الأقباط متحدون | ثقافة فهلوة تزييف الواقع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٣١ | الأحد ٢٢ مارس ٢٠١٥ | ١٣برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٩ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

ثقافة فهلوة تزييف الواقع

السبت ٢١ مارس ٢٠١٥ - ٢٣: ١٠ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com

"عيسى نبى.. موسى نبى.. محمد نبى، وكل من له نبى يصلى عليه، عليه الصلاة والسلام، التذكرة للعبة دى يا حضرات كانت فى معرض دمشق الدولى بإثنين ليرة، وكرامة للست (السيدة زينب)، خليناها بتسعة مليم للكبير وخمسة مليم للصغير... قرب.... قرب... وسع طريقللى خارج يا جدع"!! (كان هذا فى أعقاب فشل الوحدة بين مصر وسوريا لذلك كان يدعى مقدم برنامج السيرك أن اللعبة كانت معروضة فىدمشق قبل أن تأتى للسيدة زينب)!!

لاشك أن من أهم التحديات التي ينبغي مواجهتها في الفترة القادمة ،وبعد نجاح المؤتمر الاقتصادي وشهادة المؤسسات العالمية بأن الإدارة المصرية باتلديها العزم والإصرار والإرادة للتغيير واستخدام وإعمال الأساليب العلمية في وضع الخطط والنظم القادرة على تحقيق المنافسة عالميا ، والتنمية المستدامة ، تجاوزاً لشعار " "عيسى نبى.. موسى نبى.. محمد نبى، وكل من له نبى يصلى عليه " والتي كان يتم على طريقته  تستيف أوراق الملفات والحصول على الموافقات ، بل وفي بعض الأحيان الحصول على شهادات الجودة المزيفة للأسف !!

في البيت والزقاق والحارة والشارع ، وفي كل منتديات النخبة وحتى في القعدات المخملية للناس المنشية كمان يحكي الجميع عن احتياجنا الملح للتحلى بمجموعات ثقافات وقيم وسلوكيات إيجابية  لتغيير أخرى سلبية ، منها مواجهة الذات ونقد مثالبها ، وثقافة المساءلة والمحاسبة ، وثقافة التطوع والتبرع والوفاء والاعتذارعن الخطأ ، والانتماء وتعظيم قيم المواطنة ورفض التمييز ، والعمل في إطار الجماعة والعمل المجتمعي ، الإيقاع الوطني مقابل الاغتراب وحالات الفوضى والانشطار والتشرذم الإنساني ، وتغليب الصالح العام مقابل الإفراط في الأنانية والذاتية ، ثم ثقافة احترام التبادلية مع الآخر من باب التثاقف والتفاعل والتلاقي ، وأخيراً ثقافة القول والشعارات والمزايدات والتباري في طرح الأطر النظرية ..وصدق أمير الشعراء أحمد شوقي " إذا أصيب القوم في أخلاقهم ، فأقم عليهم مأتماً وعويلاً "..

نعم التغيير ضرورة ،وقد أكد على حتمية إحداثه خروج الشعب المصري بالملايين في 25 يناير ، 30 يناير .. ولاشك أن تغيير مثل تلك الثقافات السابق الحديث عنها حكاية ملحة ، لأنه وببساطة ماجدوى دستور جديد ، ووضع سياسات تنموية واقتصادية متقدمة ، ونحن نعاني من خطابات دينية وأخرى ثقافية وإعلامية متخلفة تزرع في مواطننا البسيط قناعات ومبادئ قادرة على نسف جهود كل القوى الوطنية المخلصة لرسم ملامح أركان دولة مدنية معاصرة..

"في بناء البشر" هو عنوان كتاب مهم لشيخ التربويين الراحل "د. حامد عمار" ويتناول بالتحليل الشخصية الفهلوية وهو النمط الذي ساد للأسف في تركيبة الشخصية المصرية خلال الفترة الأخيرة ..

يذكر أن لكل مجتمع نمطًا اجتماعيًا لشخصيات أفراده، يمثل الصورة المثلي لمجموعة من السلوك والقيم والاتجاهات التي يسعي إليها أعضاء ذلك المجتمع، ولا يقصد بهذا النمط جملة من الصفات المعينة، وإنما هو استجابات مقننة متواترة في مواقف معروفة يتوقعها المجتمع ويؤثرها علي غيرها من أمثال تلك المواقف. وتعمل مختلف القوي والمؤثرات التعليمية علي تشكيل شخصية الفرد في إطار هذا النمط الاجتماعي مما يضمن التماسك والاستقرار في حياة تلك الجماعة. وقد أشرت أيضًا إلي أن مفهوم النمط الاجتماعي مشابه في تصوره لفكرة «الوسط» في العينة الإحصائية، فقد ينحرف عنه بعض أفراد ذلك المجتمع يمينًا ويسارًا، إما لظروف فردية خاصة في نموهم، وإما لعوامل فكرية واجتماعية تجعل هؤلاء الأفراد أكثر وعيًا بالنمط في مجال التأثير به أو رد الفعل له.
وقد زعمت أن النمط الاجتماعي لشخصية المصري هو الذي اخترت له لفظ «الفهلوي»، وأن مظاهر السلوك والقيم لهذا النمط في مختلف المواقف والعلاقات الاجتماعية، قد تكونت نتيجة لتضافر الأبعاد التاريخية والاقتصادية والاجتماعية التي جعلت منها التكيف السوي الناجح لمواجهة ظروف الحياة المصرية في عصور التاريخ. فما مقومات هذا النمط؟ وما مظاهر سلوكه؟ وما قيمه واتجاهاته؟
وللحديث بقية..




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :