الأقباط متحدون | حول إشكالية التعامل مع الماضي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٣٣ | السبت ٢ مايو ٢٠١٥ | ٢٤برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٨ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

حول إشكالية التعامل مع الماضي

السبت ٢ مايو ٢٠١٥ - ٤٣: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

د.عبدالخالق حسين
تلعب الذاكرة دوراً حيوياً مهماً في حياة الإنسان، فلولا الذاكرة لما كانت هناك حضارة أصلاً. فالحضارة هي نتاج تراكم ما انتجته الأجيال السابقة منذ العصور الحجرية وإلى عصرنا الراهن، عصر الانترنت والسايبر وغزو الفضاء.

ونظراً لأهميته فقد نشأ علم مستقل بذاته وهو علم التاريخ ليدوِّن لنا بمنهجية علمية أحداث ونتاجات الماضي في جميع المجالات، العلوم، والآداب، والفنون، والسياسية وغيرها، وكل جيل لاحق يتعلم مما بنته وقدمته

الأجيال السابقة ويضف عليه، وهكذا تتقدم الحضارة وتسير نحو التكامل. ومجموعة المعارف والعادات والأعراف والأديان والتقاليد المتراكمة هذه تنتقل من جيل إلى جيل لتشكل العقل الجمعي للشعب، أو ما يسمى بالثقافة الاجتماعية، أو الموروث الاجتماعي (Culture). فكما لكل فرد شخصيته، كذلك لكل شعب شخصيته الخاصة به، والثقافة الاجتماعية هي التي تشكل شخصية وهوية كل شعب وعقله الجمعي وتميزه عن الشعوب الأخرى. 
 
ولكن يبدو أن هناك مشكلة خطيرة في كيفية التعامل مع هذا الماضي وتاريخه. وهذا ناتج عن سوء فهم البعض من غرض دراسة التاريخ. فنظراً للعولمة والاختلاط الواسع بين الشعوب، كنتاج مباشر للتطور السريع والمذهل في تكنولوجية المعلومات والاتصالات، لم يتحمل البعض الاختلاف في الثقافات، فحصل ما يسمى بصدام الحضارات أو الثقافات إلى حد ظهور منظمات إرهابية.
 
والصراع بين الثقافات، و خاصة في مراحل التطور السريع، كما هو الآن، مسألة طبيعية ممكن احتواءها، ولكن العنف بشكله الإرهابي الدموي في مواجهة الاختلاف هو نتاج الغلو والمبالغة من قبل الإسلام السياسي لهذا الماضي الغابر، وإضفاء المجد الزائف عليه وتلبيسه لبوس الدين والقداسة، وتكفير المختلف وتبرير فنائه، مما أدى إلى هذا الإرهاب الدموي المدمر. 
 
فتاريخنا مزيف، ساهم المؤرخون العرب والمسلمون في تزييفه، وخدع الأجيال اللاحقة بأمجاد كاذبة، وإضفاء القداسة الدينية على جرائم ارتكبتها دولة الخلافة الإسلامية بحق الشعوب المحتلة باسم الفتوحات الإسلامية لنشر الإسلام بينما الغاية الحقيقية منها هي السلب والنهب والسيطرة على الشعوب

المغلوبة على أمرها بحد السيف. وعلى سبيل المثال لا الحصر، نذكر احتلال اسبانيا (الأندلس) من قبل الدولة الأموية على يد موسى بن نصير وطارق بن زياد. قالوا من باب التباهي والتفاخر، أن طارق بن زياد بعد أن عبر البحر أمر بحرق السفن، وخطب في جنده (العدو من أمامكم والبحر من ورائكم...الخ)، فتبن أن هذه الخطبة منحولة أي كتبت فيما بعد من قبل المؤرخين، لأن طارق بن زياد وجنده كانوا من الأمازيغ (من البربر في شمال أفريقيا) ولم يعرفوا اللغة العربية أصلاً. 
 
ينقل لنا ويل ديورانت في كتابه (قصة الحضارة)، أن الأسبان كانوا في حالة ضعف وتشتت بسبب نزاعات دموية فيما بينهم بعد موت ملكهم ونصبوا شخصاً آخر غير ولي العهد، أي ابن الملك المتوفي، فما كان من ولي العهد المخلوع إلا وأن عبر البحر إلى المغرب ودعى موسى بن نصير لاحتلال بلاده انتقاماً من الذين سلبوه مملكة أبيه. وهكذا تم الاحتلال وبمساعدة قسم من الأسبان. ولكن هذا التعاون لم يمنع جيش طارق بن زياد من النهب

والسلب، ومن ضمن المنهوبات سبايا قدرت بـ 25 ألف عذراء. فبعد أن قسم القائد موسى بن نصير عشرين ألف عذراء على جنوده أرسل 5 آلاف منهن إلى الخليفة في الشام عملاً بالآية (ولله الخمس مما غنمتم). ويتساءل الراحل علي الوردي: هل طرق جند طارق ابن زياد أبواب بيوت الأسبان متوسلين إليهم بالتبرع بعذراء لوجه الله؟ أم أسروا السبايا بعد أن قتلوا أولياء أمورهن؟

وإذا كانت حجتهم نشر الإسلام، فالشعب الأسباني كانوا كما هم الآن، مسيحيين من أهل الكتاب (لا خوف عليهم ولاهم يحزنون). والجدير بالذكر أنه رغم الفتح العربي الإسلامي لأسبانيا و حكمها نحو 800 سنة وباسم الإسلام، فلم يفلحوا في أسلمة الشعب الأسباني.
 
هذا هو المجد الزائف الذي خدعوا به الجيل الحالي وغسلوا عقولهم وأحلوهم إلى قنابل بشرية. وهذا ما يفعله الدواعش الآن في تدمير معالم الحضارة في سوريا والعراق، وجرائم بيع النساء والأطفال المسيحيين واليزيديين في أسواق النخاسة، اقتداءً بالسلف الصالح! تدعمهم نصوص دينية مقدسة من الكتاب والسنة.
 
هذا الغلو في تقديس الماضي وإضفاء أمجاد زائفة عليه أدى إلى غلو معاكس في الجانب الآخر ضد هذا الماضي، إذ يطالبنا البعض بنسيان الماضي كلياً وينكر علينا البعض حتى دراسة تاريخه ولو بأسلوب علمي لكي نستخلص منه الدروس والعبر، ولتجنب ما حصل في الماضي من كوارث.
 
فبعد نشر مقالي الأخير، الموسوم: (لكي لا ننسى الهولوكوست البعثي الداعشي)(1)، استلمت عدداً غير قليل من التعليقات عبر رسائل الإيميل، و الفيسبوك، و على مواقع الانترنت، من الأخوة القراء، مشكورين، وأغلبها مؤيدة، وقليل منها وبحق، تعرب عن تحفظات على هذا الماضي، ومنهم من يطالب بإطلاق الرصاص على التاريخ وحرق كتبه. ونظراً لأهمية هذه التعليقات وأغلبها من كتاب وأكاديميين، رأيت من المفيد الاستشهاد بعدد قليل منها وحسب ما يسمح به المجال، وذلك لتعميم الفائدة، وإثراء النقاش.
 
* كتب الأستاذ علي ماضي في الفيسبوك قائلاً: "كسلوك ثقافي يجب ان يخلَّد ذلك في اعمال الفنانين وقصائد الشعراء وأفلام السينمائيين، ويوثق بالمناهج الدراسية... وووو، ولكن لابد من طي صفحة الماضي. لك مقالات كثيرة تصف ان حقبة البعث لن تعود ... وأن من يهدد بعودة البعث انهم يتعكزون على فزاعة ..." أنتهى
 
أشكر الأستاذ علي على تعليقه القيم، وحسن ظنه. أتفق معه أنه يجب أن يخلد هذا الماضي بما فيه من خير وشر في اعمال الفنانين...الخ. ولكن من الضروري تذكير شعبنا بجرائم الماضي لكي لا تتكرر.
 
* كما وكتب الصديق الأكاديمي المعروف، إ.د. محمد الربيعي تعليقاً في الفيسبوك قائلاً: "إن شعبنا يفتقد الى الذاكرة الجمعية قصيرة المدى، فلا يستطيع تذكر جرائم البعث القريبة، ولربما نسى جريمة سبايكر، الا انه لن ينسى التاريخ القديم لانه يعيش فيه" انتهى.
 
نعم، يبدو أن ذاكرة الشعب ضعيفة فيما يخص الأحداث القريبة، وبسبب هذا الضعف استطاع البعثيون خدعه مراراً ومازالوا يخدعونه بالإشاعات السامة،

كما أشاعوا قبل أيام أنهم أبادوا فرقة عسكرية كاملة في منطقة ناظم الثرثار، ونحروا 52 منهم في استعراض أمام الناس في الفلوجة، بينما الفيديو الذي نشروه على الإنترنت كان قديماً يعود لإحدى حفلاتهم الدموية في نحر البشر الأبرياء وباسم الله والاسلام. أما استشهاد قائد الفرقة وآمر اللواء وعدد من الضباط فكان بسبب تفجيرات انتحارية، وناظم الثرثار تسيطر عليه الآن القوات العراقية البطلة. والمجتمع العراقي مع الأسف سريع التصديق بالإشاعات ومهما كانت غير معقولة، ودون أي تدقيق عن صحتها.(2)
 
أما موضوع ضعف ذاكرة الإنسان العراقي، فهو الآخر تشخيص صحيح، فعلى مستوى الفرد، وحتى في الطب، عندما يعاني الإنسان من مرض النسيان (الألزهايمر)، في البداية يتذكر الأحداث القديمة فقط، وينسى الأحداث الجديدة. وهناك مقولة للعلامة علي الوردي في هذا الخصوص: "نحن لا نعود الى الماضي لجماله، ولكن للهروب من بشاعة الحاضر".
 
أما بشاعة الحاضر العراقي هذا، فهو الآخر نتاج البعثيين الدواعش وحلفائهم، فلا شك أن تغييراً كبيراً ومفاجئاً بهذا الحجم أي إسقاط حكم البعث الفاشي الجائر، لا بد وأن تحصل فوضى عارمة، زد على ذلك تآمر الجهات المحلية والخارجية المتضررة من هذا التغيير، وما يقومون به من إرهاب، فينسى العراقيون مظالم البعث الصدامي ويترحمون عليه، بل وحتى يتمنى البعض منهم عودة البعث!! ولا أدري بأي وجه يعود هذا البعث المصخم !
 
وأفضل رد على الذين يتمنون عودة البعث جاء من الأخ القارئ يحيى طالب، وأتركه على سجيته وصراحته المحببة كما هي عادته في تعليقاته على مقالاتي في موقع الحوار المتمدن والفيسبوك، قائلاً:
 
" شكرا دكتور على مقالك الكاشف لهؤلاء الجرابيع المجرمين السفلة. السؤال الذي يجب أن نوجهه إلى البعثيين ومن يدعمهم هو: ماذا رأينا منكم حتى تريدون العودة إلى حكم العراق؟ هل الشعب العراقي يحن الى الحصار والحروب والدمار وفقدان كل شيء بالاسواق، والركض وراء البيض والحليب والطماطة والبطاطس ليجعلنا نريد عودتكم !؟

هل هجوم مرتزقتكم الحزبية (زوار الفجر)على البيوت ليأخذوا رجالنا الى جيشكم الخشبي وليعودوا امواتا بالتوابيت وينتج أرامل وأيتام بالملايين كما حصل في حربهم الغبية العبثية مع ايران وأمريكا!؟

هل رواتب الموظفين "العظيمة" التي كانت لا تكفي لشراء 30 بيضة هو سبب الشوق والحنين اليكم ! هل سجن ابو غريب والأمن العامة ومقرات الحزب ورعبها هو السبب لنموت من اجل ان تشرفوا العراق مرة اخرى؟ هل منع السفر ومنع الساتيلايت والموبايل والانترنت هو الذي يجعلنا نموت في دباديبكم كما يقول المثل المصري!؟؟ هل التسفيرات لملايين العراقيين ورميهم على الحدود الملغومة،

بملابسهم فقط بعد ان صادرتم كل أموالهم المنقولة وغير المنقولة، وجردتموهم من كل ما يملكون من وثائق تثبت عراقيتهم، وشهاداتهم الدراسية، وحتى إجازات السياقة، هو ما يجعلنا نحلم بعودتكم! هل منظر الأب وهو يحضن طفله وهم اموات بالكيمياوي في حلبجة مع خمسة آلاف آخرين هو النعيم الذي انعمتم به علينا لنتمنى عودتكم ثانية؟ هل منع الكلام او حتى الاحلام ضد نظامكم هو الذي يشوقنا إليكم؟

فقائمة "أفضالكم" التي أنعمتم بها علينا في زمنكم يا بعث السفالة والانحطاط طويلة لانهاية لها، وما ذكرتُ منها هو نقطة في بحر المعاناة والإجرام والعذاب الذي عانيناه منكم ولاربعين سنة، نتج عن ذلك تدمير اجيال بكاملها- تدمير كل شيء، من تدمير الارض والبناء والدولة الى تدمير العقل البشري والأخلاق تدميرا كاملا لما ادخلتم فيه من حقد طائفي وعنصري، حيث جعلتم الاخ يقتل اخاه ويسرقه ايضا!

ناهيك عن الانفال وقتل مئات الآلاف من الاكراد وابادة كربلاء والنجف والحلة على يد حسين كامل وعلي الكيمياوي مشعولين الصفحة، ولا أريد أن أذكر الاعدامات بالشوارع لمجرد معارضة نظامكم بالكلام فقط ! ولم اذكر انحطاط المستوى الثقافي والتعليمي والخدمي والتربوي وكل شيء في زمنكم الأغبر بسبب سوق الرجال والشباب لمحرقة حروبكم التي لا تنتهي مع دول الجوار ومع ابناء شعبكم.

ألا تبا لمن يريدكم، فإما هو مستفيد منكم وسقوط حكمكم خسر مصالحه منكم على حساب دماء شعبه، او جاهل و أبله مغفَّل مخدوع بكلامكم وفضائياتكم المضلِلة السافلة الممولة من السفلة وأقذر المخلوقات امثال مملكة الشر الوهابية، وقرية قطر بأميرها فرس النهر، وابنه الدمية، وأمريكا الغبية المصلحجية، وذيولها – شكرا
 
****
وأخيراً، أنقل أدناه رسالة الصديق الأستاذ نوري العلي، رئيس تحرير موقع الأخبار، وشكراً له على سماحه لي بنشرها: 
 
تحية طيبة 
 
سلمت يداك على هذا المقال [لكي لا ننسى الهولوكوست]، فمن الضروري بين فترة وأخرى أن يجري تدوين تاريخ العراق بمثل هذا المقال القيم، أود ان اقول أنه رغم انتهاء الحرب العالمية الثانية منذ نهاية عام 1945، فإن الاعلام الألماني ولحد هذا اليوم ينشر في وسائله يوميا مادة عن النازية والحرب، و خاصة محطات التلفزيون الإخبارية فإنها يوميا لابد من إحداها ان تبث مادة عن النازية وعن هتلر والحرب العالمية، والمادة يعاد بثها لأكثر من مرة في المحطة. 
 
في احدى المرات كانت مظاهرة للنازيين في شوارع ميونخ، تسير في شارع رئيسي تتصل به شوارع فرعية، وكانت مجموعات من الشباب الصغار بين 13 و18 سنة، تتجمع برأس الشوارع الفرعية تنتظر مرور التظاهرة النازية ليهتفوا ضد النازية، وهتلر، ويشبعون المتظاهرين بالسباب، وبعد الانتهاء يركضون الى الشارع الثاني ليصلوا الى رأسه وتكون المظاهرة وصلت الى رأس هذا الشارع ويتكرر المشهد بهتافات من الشباب ضد النازية وهتلر ويعقبها سباب وشتائم ضد المتظاهرين.
 
هذا الامر لفت نظري وعزيت موقف هؤلاء الشباب إلى انهم تربوا على الديمقراطية، ونبذ النازية والتعصب مع حليب الرضاعة، ومن مناهج الدراسة والبرامج التلفزيونية، وإلا فإنهم صغار ولا يعرفون شيئاً عن الحرب الكونية، اذ لم يكونوا موجودين خلالها ليعرفوا ماهية النازية والعنصرية.
 
وفي احدى المرات كنت اتحدث الى ابني وكان حينها صغيرا في المدرسة الإبتدائية، حدثته عن موظفة سوداء وكيف ساعدتني بشأن يخص ادارة الشركة، ولمجرد قلت لإبني انها سوداء، قال لي: "بابا هذا كلام عنصري ما كان عليك ان تقوله". هذا الموقف بالتأكيد تعلمه ولدي من المدرسة الألمانية. 
 
**********
هذا غيض من فيض من التعليقات القيمة، وهي تدل على أن أغلب أبناء شعبنا وخاصة شريحة المثقفين منهم، قد استوعبوا الدرس، وفهموا الغرض من دراسة التاريخ، وفهم الماضي وكيفية التعامل معه، بأن لا نقع ضحية تمجيد الماضي المزيف المليء بالدماء والمظالم والجور، بل يجب أن ندرسه

ونكشف ما فيه من حسنات وسيئات ودون تحيز، ونتعامل معه بعقل متفتح لكي نتجنب تكرار أخطائه، ونخطط للمستقبل الأفضل. لذلك من الضروري أن نبدأ من العائلة في تربية الأطفال، وأن تتبنى وزارة التربية تعليم النشء الجديد وتربيته من مرحلة الدرسة الابتدائية على مبادئ الوطنية والإنسانية والإخاء والحرية والمحبة، ونبذ العنصرية والطائفية، ولكي لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.
 
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com  

http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- عبدالخالق حسين: لكي لا ننسى الهولوكوست البعثي الداعشي
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/?news=734

2- عبد الحليم الرهيمي: الشائعات.. أشد فتكاً من السلاح
http://www.akhbaar.org/home/2015/4/189926.html
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :