصباح سراجه غير منطفئ و ساعته حاضرة امامه إذ ليس في القبر من يذكر ولا في الجحيم من يشكر ...

عمرنا كله أشبه بنفخه وإيامنا تحسب مثل ظل عابر ....اشبه بشبر وعشب وظل .. انها مجرد حلم وبخار يظهر قليلا ثم يضمحل ، انها نسمة الريح العابر تدخل من نافذة وتخرج من أخري . تنحصر بين شهقتي الولادة وخروج النفس من الجسد عند سكرة الموت ، حياتنا تجري ايامها سريعة كالعداء ، وقد تعين أجلنا فلا نتجاوزه ، مثل العشب أيامنا وكزهر الحقل تنحسر وتذبل .....
 
كالعنكبوت نسيجها وهي عابرة في خيمة تنقض ، لا تثبت لها ثروة ولاتمتد لها مقتنيات ، فقبل يومها تتوفي وسعفها لايخضر ، لان صوت القائل ينادي ( كل جسد عشب وكل جماله كزهر الحقل .يبس العشب وذبل الزهر لان نفحة الرب هبت عليه ،اما كلمة الهنا فتثبت الي الابد ) ، ولا احد يستشير الموتي ،لان ذكرهم نسي ، لذلك قيل عن نومنا بانه رقاد صغير وتذوق مسبق للموت الذي اباده المخلص بقيامته وكسر شوكته ،وهدمه بظهوره المحيي ..

فمن البدء خلقتني يارب ومن العدم كونتي وبصورتك الالهية رسمتني وكفخاري اعظم عودت وعملتني وعاءا اخر لمجدك ....اعدت صياغتي واصلحتني بيدك لترجعني الي جمالك القديم ،فعما قليل تفني ايامي وليس لي خلاص الا برحمتك يامحب البشر الصالح ، وضعت في نسمة الحياة ...

اوجدتني وجبلت نفسي حلوة سخية مروية وثمينة ومحفوظة ، لأنك انت لي مرساة النفس واقتنائها ، فديتها بدمك الكريم ، وتحفظها بسياج أسرارك الإلهية غير المائتة ..تنجيها من الفخ يامنجي النفوس لتدرك تدابيرك وتميز الأمور المتخالفة ، و ما هو لخيرها وخلاصها وزمان افتقادها ،فتمتحن الحق البعيد عن كل خداع وصغار ، محترزة من كل خواء وخراب وتراخي الهلاك ،عارفة مشيئتك غير عاملة مشيئات الباطل ،سالكة في جدة الحياة الذي لحرية مجد اولاد الله ، مبقية الله أساس معرفتها لتثمر وتزهر وتعبد بجدة الروح لابعتق الحرف ، فاعلة كل مايليق برضاك الي النفس الأخير ، عندئذ تموت موت الابرار وتكون آخرتها كاخرتهم ، وتصير اواخرنا افضل من اوائلنا ( مت 12: 45 )




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :