الأقباط متحدون | جاستون ماسبيرو(1846- 1916 )
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٥٩ | الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥ | ٢٣بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٠٧السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

جاستون ماسبيرو(1846- 1916 )

الثلاثاء ٣٠ يونيو ٢٠١٥ - ٤٨: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم/ماجد كامل
هو واحد من أهم مؤسسي علم المصريات في مصر والعالم ؛ ولد في 23 يونيو 1846 في مدينة باريس من أبوين إيطاليين مهاجرين إلي فرنسا ؛تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي ألتحق بمدرسة المعلمين العليا ؛ ثم تخرج منها وعمل معيدا بمدرسة الدراسات العليا التي أنشأها وزير التعليم الفرنسي فيكتور ديري . وحصل علي درجة الدكتوراة عام 1873 ؛ ولقد عشق علوم المصريات منذ طفولته ؛حتي أنه أنكب علي دراسة اللغة الهيروغليفية وحده دون معلم ؛ وقام بدراسة وترجمة النصب التذكارية المكتوبة علي المسلة الفرعونية الموجودة بميدان الكونكورد ؛ وعلي التماثيل الفرعونية الموجودة بمتحف اللوفر – القسم المصري - .

وبسبب خبرته الكبيرة في علوم المصريات Egyptology ؛طلب منه أن يساهم في إعداد الملابس الخاصة بأوبرا عايدة التي ألفها عالم المصريات أوجست مارييت (1821- 1881 ) ووضع موسيقاها الموسيقار الإيطالي فردي ( 1813- 1901 ) ؛ وتم عزفها لأول مرة في حفل افتتاح قناة السويس عام 1889 . جاء إلي مصر موفدا من الحكومة الفرنسسية كمدير لبعثة أثرية كانت هي النواة الأولي لما عرف فيما بعد بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية Institut Francais D Archeologie Orinale ؛ والتي تعرف إختصار ب ) IFAO ) . وهذا المعهد مازال قائما في المنيرة ويتميز بمكتبته الضخمة ؛وإصدارته الهامة باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية في علوم المصريات والقبطيات والإسلاميات . وبعد وفاة مارييت في 19 يناير 1881 ؛ خلفه ماسبيرو في إدارة مصلحة الآثار المصرية (ما يقابل المجلس الأعلي للآثار حاليا ) و المتحف المصري ؛ ولقد أرتبط ماسبيرة بصداقة قوية مع أميليا أدواردز) 1831- 1892 ) وهي كاتبة وصحفية إنجليزية عاشقة لمصر وآثارها ؛حتي أنها أسست في إنجلترا جمعية للآثار المصرية ؛ وقد جاءت إلي مصر خلال عام 1877 وقامت برحلة سياحية مسحت فيها الآثار المصرية من القاهرة من عند الهرم الأكبر حتي وصلت إلي حدود النوبة وأسوان ؛ ولقد سجلت قصة هذه الرحلة المثيرة في كتاب هام وشهير لها بعنوان "
A Thousand Mile Up THE Nile " صدرت طبعته الأولي عام 1877 ؛والجدير بالذكر أن الكتاب توجد له ترجمة عربية بعنوان "رحلة الألف ميل " صدرت ضمن سلسلة الالف كتاب الثاني الكتاب رقم 280 ؛ وقام بالترجمة إبراهيم سلامة إبراهيم ؛1997 .

ولقد تميز ماسبيرو بالنبوغ المبكر ؛حتي أنه أتقن اللغة الهيروغليفية في سن صغيرة نسبيا ؛ فأهتم بدراسة متون الأهرام ؛وقام بالكشف عن هذه المتون المنقوشة علي الجدران الداخلية لهرم سقارة ؛ثم قام بترجمتها وتحليلها إلي اللغة الفرنسية ؛ثم نشرها بعد ذلك ؛كما قام بالكشف عن خبيئة الموميات الملكية بالدير البحري ؛ ففي أحد المقابر المهجورة عثر علي موميات الملوك والفراعنة سفنن رع ؛أحمس ؛تحتمس الثالث ؛ سيتي الأول ؛ رمسيس الثاني ..... الخ . ولقد تضافرت جهود ماسبيرو مع جهود أحمد باشا كمال ( 1851- 1923 ) أول عالم مصري في الآثار المصرية في نقل هذه الموميات وما تبقي من آثار منهوبة إلي المتحف المصري . كذلك واصل ماسبيرو حفائر سلفه مارييت باشا في معبدي أدفو وابيدوس ؛ وأزال الرمال عن تمثال أبو الهول .

وتحت إدارته لمصلحة الآثار تم ترتيب وتنظيم المجموعة الأثرية بالمتحف المصري ؛ كما طور العمل في مصلحة الآثار المصرية حتي صارت تضم خمس مراكز تفتيشية لتنظيم ومراقبة الحفائر الأثرية في ربوع مصر ؛ كما ألزم العلماء الأجانب بإجراء حفائرهم تحت رقابة مفتشي المصلحة ؛ الأمر الذي حد إلي حد ما من أعمال السرقة والنهب التي كانت تحدث للآثار المصرية في الماضي . وأقترح أن يكون كل أثر قديم ملكا للدولة ؛ كما قام بترميم معبد أدفو ؛ ؛وتنظيف معبد الرمسيوم (المعبد الجنائزي الخاص بالملك رمسيس الثاني ) وأزال الرمال عن معبدي أبي سمبل . كما أهتم بوضع قانون أكثر تشددا بشأن سرقة الآثار ؛ بمقتضاه أصبح غير مسموح للأفراد بالبحث والتنقيب ؛ واقتصر التنقيب علي البعثات العلمية فقط ؛ وهو الأمر الذي أغاظ العلماء والتجار الأجانب ؛ كما الغي النظام الذي كان متبعا قديما بان يحصل الحفارون علي نصف ما يعثرون عليه ؛ لكنهم يحصلون فقط علي القطع المكررة والتي يوجد لها مثيل في متحف القاهرة ( المتحف المصري فيما بعد ) . ولا يمنح بالقائم علي الحفر تأشيرة خروج للعودة إلي بلده إلا بعد تركه الموقع الأثري الذي حفر فيه في حالة جيدة .

ولم يقتصر النشاط العلمي لماسبيرو علي الآثار المصرية فقط ؛بل أمتد ايضا إلي الآثار القبطية ؛ فلقد أهتم بدراسة اللغة القبطية بجانب اللغة الهيروغليفية ؛ حتي أتقنها ؛ فاهتم بالدراسات الغنوسية القبطية
( الغنوسية حركة فلسفية ظهرت في بدء أنتشار المسيحية ؛ وأهتمت بالمعرفة في حد ذاتها حتي أنها أعتبرتها أنها هي وحدها اللازمة للخلاص دون الحاجة إلي الإيمان ؛ وكلمة الغنوسية منشتقة من كلمة "غنوسيس " باللغة اليونانية ومعناها معرفة ؛ ومنها جاءت كلمة Knowledge الإنجليزية ؛ ولقد حرمت الكنيسة فكرهم وتعاليمهم ؛ وفي مواجهة هذه الغنوسية الخاطئة ؛ حاول علماء مدرسة الإسكندرية اللاهوتية وعلي رأسهم القديس كليمندس السكندري ( 150- 215 م ) تأسيس غنوسية مسيحية أعترفت بها الكنيسة وأقرتها ؛ وهي غنوسية توازن بين العلم والإيمان ؛ العقل والنقل ؛ الفلسفة واللاهوت ) . وأثناء حفرياته في المعابد المصرية القديمة ؛أهتم بتسجيل النقوش القبطية الموجودة في المواقع الأثرية الخاصة بالحفائر الفرعونية ؛ واثناء عمله في الدير الأبيض بسوهاج عام 1883 ؛ أكتشف مخبأ سريا يوجد به مجموعة مخطوطات قبطية ؛فقام بتجميعهم وشرائهم من الحكومة المصرية لحساب المكتبة الأهلية بباريس ؛وهناك قاموا بتجميعها بطريقة غير علمية وغير منظمة ؛ولقد حاول عالم القبطيات الشهير أميلينو ؛ثم ديلابورت من بعده بنشر فهرس مختصر للمخطوطات القبطية علي حلقات متتالية في مجلة الشرق المسيحي ( ROC ) السنوات من 1909 – 1913 . ولم يواصل أحد العمل بعده بعد ذلك . كما حرص ماسبيرو علي فصل الآثار القبطية عن الآثار الفرعونية ؛ فقام بتجميع الآثار القبطية في قاعة واحدة بالمتحف المصري ؛ ثم تم نقلها فيما بعد مع افتتاح المتحف القبطي في14 مارس 1910 إلي هناك . وفي مجال دراساته عن صلة المصريين القدماء بالمصريين المحدثين ؛قام بإلقاء محاضرة في نادي رمسيس يوم 19 نوفمبر 1908 قال فيها "ولكن من المؤكد أن سكان صعيد مصر كانوا يتكلمون ويكتبون باللغة القبطية حتي السنين الأولي من القرن السادس عشر في أوائل حكم الأتراك . ولم يمر نصف قرن فقط حتي قدم إلي مصر سائح فرنسي في أيام لويس الرابع عشر ( 1643- 1715 ) "(و لعله يقصد الرحالة الفرنسي فانسليبب ) فوجد آخر كاهن قبطي يجيد التكلم باللغة القبطية والمرأة العجوز التي تنازعه ذلك الامتياز ؛ ومن ذلك الوقت أصبحت القبطية لغة الطقوس الدينية فقط " .

كما أهتم ايضا بالفولكلور والاغاني الشعبية الموجودة في صعيد مصر ؛ فقام بعمل مسح ميداني لصعيد مصر خلال المدة من (1910- 1914 ) ونشره في كتاب باللغة الفرنسية وكان ذلك في عام 1914 ؛ والشيء الجدير بالذكر أن هذا الكتاب تمت ترجمته إلي اللغة العربية علي يد كل من الاستاذ الدكتور أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة ؛ والفنان محمود الهندي ؛ ولقد نشر هذا الكتاب ضمن سلسلة الأعمال الخاصة الصادرة عن مكتبة الأسرة خلال عام 2000 ؛ وفي هذا الكتاب لاحظ ماسبيرو بقاء كثير من المأثورات الفرعونية والقبطية مازالت موجودة في وجدان الشعب المصري حتي الآن . كما أهتم أيضا بتجميع التراث الشفوي المتعلق برحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر. وكما أهتم بالفولكلور الشعبي الحديث والمعاصر ؛ أهتم أيضا بالحكايات الشعبية الفرعونية ؛ فكتب عنها كتابا بهذا العنوان ؛ أهتمت بترجمته إلي اللغة العربية الأستاذة فاطمة عبد الله محمود ؛وراجع الترجمة الأستاذ الدكتور محمود ماهر طه ؛ وصدرت الترجمة عن سلسلة المصريات الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ؛الكتاب رقم 2 ؛ 2008 .

. ومن ناحية الأنتاج العلمي والفكري ؛ يقال أننا إذا أردنا تجميع كل أعماله المنشورة ؛ فأن عدد الصفحات يصل إلي حوالي 125 صفحة .
وإيمانا من الجامعة المصرية بقيمته العلمية الكبيرة ؛تم اختياره ضمن أعضاء أول مجلس إدارة للجامعة المصرية ؛وكان ذلك في 20 مايو 1908 . كما ساعد في تدعيم مكتبة الجامعة المصرية عن طريق أهداءه مجموعة من الكتب القيمة أحضرها من متحف جيميه في فرنسا .
ولقد عاد ثانية إلي فرنسا عام 1914 ؛ حيث عين في منصب السكرتير الدائم لأكاديمية النقوش والآداب ؛
ثم توفي أخيرا في يوم 30 يونيو 1916 ؛ وكان من ضمن أحد أسباب وفاته هو حزنه الشديد علي وفاة أبنه "جان" الذي قتل خلال معارك الحرب العالمية الأولي . ولقد ورث عنه عشقه للآثار إذا كان عالما في الحضارة البيزنطية .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :