الأقباط متحدون | سيــــدة القطـــــار ...!!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥٧ | الجمعة ٥ يونيو ٢٠١٥ | ٢٨بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٨٢ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

سيــــدة القطـــــار ...!!!

الجمعة ٥ يونيو ٢٠١٥ - ٥٥: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

نبيل المقدس
      شوية راحة من المقالات السياسية .. لتشعب المشاكل التي تحيط بمصر ... حتي وصل بي الحال وبجرأة أن اقولها و بصراحة أنني لم اعد افقه أو أدرك أي شيء مما يحدث علي المسرح السياسي .. فاقسمت أن أتوقف لحين ظهور الرؤية  ... لكن اكيد فكري يدور من بعيد لبعيد حول الأحداث .. فقررت أن أترك المكتب والبيت , وأنزه نفسي في شوارع مصر الجديدة .. فدخلت محل سوري متخصص في عمل كنافة علي الفحم .. أحببتها جدا بالرغم انني ممنوع من تناوله لزوم التخسيس .. لكن " طفاسة النِفس تغلب دائما علي الإصرار وخصوصا لو معك صديق شهم ونهم  تعرفه منذ مدة .. وهو كثير من الأوقات يتصل بي لكي يأنسني  وخصوصا انه يقطن بالقرب مني  .. وفي اثناء الحديث داخل المحل .. وجدت "أنور" صديقي  انشغل مع أحد عمال المحل حيث ان جميعهم من سوريا , و بعد ما انتهي من الحديث معه خرجنا من المحل ليقول لي ... دخولنا هذا المحل السوري فكرني بحبي الأول الذي فشل   لظروف التباين في المله . فهي ارثوذكسية وانا كاثوليكي . وإنتهي الأمر علي هذا .. والرب عوض لي بزوجة إنجيلية  أم بناتي وابني . .. ضحكت قائلا  له : يعني عائلة كوكتيل .. !

    قال لي صديقي " أنور" أنه منذ شهرين تقريبا  سافر بالقطار إلي اسيوط  لكي ينهي بعض الأوراق تخص هجرته هو وزجته إلي كندا عند إبنه .. جلس علي كرسيه في القطار وكان قد لمح بدون تركيز ان الذي يحتل الكرسي المقابل له  فتاة لا تتعدي الـ 24 سنة . بعد وقت  شعر بالملل فبدأ ينظر حواليه لكي يجد شخصا يكلمه فلم يجد إلا  هذه الفتاة , فنظر إليها بإمعان شديد وفجأة  اخذ يكلم نفسه بإستغراب ... ياتري شوفتها فين ؟؟ انا متأكد إني أعرفها !! ويكمل كلامه .. ولأن فرق السن بيني وبينها كبير تجرأت ووجهت لها كلام عادي .. واكتشفت ان صوتها ليس ببعيد عني .. فقد كان يرن صوتها في أذني كصدي صوت لأمراة كنت اعرفها ,, لكن مين هي ؟؟ .. لمحتها تقرأ بإهتمام خبر عن الهجومات البربرية التي تمارسها داعش والجيش الحر السوري علي الشعب السوري  .. ثم اخرجت منديل " كلانكس" لكي تمسح دموعها ... إنتهزتها فرصة .. ووجهت كلامي إليها : فعلا أعمال بربرية ووحشية في سوريا .. رفعت رأسها إليّ قائلة .. أصل سيادتك هنا , ولم تري مدي الوحشية  هناك , حتي تظهر لك الحقيقة , وأن ما يحدث في سوريا هو طمع المتشددين في الديانة في الحكم والذين أطلقوا علي أنفسهم بالجيش الحر ... لاحظت أن لهجتها فعلا غير مصرية .. قلت لها : إذا سيادتك عربية  سورية   ؟؟.. تجهم وجهها فجأة وأجابتني بسرعة وبعفوية .. لأ انا سورية شامية .. من اب سوري مسيحي  شامي  وام مصرية قبطية من اسيوط .. تركنا دمشق وجئنا هنا عند بيت عائلة والدتي في اسيوط  لكي نتجنب الوحشية التي يمارسها الدواعشة والجيش الحر السلفي علي ارضنا .

        يواصل صديقي " أنور"كلامه لي فيقول : "كل ما كانت تتكلم أكثر .. كان يقترب الصوت الذي كنت اعرفه من قبل .. "وكلما يقترب القطار إلي اسيوط , أقترب أنا إلي الوصول مَنْ تكون هي ".. وفي لحظة دخول القطار رصيف محطة اسيوط , تعرفت فعلا إلي مَنْ تكون هذه الفتاة فهي إبنة احدي الزميلات لي في كلية تجارة اسيوط .. نفس الصورة .. فرددتُ المثل اللي بيقول " تِكفي القدرة علي فمها .. تطلع البنت لأمها " .. ضحكت ونزلت ورائها فلاحظت أنها توجهت إلي شاب وسيم حضنها بشغف واخذ منها الشنطة , وهي حملت الهاند باج  علي اكتافها , ووقفا علي سلم محطة اسيوط منتظرين عربة حنطور ليستقلاها . عموما انا كنت مبسوط من نفسي  لأنني توصلتُ إلي مَنْ هي ! ؟ .. فقد كانت "سميحة" والدتها من ضمن اسرة المجموعة في الجامعة والتي كنت عضوا فيها .. كانت من جميلات هذه الأسرة .. منطلقة جدا .. تعرف حدودها .. وتستطيع ان تضع حدود بينها وبين زملائها بالرغم من خفة دمها , ومواهبها في ابتكار العاب مسلية , وكانت رائدة الطبيخ في مجموعتنا .. حتي أن كل واحد مننا كان يتوهم ان أكلها يشبه تماما طبيخ والدته .. وهذا من كثر احترامنا لها وحبنا الأخوي لها . 

      وضح ان صديقي " أنور" قد احب "سميحة" .. وأحبته هي ايضا ..  وكتما هذا السر الطاهر لحين التخرج .. وبعد التخرج تقدم صديقي هذا إلي اهلها لكي يطلب يدها من والدها ... وبعد فترة من البحث  رُفض صديقي هذا لأنه كاثوليكي وهي ارثوذكسية  . حاول الأقارب والأصدقاء تقريب المسافة بينهما , حتي ان " انور" كان عنده إستعداد ان يكون مراسيم الزواج ارثوذكسي رسميا , ثم يقيم إحتفال بسيط في الكنيسة الكاثوليكية  .. لكن رفض اهلها ايضا . ويادوب بعد ما تخرج ترك اسيوط ورجع إلي القاهرة موطنه .. وتعرف علي احدي زميلاته في البنك وتزوجا .
    
     إستمعت إليه ولم اندهش بهذه الأفعال التي تفرضها الكنائس علي شعبها , وإصرار كل ملــة انها هي الحق الوحيد .. وكأن الرب  إما ارثوذكسي , إما كاثوليكي , إما إنجيلي ... ناسيين ان الرب يسوع عاش يهوديا وتربي يهوديا وتألم علي الصليب  يهوديا .. ودُفن  يهوديا .. وقام من الأموات يهوديا .. وظهر لتلاميذه يهوديا .. وصعد يهوديا .. الكل يؤمن بهذا ..  فأين التباينات .. ؟؟

    وفجأة .. وجدتُ صديقي " أنور" ينظر إليّ وعلي وجهه علامة إستفهام كبيرة .. و مُوجها سؤالا لم يخطر لي علي بال , حيث سألني : قُـل لي " يامدحت " لماذا لم تتزوج حتي الأن ؟؟ عجباك حياة الوحدة والعزوبية؟؟ ضحكت وقلت له : صدقني أنا كنت عايز اتزوج إمبارح قبل النهاردة و قبل بكره وفعلا حاولت وبحثت عن سيدة تناسبني وانا اناسبها .. قال لي : يا سلام !! دي عائلتك مليانة سيدات غير شغلك زمان .. وانت وسيم منذ شبابك حتي الأن .. فأظن كان مافيش واحدة ترفضك !!

نظرتُ إليه مجاوبا  :لكن أين أجد سيدة مسيحية من عائلة مسيحية "فقط" ؟؟ ....  للأسف لم اجدها !! . فما يزال ياصديقي  لدينا ثلاث مسحــــــــاء. .. وربما أكثــر .. كتبوا عنهم اناس زي زيك ..!!!

لكن انا لي مسيح واحد سَطرهُ روح  الله.. في كتابه المقدس !!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :