الكاتب
جديد الموقع
الحشد الشعبي "مليشيات شيعية" مدعومة من إيران!
د. عبدالخالق حسين
من لا يساير ماكنة الإعلام البعثي، المتمرس في التضليل، والمدعوم عربياً و غربياً، فلا بد وأن يُتهم بالطائفية والانحياز للشيعة. وقد بلغ الإسفاف بالبعض في توجيه هذه التهمة حتى إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما. ففي لقاء تلفزيوني حول التقارب الأمريكي الإيراني، والوصول إلى اتفاق حول برنامج إيران
النووي، وصف أحد إلإعلاميين العرب أوباما بأنه شيعي لأنه من أب كيني مسلم شيعي اسمه (حسين أوباما)، لذك فهو منحاز إلى إيران الشيعية ضد العرب!! رابط الفيديو في الهامش.(1)
النووي، وصف أحد إلإعلاميين العرب أوباما بأنه شيعي لأنه من أب كيني مسلم شيعي اسمه (حسين أوباما)، لذك فهو منحاز إلى إيران الشيعية ضد العرب!! رابط الفيديو في الهامش.(1)
والمؤسف أن العزف على الوتر الطائفي لم يسلم منه حتى الـ(بي بي سي). ففي لقاء مع الإعلامي العراقي القدير، الأستاذ أبو فراس الحمداني في تلفزيون بي بي سي العربية، راحت المذيعة تغمز من قناتها إلى أن الحشد هو من طائفة معينة في إشارة أنه مليشيات شيعية مدعومة من إيران!! ورغم تأكيدات الأخ أبو فراس أن الحشد يضم متطوعين من كل مكونات الشعب العراقي، سنة وشيعة و مسيحيين، وصابئة وغيرهم، ولا توجد قوات إيرانية في العراق عدا عدد من المستشارين، ولكن بلا جدوى.
لقد اعترف القاصي والداني بتفاني الحشد الشعبي وتضحياته ودوره الكبير في تحرير محافظة صلاح الدين و إلحاق الهزيمة بداعش، الأمر الذي أقض مضاجع البعثيين الدواعش وأنصارهم من السياسيين والإعلاميين، فقاموا بحملة تشويه سمعة الحشد الذي لا يذكرونه إلا باسم (المليشيات الشيعية المدعومة من إيران). فالدعم الإيراني للعراق في حربه على داعش يعتبر جريمة ووصمة عار!! ويقوم هؤلاء بتخويف شعوبهم من البعبع الإيراني، أن لإيران نوايا توسعية لإحياء إمبراطوريتها القديمة على حساب العرب...الخ. ويطير هؤلاء فرحاً عندما يصدر تصريح تافه من مسؤول إيراني صغير، وفي أغلب الأحيان تصريحات مختلقة، وكان آخرها تصريح لا نعرف مدى صحته، أنه صدر عن مسؤول إيراني يدعى (يونسي)، بأن "بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية !!". ورغم إدانة هذا التصريح من قبل وزير الخارجية العراقي الدكتور إبراهيم الجعفري، وحتى من الحكومة الإيرانية، إلا إن الجماعة راحوا يرددونها ليل نهار لتأكيد صحة "مخاوفهم" من "نوايا إيران التوسعية"!!
لذلك، هناك نقطتان أود توضيحهما:
الأولى، لماذا غالبية الحشد الشعبي من الشيعة؟
غالبية الحشد الشعبي من الشيعة لأن غالبية الشعب العراقي من الشيعة، حيث يشكلون 60 إلى 65% من الشعب، ونحو 85% من عرب العراق، لذلك، فالشيعة لا يشكلون الأغلبية في الحشد الشعبي فحسب، بل وكانوا يشكلون الأغلبية الساحقة في معظم قواعد الأحزاب السياسية الوطنية العراقية مثل الحزب الشيوعي، والوطني الديمقراطي، وحتى قواعد حزب البعث، وهذا لا يعني أن هذه الأحزاب كانت شيعية حصرياً. كذلك كان الشيعة وما زالوا يشكلون نحو 80% من جنود الجيش العراقي الآن و في جميع العهود. وهذا لا يعني أن الجيش كان شيعياً في العهد الملكي أو العهد الجمهوري، هذه هي الحقيقة التي يحاول البعض تجاهلها وطمسها عن عمد.
النقطة الثانية، هي حول الدعم الإيراني للعراق: إن موضوع العلاقة مع إيران معقد ويحتاج إلى مقال مستقل، ولكن يكفي في هذه العجالة بيان الحقيقة التالية.
تربطنا مع إيران علاقة جوار وتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، وحدود بطول 1400 كم، ولا يمكن تغيير هذه الحقائق التاريخية والجغرافية. وإيران لم تعتدي على العراق، بل العراق هو الذي شن الحروب على إيران في عهد صدام. وبعد تحرير العراق سارعت إيران إلى دعم العراق، ولم تبعث لنا
سيارات مفخخة ومنظمات إرهابية وانتحاريين ليفجروا أنفسهم وسط الجماهير في الأسواق المزدحمة، ومساطر العمال الفقراء في بلادنا كما فعل الأشقاء العرب، بل العكس هو الصحيح، فعندما تعرض العراق إلى الإرهاب الداعشي، والذي هو من صنع السعودية وقطر وتركيا، أرسلت إيران لنا أسلحة وذخائر ومستشارين، لمواجهة هذا الإرهاب، وفي هذه الحالة، من واجب الحكومة العراقية أن ترحب بكل مساعدة ومن أية جهة كانت، فهناك آلاف
المستشارين العسكريين الأمريكان والبريطانيين في العراق، فلماذا كل هذه الضجة ضد الدعم الإيراني فقط؟ خاصة وقد امتنعت أمريكا في البداية عن تسليح الجيش العراقي لمواجهة داعش. أما السعودية فترسل لنا الإرهابيين وتدعم داعش وتثير الفتن الطائفية وتحرض على إشعال الحروب الأهلية في
العراق. لذلك فمن الانصاف أن نرحب بالدعم الإيراني. أما أن نرفض هذا الدعم لأن النظام الإيراني هو إسلامي، فالنظام السعودي والقطري الوهابي هو من أسوأ الأنظمة تخلفاً في التاريخ.
تربطنا مع إيران علاقة جوار وتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين، وحدود بطول 1400 كم، ولا يمكن تغيير هذه الحقائق التاريخية والجغرافية. وإيران لم تعتدي على العراق، بل العراق هو الذي شن الحروب على إيران في عهد صدام. وبعد تحرير العراق سارعت إيران إلى دعم العراق، ولم تبعث لنا
سيارات مفخخة ومنظمات إرهابية وانتحاريين ليفجروا أنفسهم وسط الجماهير في الأسواق المزدحمة، ومساطر العمال الفقراء في بلادنا كما فعل الأشقاء العرب، بل العكس هو الصحيح، فعندما تعرض العراق إلى الإرهاب الداعشي، والذي هو من صنع السعودية وقطر وتركيا، أرسلت إيران لنا أسلحة وذخائر ومستشارين، لمواجهة هذا الإرهاب، وفي هذه الحالة، من واجب الحكومة العراقية أن ترحب بكل مساعدة ومن أية جهة كانت، فهناك آلاف
المستشارين العسكريين الأمريكان والبريطانيين في العراق، فلماذا كل هذه الضجة ضد الدعم الإيراني فقط؟ خاصة وقد امتنعت أمريكا في البداية عن تسليح الجيش العراقي لمواجهة داعش. أما السعودية فترسل لنا الإرهابيين وتدعم داعش وتثير الفتن الطائفية وتحرض على إشعال الحروب الأهلية في
العراق. لذلك فمن الانصاف أن نرحب بالدعم الإيراني. أما أن نرفض هذا الدعم لأن النظام الإيراني هو إسلامي، فالنظام السعودي والقطري الوهابي هو من أسوأ الأنظمة تخلفاً في التاريخ.
abdulkhaliq.hussein@btinternet.com
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1- د.اللاذقاني : باراك حسين اوباما شيعي (فيديو)
https://www.youtube.com/watch?v=TRVvGOfym-w#t=65
2- لقاء مع الإعلامي أبو فراس الحمداني على قناة بي بي سي العربية ( فيديو)
http://youtu.be/SInx0qbT1CI
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :