الأقباط متحدون | أهلا بك في "جامعة رمسيس"
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٣١ | الاربعاء ٢٨ يوليو ٢٠١٠ | ٢١ أبيب ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٩٧ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أهلا بك في "جامعة رمسيس"

الاربعاء ٢٨ يوليو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: محمد بربر
 انتبهوا أيها السادة, هذه ليست مزحة, إنها "جامعة رمسيس", و"جامعة روكسي", وقريبـًا "جامعة ميدان التحرير".

 لم تفهموا بعد, فلنقل الحكاية من البداية, أتتذكرون "صفر المونديال" الشهير؟؟ الصدمة لا تقل قسوة عنه, إنها ليست صفرًا واحدًا, هي مجموعة أصفار تضرب في مقتل مستقبل هذا الوطن.

 فبعيدًا عن مهزلة نتائج امتحانات الثانوية العامة, وكادر الكاميرا الذي يحبه معالي الوزير, وتصريحاته التخديرية والمتناقضة في آنٍ واحد, وبعيدًا عن خلو قائمة 808 من جامعات العالم -قائمة طويلة عريضة عليها العين- من أية جامعة مصرية، خاصة وأن كاتب هذه السطور ظل لمدة يومين كاملين يبحث في تصنيف أفضل 800 جامعة في العالم على جامعته المصرية، وحينما لم يجدها سولت له نفسه أن يبحث عن أية جامعة مصرية، إلا أن "صفرًا" كبيرًا كان نتيجة بحثه.

 كل هذا التخبط والأمر عادي, لا عليك, نحن شعب آمَن بالفوضوية واتخذها شعارًا حتى إشعار آخر, لكن أن تتحول رسائل الماجستير والدكتوراة إلى "سبوبة" يسترزق منها بعض اللصوص والنصابين, فهذه كارثة جديدة تضع أمامنا السؤال الأهم.. وهو: "البلد دي رايحة على فين"؟؟

 هذا السؤال طرحه عليّ صديقي أستاذ الجامعة الذي أقسم على أن زميلاً له يقوم بعمل رسائل ماجستير لمَن يرغب في مقابل مادي معلوم، ويزيد المبلغ في حالة رسائل الدكتوراة, ولما سألته: وماذا يعمل زميلك؟؟ نظر إليّ نظرة غضب وأجابني: "أستاذ جامعي", فعاودت السؤال مرة أخرى, وهل يحتاج لمثل هذه الأعمال خاصة وأنه على حد علمي يصل مرتب أستاذ الجامعة إلى بضعة آلاف؟؟ كانت نظرة صديقي هذه المرة نظرة شفقة مرددًا: "يا صاحبي انت طيب, احنا في زمن اللي يلاقي فيه قرش يعض فيه", كان السؤال يراودني, هل يا ترى كم من أساتذة الجامعات في مصر مثل زميلك هذا يا صديقي؟؟ أجابني قائلاً: "احنا في جامعتنا اتنين اللي مشهورين, واحد في حقوق والتاني في هندسة".

 ضحكت مبديـًا أن الأمر "عادي جدا", وبتحصل في أحسن العائلات خشية أن يظل صديقي يعتقد بأنني طيب وعلى نياتي, وإن كنت أخفي بداخلي ألف لعنة على هؤلاء المرتزقة الذين يعيثون في بلادنا فسادًا وطمعـًا وجشعـًا وحماقة.

 انتكاسة تضعنا أمام معضلة مهمة وخطيرة, ماذا لو انتشرت مثل هذه السرقات العلمية؟؟ وما هو مستقبل البحث العلمي في مصر؟؟ وكم تبلغ ميزانية البحث العلمي في مصر؟؟ أذكّرك فقط, دولة صغيرة مثل "إسرائيل" تنفق على البحث العلمي أكثر مما تنفقه أرض الكنانة والحضارة, إن ما أخشاه حقـًا أن تتحول جامعاتنا إلى جامعات محلية "على قدّ فهمنا", وعاشت جامعات المحروسة التي تضيف كل عام نصف مليون عريس إلى طابور الخريجين.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :