الأقباط متحدون | الأستاذ والتلميذ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٥:٠٠ | السبت ٣ يوليو ٢٠١٠ | ٢٦ بؤونة ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٧٢ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأستاذ والتلميذ

السبت ٣ يوليو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هند مختار
هما رجلان من "مصر"، الأستاذ والتلميذ تشابها في الفن، وفي نفس مكان النشأة، ورحلا في نفس الشهر..
الأول: المخرج الكبير "صلاح أبوسيف"- رائد من رواد الواقعية في "مصر"
والثاني: "عاطف الطيب"، الإبن البار لتيار الواقعية في السينما المصرية..
إنهما من المخرجين القلائل الذي إذا حمل الفيلم اسم أحدهما، كان هذا الاسم كفيل بأن يحقق الفيلم مبيعات كاسحة، وأن يُقبل عليه الجمهور..
"صلاح أبو سيف" الأستاذ، ابن بولاق الدكرور، وأحد شلة الحرافيش التي ضمت العباقرة: "نجيب محفوظ"، و"محمد عفيفي"، و"أحمد مظهر"، و"يحيى الرخاوي"، وغيرهم ..

"صلاح أبو سيف" من مواليد "بني سويف" مركز "الواسطى" في 15 مايو سنة 1915 ، نشأ في حي "بولاق الدكرور" المصري، والذي يُعد معظم ساكنيه من الطبقة المتوسطة.

 عمل في بداية حياته في شركة المنسوجات بـ"المحلة الكبرى"، وهى احدى الشركات التابعة لبنك مصر في تلك الفترة، وهناك قابل المخرج الكبير "نيازي مصطفى"، ورأى فيه موهبة كبيرة، وهو الذي ساعده على الإلتحاق بستوديو مصر، وعمل في البداية بالمونتاج، حتى أصبح رئيسًا لقسم المونتاج لمدة عشر سنوات.

 كانت بدايات "أبو سيف" في الإخراج بمساعدة "كمال سليم"، صاحب أول فيلم واقعي في تاريخ السينما المصرية (العزيمة)، ثم سافر بعد ذلك لـ"فرنسا" كي يدرس الإخراج هناك، ولكنه عاد سنة 1939 لقيام الحرب العالمية الثانية.
 وبعد عودته أخرج أول أفلامه وهو "دايمًا في قلبي"، المأخوذ عن فيلم "جسر واترلو"، ثم سافر إلى "إيطاليا" ليعود سنة 1950، كان سبب سفره هو إراج النسخة العربية من فيلم "الصقر" بطولة "عماد حمدي"، وعاد من هناك متأثرًا بتيار الواقعية الجديدة، ليقدمه في السينما المصرية..

قدّم "صلاح أبو سيف" واقعية المجتمع المصري في كل فئاته، فقدّم واقعية الطبقة الوسطى في "بداية ونهاية"، وقدّم واقعية الطبقة الأرستقراطية في فيلم "لا أنام"، وقدّم واقعية الريف في فيلم "شباب إمرأة"، وقدّم ما يدور في دهاليز التجارة في فيلم "الفتوة"، وقدّم الفانتازيا في فيلمي "البداية"، و"السيد كاف"..

شارك "أبو سيف" في مهرجانات عديدة، منها مهرجان "كان السينمائي" بفيلم "شباب امرأة"، وكاد أن يحصل على الجائزة لولا أن التيار الصهيوني لعب لعبته ليُحرم من الجائزة..

"صلاح أبو سيف" نال من الشهرة العالمية، ما ناله "يوسف شاهين"، فهو معروف في "إيطاليا" و"أميركا" حتى أن مهرجان "بولونيا" حينما أراد أن يقدم السينما العربية، قام بعمل بانوراما لأفلام "صلاح أبو سيف"...

توفي "أبو سيف" في 22 يونيو سنة 1996، ولم يكن قد حقق حلمه بتصوير فيلم "النعامة والطاووس" بسبب تعنت الرقابة، وأخرجه ابنه "محمد أبو سيف".

تتشابه حياته مع حياة "عاطف الطيب" الصعيدي الأصل أيضًا، مثله مثل "صلاح أبو سيف"، وأيضًا نشأ في نفس الحي "بولاق الدكرور"، وقد وُلد "عاطف الطيب" في 26 ديسمبر سنة 1946 ، كان وهو طفل مهووس بالتمثيل، ولكنه كان شغوفًا بمعرفة من يسيطر على كل هؤلاء الممثلين، حتى عرف من أستاذه في المدرسة أن هناك من يُسمى بالمخرج وهو العمود الفقري للفيلم، وقد كان. فقد تخرّج من المعهد العالي للسينما سنة 1970،  وعمل وهو طالب في المعهد مساعدًا للإخراج مع "مدحت بكير" في "ثلاثة وجوه للحب"، وفيلم "دعوة للحياة" وعمل مساعدا للمونتير "كمال أبو العلا"..

التحق (عاطف الطيب) بالجيش من سنة 1971 وحتى سنة 1975 في فترة من أصعب فترات الجيش المصري، وكانت فترة ذهبية له ليكوّن ثقافته. ونرى أصداء تلك الفترة في إهتمامه بالتفاصيل الدقيقة في فيلمه "كتيبة الإعدام"، والتي دار الجزء الأول من أحداث الفيلم في فترة الحرب سنة 1973..

أخرج (عاطف الطيب) وهو في الجيش فيلمه التسجيلي "جريدة الصباح" سنة 1972، وعمل مساعدًا للمخرج الكبير "شادي عبد السلام" في فيلمه "جيوش الشمس"، وعمل أيضًا مساعدًا للمخرج "يوسف شاهين"، و"محمد شبل"، وعمل مساعدًا في العديد من الأفلام الأجنبية مثل "الجاسوس الذي أحبني"، و"الصحوة"، و"توت عنخ آمون"، و"جريمة على النيل"..

قدّم (الطيب) أول أفلامه "الغيرة القاتلة" سنة 1982 من بطولة "نور الشريف" و"يحيى الفخراني"، والذي نال تقدير غير عادي من النقاد، ليفاجيء الجميع بتحفته "سواق الأوتوبيس"، والذي كان يناقش فيه تحولات المجتمع المصري من بعد الحرب، ويقدم بعد ذلك أفلامًا أثارت ضجة مثل "البريء" و"ناجي العلي"، و"ملف في الآداب"، والعشرات من الأفلام، محافظًا فيها على تيار الواقعية مثله مثل أستاذه "صلاح أبوسيف"..وفجأة في 23 يونيو سنة 1995 توقف قلبه عن النبض، ليسبق أستاذه بالرحيل بعام واحد فقط، وليترك لنا الاثنان تاريخًا جميلاً من الفن الراقي الذي لا ينمحي.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :