الأقباط متحدون | أحبّوا أعداءَكم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٤٢ | الاثنين ٢٧ ابريل ٢٠١٥ | ١٩برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٤٣ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

أحبّوا أعداءَكم

الاثنين ٢٧ ابريل ٢٠١٥ - ٠٣: ٠٤ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

قصة للأطفال  بقلم :زهير دعيم
كانت الساعة تُشير إلى الثالثة صباحًا، حين استيقظ الجرو الصغير "سمّور " من نومه متألمًا وصرخ : آخ..... ...آخ...رِجلي ،  آه يا رِجلي .

    وأسرعت إليه الامّ "حنون" وعانقته ، وتحسّست رجله المعصوبة برفق وقالت : لا تخف يا حبيبي ، غدًا ستشفى وتعود تركض وتلعب كما كُنتَ.
   ونام سمّور وهو يتألم و يتنهّد ، بينما الكلبة الامّ لم تنم ، فقد تذكرت ما فعلته الكلبة "غبراء"الساكنة في الجهة البعيدة من التلّ، كيف أنها عضّت قبل أيام سمّور بدون ذَنْبٍ، عندما كان يلعب بعيدًا عن المأوى.
 
  نعم إنها غبراء ، فقد رأتها تفعل ذلك جارتهما القطة .
 
   غضبت الكلبة الامّ ، وتمنت لو أنها ترى غبراء حتّى تُعلّمها درسًا لا تنساه.
 
       ومرّت الأيام وأخذت قدم سمّور تتحسّن شيئًا فشيئًا ، وعاد كما كان بدون عِصابة تلُفُّ قدمه، عاد يركض ويلعب ويلحق على العشب الأخضر طابةً صغيرة اشترتها له امّه.
 
      وفي عصر احد الأيام الربيعيّة ، وبينما كانت حنون تداعب صغيرها ، وتلعب معه بالطّابة ، شاهدا جروًا صغيرًا ينبح بحزنٍ ويبكي ..
 
   لا شكّ أنّه ضائع ، قالت حنون لصغيرها ، أتعرفه يا سمّور؟
 
فهزّ سمّور رأسه قائلا : لا يا أمّي ، إنّه صغير جدًا ، ولم أره من قبل .
 
 اقتربت حنون وجروها من الجرو الباكي الحزين ونادته بلطف :  تعال يا صغيري..... تعال....لا تخف.
 
  اقترب الجرو الصغير بخوف ، والدموع تملأ عينيه ، فقادته إلى المأوى وغسلت وجهه ، وقدّمت له الطعام الساخن الشهيّ، وسمّور ينظر إليه من بعيد ويبتسم.
 
  حاولت حنون أن تعرف من الجرو عن اسمه واسم امّه، ولكنه لم يعرف أن يعطيَ جوابًا.
 
 لعب الجرو الصغير الغريب مع سمّور بالطّابة ، وتدحرج معه على العشب الأخضر ، حتّى نسيَ بكاءَه ونسي أمّه ، وبعد مدّة تعبا ونعسا، فأدخلتهما حنون إلى المأوى ، فغفوا في الحال غفوةً طويلة.
 
   لم يمضِ على نوم الجروين الصغيرين بضعة دقائق ، حتى مرّت من المكان الكلبة غبراء وهي تتلفت في كلّ مكان وتنادي بحزن : نبّوح......نبّوح ..نبّوح يا حبيبي ، أين أنت.
 
   مرّت غبراء من أمام مأوى حنون بسرعة ، ولم تتجرّأ أن تنظر أو تسأل ، فهي تعرف أنها قد أخطأت إلى حنون وابنها سمّور .
 
  وسمعتها حنون وعرفت أنّ هذا الجرو الصغير النائم هو ابنها الذي تبحث عنه ، فرقّ قلبها وقالت : لا شكّ انّ قلبها يتقطّع على صغيرها ...حرام ..حرام .... كُلّنا نُخطئ...علينا أن نُسامح ونصفح.
 
  خرجت حنون ونادت غبراء ، ولكنها لم تتوقّف وأرادت أن تهرب ، وهي تقول : لسْتُ أنا ، لست أنا...
 
  لكن حنون صاحت : لقد سامحتكِ ، ارجعي فصغيرك الذي تبحثين عنه ينام عندنا.
 
  لم تُصدّق غبراء ما تسمع!!..أصحيح ما تقولين  ؟ هل فعلا نبّوح حبيبي عندكم ؟ أوّاه ما أغلى الأبناء ؟ ما أغلاهم !!
 
  وتعانقت حنون وغبراء والدموع تسيل من العيون ، وغبراء تعتذر وتتأسّف وتروح  تداعب بلطف رأس سمّور الغارق في النوم وتبكي  وأخرى رأس صغيرها  نبّوح.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :