الأقباط متحدون | النجاح يكيل بـ البدنجان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:٠٩ | الاربعاء ٣ يونيو ٢٠١٥ | ٢٦بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٨٠ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

النجاح يكيل بـ البدنجان

الاربعاء ٣ يونيو ٢٠١٥ - ٤١: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

د. رأفت فهيم جندي
مقولة الكتاب المقدس "وكان الرب مع يوسف فكان انسانا ناجحا" قيلت عنه في وضعين فقط:

الأولى وهو عبد في بيت فوطيفار رئيس الشرطة المصري، والوضع الثاني وهو سجين بعد ان لفقت له زوجة فوطيفار تهمة باطلة، ولكن نفس هذه العبارة لم تقال عنه وهو وعلى رأس السلطة الإدارية في مصر ومتحكم في كل أمورها!

ربما يكون انه وقتها لم يكن هناك داعي ان يقول الكتاب المقدس عنه هذه العبارة لأن نجاحه وقتها كان واضحا جدا، وربما أيضا أن يوسف لم يرضى الرب في جميع ما فعله وهو في السلطة فلم يمنحه هذا اللقب الذى سبق ومنحه له وهو عبد وسجين.

وان كانت حياة يوسف رمزا قويا جدا للسيد المسيح في أمور عديدة الا ان يوسف تشبه أيضا بالشيطان الذي يسلب الانسان حريته ويستعبده، فعندما لم يكن مع الأفراد نقودا لشراء القمح وقت اشتداد المجاعة ساومهم على شراء أنفسهم وصاروا عبيدا للفرعون مقابل الا يموتوا من الجوع، فلم يصفه الكتاب المقدس وقتها بالنجاح لأن جعل الشعب عبيدا للفرعون لا يرضى الرب.

كثيرا ما نظن أن النجاح المادي الظاهر لنا هو درجة رضاء الرب، ولو كان هذا صحيحا لكان رجال المال والمليونيرات هم القديسين وليس النساك المتبتلين، ولكان الفقير المدقع القديس الأنبا رويس هو اشرهم.

كثيرا أيضا ما يكون النجاح الأول لنا مدعوما من الرب ولكن يعقبه تصرفات لا ترضى الرب مثل في حالة يوسف فيتوقف وصف الرب لهذا النجاح. وعندما وعدنا الرب بفتح كوى السماء لنا عند تقدمتنا للعشور فأنه لم يقصد الخيرات المادية، ولكنه كان وعدا روحيا قويا بنعمه وبركة القناعة، لأن المنتظر للماديات من كوى السماء لا يشبع ولا يقول كفانا كفانا، فألذى يشرب من هذا الماء يعطش أيضا.     

هناك صورتان متناقضتان لنجاح شخصين امامنا، الأولى لقداسة البابا كيرلس السادس وهو ممسك بيد الرئيس عبد الناصر في افتتاح الكاتدرائية المرقسية بالعباسية عام 1968، والثانية لقداسة البابا شنودة الثالث وهو منفى في الدير من قبل الرئيس السادات عام 1981، فالاثنان كانا ناجحين جدا امام الرب مع اختلاف كامل لصورة النجاح امام اعيننا!

ولو قيل لنا ان هناك شخص ناجح وهو الآن في السجن او خادم في بيت مثل ما كان يوسف وقتها فسنضحك، ولو خُيرنا هل كان يوسف ناجحا بالأكثر وهو عبد او فى السجن؟ ام وهو على رأس السلطة؟ فسنختار الثانية، وهذا لأن النجاح عندنا يكيل بالبدنجان!

وبالتأكيد ليس هذا دليلا ان كل من فوق رأس سلطة هو اقل نجاحا امام الرب من الخدام والمساجين، ولكنه ايضا ربما يكون كذلك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :