الأقباط متحدون | تحت السرير آلة زمن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:١٥ | الاثنين ١٦ اغسطس ٢٠١٠ | ١٠ مسري ١٧٢٦ ش | العدد ٢١١٦ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

تحت السرير آلة زمن

الاثنين ١٦ اغسطس ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: سحر غريب
 بلغني أيها الشعب المهاود.. الذي أخذ على أم رأسه بالجامد.. ودفع دم قلبه ولم يعاتب؛ أنه كان هناك طابور.. يُطلق عليه طابور المعاشات.. للناس التي لا يتعدى معاشها المائتين من الجنيهات، كانت بين لحم البشر المعجون بالبؤس والعرق إمرأة واحدة.. اسمها "عنايات".. لا تظهر عليها معالم الفقر والضنك والألم، كانت تبتسم وتلقي السلام على الجميع؛ فمعاشها الكبير كان يكفيها ويتبقى منه خمسة جنيهات كاملة.. تتصدق بها على الفقراء والمساكين.

 كان معاش زوجها تسعون جنيهـًا كاملة، بعد عمله في الحكومة لمدة عشرين عامـًا، أيام كانت الحكومة هي الأم والأب والأخت الكبرى للمواطن، تحميه وتوفر له عملاً ثابتـًا ودعمـًا لا يُستهان به.

 سألتها.. ما بالها.. لماذا هي ليست مصرية أصيلة يرتسم الحزن على ملامحها كبقية المصريين المحترمين، توقعت أن تكشف لي عن الوجه الآخر للمرأة، ولكن تجاعيد وجهها البارزة استطاعت حماية سمعتها من المساس؛ فهي لم تعد تمتلك من الأنوثة إلا رائحتها الزائلة، مالت على أذني لتحكي لي ما وجدته في يوم من الأيام تحت سريرها؛ فقد وجدت "آلة للزمن".. تنتقل بها من عصر الغلاء إلى عصر الروقان.. والجنيه الجبس المُصان.. الذي كانت قيمته أكبر من قيمة الدولار.

 تنتقل للماضي ومعها الجنيهات القليلة التي تحصل عليها اول الشهر من معاش زوجها؛ لتشتري كل ما تحتاجه وتشتهيه، ثم تعود إلى سريرها هانئة البال راضية، ذلك الرضا الذي أصبح في حكم المحال بعد أن أصاب السعار جميع الأسعار، وهنا استيقظت من النوم الثبات، وتمنيت أن أمتلك "آلة زمن" كما الست "عنايات"، وساعتها لن أحتاج إلى دعم ولا غم.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :