الأقباط متحدون | هل تعيش خارج مجتمعك؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٢٢ | الجمعة ٢٢ مايو ٢٠١٥ | ١٤بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٦٨ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

هل تعيش خارج مجتمعك؟

الجمعة ٢٢ مايو ٢٠١٥ - ٥٦: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

د. رأفت فهيم جندي 
فوجئت ذات يوم وانا أتكلم مع شخص عن شيء ما انه قال لى هل هذا ما فعله الانبا انطونيوس او الانبا بولا؟

قلت لهذا الشخص وهل الانبا بولا والانبا انطونيوس هاجرا؟ فلماذا فعلت هذا؟!

فهل كل ما فعله القديسون الأوائل هو مناسب لكل شخص وكل زمان في جميع الاشياء؟

فعندما زار الانبا انطونيوس الانبا بولا الذى توحد فى الصحراء لسنوات طويلة لم يرى فيها انسانا، سأله الانبا بولا هل ما زالت هناك عبادة اصنام؟ وهل ما زال هناك اباطرة في العالم؟

هذا السؤال يدل على عدم معرفة بما يجرى في العالم، لأن الانبا بولا اختار حياة الوحدة والخلوة لمناجاة الرب الاله، أي ان الانبا بولا كان يعيش خارج المجتمع، ولكن هل هذا المثل يصلح لكل انسان منا؟

بعض المهاجرين لم يتأقلموا على الحياة فى المهجر ويعيشون خارج المجتمع بل ساعدت الساتيلايت التي انتشرت في الأيام الأخيرة على ان تكون متابعتهم لأحوال بلادهم التي قدموا منها هي شغلهم الشاغل، فلو سألنا أحدهم عن اخبار وطنه الذي يعيش فيه، فهل سيتمثل بالأنبا بولا في أنه خارج المجتمع لكى يبرر لنا عدم معرفته بما يدور حوله؟

كلما زاد انغماس الجيل الاول للهجرة في أحوال بلاده التي اتى منها كلما قل تفاعله مع البيئة التي يعيش فيها، وكلما كبرت الفجوة بين الجيل الأول والجيل الثاني للهجرة، أي بين الإباء والابناء. وبالتأكيد ليست هذه دعوة لنسيان الوطن الأول ولكنها دعوة للاهتمام بالوطن الذى نعيش فيه والتأقلم عليه، وربما تكون مقولة الانبا بولا صالحة لنا أيضا في الابتعاد عن الأماكن الشريرة ولكنها ليست صالحة للابتعاد بالجملة عن المجتمع الذى نعيش فيه.

ولقد حضرت حوارا مع قدس ابونا تادرس ملطى ونصح فيه الاباء بقراءة الكتاب المقدس بلغة المهجر، وأضاف انا لست كارها للغة العربية بل أحبها ولكن القراءة بلغة المهجر تجعلكم قادرين على محاورة اطفالكم وتعليمهم في الكتاب المقدس.

أيضا عدم معرفة عادات المجتمع وظروفه قد تدفع لإرشادات ضارة، فقد نصح شخص قيادى ذات يوم أحد رعاياه ان لا يسلك في طريق التعويض من حادث سيارة لأنه لم يتعب في هذه النقود فهى غير حلال، وهذا لأن هذا الشخص الناصح لم يدرك أيضا أن الإصابة قد تدفع بهذا المصاب لطريق العجز عن العمل، وهو قد دفع قبلها تامين إصابة فاستحقاقه للتعويض عن اصابته حق كامل ولا تشوبه شائبة، بل عدم مطالبته بهذا الحق هو اضرار بأطفاله الذين يرعاهم، وبالتأكيد انا لا اتحدث هنا عن ادعاء الإصابة او الغش او الفبركة.

ليس كل ما قاله القديسون مناسب لنا في كل ظرف، ولكن ينطبق فقط على أسلوب الشر أيا كان المجتمع الذي نعيش فيه. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :