حلاق يغلق محل عمله متأثرًا بدعوى من الفضائيات الدينية
• احترفت حرفة الحلاقة وهويت العمل بها وربحت منها الكثير وكونت نفسي وتزوجت منها
• شيوخ الفضائيات الدينية أكدوا أن عملي به شبهات
• قررت غلق المحل واشتغلت عامل حداد مسلح، وحاليًا أعمل في شركة كريستال عصفور
• زوجتي تشاركني الرأي أما والدتي وأقاربي فيلوموني
• البنوك والفنادق وشركات السجائر وخلافها بها شبهات
• تكلمت مع اثنين من زملائي ليتركوا العمل بالحلاقة
كتب: ميخائيل حليم- خاص الأقباط متحدون
"إن لم تعمل ما تحب فأحب ما تعمل".. مقولة يرددها الكثيرون هذه الأيام، وذلك نظرًا للظروف المحيطة التي تجعل من الشباب -خريجي المعاهد والجامعات- يعلقون شهاداتهم بمنازلهم ثم يقومون بالبحث عن فرصة عمل لا علاقة له بهذه الشهادة، والتي من أجلها سهروا الليالي وتحملوا المشقات من أجل الحصول عليها.
ولكن.. إن كنت تحب ما تعمل -إضافة إلى أنك أنت صاحب العمل أيضًا- وكان عائد هذا العمل المحبب إليك يوفر لك حياة كريمة، وكان سببًا في تحقيق كل أحلامك، من الحصول على شقة والزواج والعيش حياة مستقرة، فهل تترك هذا العمل وما تجنيه من وراءه للعمل لدى أحد أصحاب العمل؟!!
هذا ما قام به "سامح مصطفى" -24 عامًا- من سكان منطقة "شبرا الخيمة" بمحافظة القليوبية، حيث أغلق محل عمله –وكان يعمل حلاقـًا- وذهب للبحث عن عمل أخر؛ فعمل "حداد مسلح" ثم الآن عاملأ على ماكينة بمصنع كريستال عصفور، فما هي دوافعه التي جعلته يغلق محل تجارته الذي كان يدر عليه ربحـًا وفيرًا، ويذهب للعمل لدى الأخرين؟؟
هذا ما سنعرفه معـًا من صاحب الشأن نفسه من خلال السطور التالية.
يقول "سامح مصطفى": كان لدي محل كوافير رجالي، وكنت أحب عملي جدًا وماهر جدًا فيه، وكنت أكسب منه كسبـًا وفيرًا، كونت نفسي.. جهزت شقة وتزوجت فيها.. وكنت أعيش عيشة رغدة، كل هذا تم في خلال سنة ونصف فقط.
ويضيف.. في يوم من الأيام أرشدني الله إلى طريق الهداية، وذلك على يد دعاة الفضائيات الدينية، حيث علمت منهم أن حرفة الحلاقة بها شبهات دينية وتتنافى مع السنة!!
حيث كنت أهتم بمشاهدة القنوات الدينية الفضائية؛ مثل قناة الرحمة وقناة الخليجية، وأكثر الشيوخ الذين أحبهم وتأثرت بهم هو الشيخ "حازم شومان"، والشيخ "محمد حسان"، ومن خلال متابعتي لهم علمت أن عملي بالحلاقه مخالف للسّنة وبه شبهات دينية، وذلك من خلال ردهم بالفتوى على استفسارات الشباب فيما يخص العمل بالحلاقة، حيث أن كل كلامهم كان موجهًا للشباب.
ويوضح "سامح" أن هؤلاء الشيوخ أكدوا على أن حلاقة الذقن مخالف للسّنة، كما أن عمل النامس –الفتلة- حرام شرعًا، وفتح العدسة للرجال -إزالة الشعر بين الحاجبين- حرام، ورسم الحواجب حرام للرجال والنساء، والقزع -وهو قص الشعر إنجليزي أو كابوريا- حرام، وأي شيىء أخر في الحلاقة خلاف قص الشعر فقط بالطريقة العادية به شبهات دينية.
ويقول: أنا أبحث عن إرضاء الخالق، وأريد أن أعمل عملاً حلالاً لا شبهة فيه، فقررت ترك العمل بالحلاقة، وأغلقت المحل وجلست بالمنزل لمدة يومين دون عمل، وهذا كان صعب عليّ لأنني مسئول عن زوجة وطفلة وعليّ التزامات؛ فعملت مساعدًا لحداد مسلح، وكان هذا عمل شاق جدًا بالنسبة لي، فلم أستطع الاستمرار وبحثت عن عمل أخر حتى وجدت فرصة في شركة كريستال عصفور، فأصبحت عاملاً على ماكينة، وأنا سعيد أن أعمل داخل هذه الشركة، فهذا العمل يساعدني على الالتزام بالحياة الدينية؛ فالكل وقت الصلاة يترك العمل ويذهب للصلاة، وعندما تجد حوالي 2000 شخصًا يتركون العمل وقت الصلاة ويقومون بأداء الصلاة جماعة.. بالتأكيد ستحرج وتقوم بأداء الصلاة معهم، وخصوصًا أن الغالبية الساحقة هناك مسلمون.
ويوضح بأنه لم يرى هناك سوى ثلاثة أشخاص غير مسلمين، مضيفًا أنه غير نادم على قراره هذا الذي أيدته فيه زوجته أيضًا، ولكنه يوضح أن والدته وأقاربه وجهوا له لومًا شديدًا، وأن أصحابه -كما يقول- تأثروا بذلك جدًا لأنهم كانوا يستريحون له عند الحلاقة، وقد اعتادوا عليه ووثقوا به.
ويضيف "سامح" أن البنوك والفنادق وشركات السجائر وحتى مكاتب المحامين؛ كل هذه بها شبهات، وقد عُرض عليّ العمل في إحدى الفنادق براتب كبير ورفضت تمامًا؛ كي لا أضع نفسي في موضع شبهات، وتوقفت عن فتح مشروع سنترال كان يحتاج إلى قرض من بنك حتى لا أطعم ابنتي وزوجتي من مال حرام، وكذلك العمل في مكان به سيدات أو مجرد التعامل مع سيدات؛ فهذا به شبهات دينية.
ويستطرد.. أنا أفضّل الابتعاد عن الشبهات، ومن حبي لزملائي تكلمت مع اثنين منهم لترك العمل بالحلاقه ليهتدوا لله سبحانه وتعالى؛ والحمد لله واحد منهم أغلق محله ولم يعد يفتحه، والأخر قال لي أنه سوف يترك العمل بها بعدما ينهي فترة تجنيده، والله أعلم إن كان جادًا أم لا؟!!
وأنا أدعوا الجميع ان يهتدوا إلى الله ويلتزموا بتعاليم الدين الحنيف، وذلك لنيل خير الجزاء في الدنيا والأخرة -حسب قوله.
وبعد أن قرأنا السطور السابقة فإننا نستخلص الحالة التي وصل إليها المجتمع، وخصوصًا بين جيل الشباب الذين هم رجال المستقبل، بواسطة التأثير عليهم بالأفكار الوهابية؛ ليعيشوا في عزلة ويكفروا المجتمع ويرفضوا العمل بالوظائف المرموقة، إضافة إلى رفض الفن والإبداع على طريقة: "إن كان النت به مواقع إباحية.. يبقى وجود الكمبيوتر والنت في البيت حرام".
تكلمنا كثيرًا عن فوضى فتاوى الفضائيات الدينية، ودعاة هذه القنوات الذين يعملون ليل نهار بشحن عقول الشباب بأفكار عدائية تجاه التقدم والرقي والتحضر؛ ليعودوا بنا بالزمن مئات السنين، وخصوصًا مع انتشار الجهل حتى لحاملي الشهادات نتيجة فساد التعليم، ويكون لهذه الأفكار صدى أكبر لدى جيل الشباب الذين هم من قاطني العشوائيات؛ فتكون النتيجة إما أن ينعزل الشاب عن المجتمع ويتقوقع، وإما أن ينضم لإحدى الجماعات المسلحة ليجاهد ضد المجتمع الكافر والدول الكافرة.. لينال في النهاية الجنة والحوريات.
للاستماع للحوار انقر هنا
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :