الأقباط متحدون | أبطال بحر الدماء المُقدسة !!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:٥٤ | الخميس ١٩ فبراير ٢٠١٥ | ١٢ أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٧٨ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

أبطال بحر الدماء المُقدسة !!

الخميس ١٩ فبراير ٢٠١٥ - ٠٩: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم الكاتبة / حنان بديع ساويرس
يَشهد البحر المتوسط الذى تقدس بدماء شباب مصر الأقباط الفراعنة على شموخهم وشجاعتهم  ،فيشهد أنهم لم يَهابون الموت الذى يَهابه كل البشر .. رأيناهم أسود شاخصين للسماء ينتظرون عُرسهم السماوى .. فآخر كلمات نطقوا بها هى نِداءهم لإلههم ليثبتهم ويقويهم على تلك اللحظات الصعبة العصيبة  .

-    فقد شددتم من آزرنا أيها الشهداء .. فقد قويتم من عزيمتنا فكم صغرت الدنيا بملاهيها أمام صمودكم .. أمام الموت المحتوم .. أبداً بل صمودكم أمام الحياة .. حياة أبدية نلتموها لم يستطع أحد أن يسرقها أو يسلبها منكم .. فقد صنعتم أحبائى أقوى مثال حى لكلمات السيد المسيح له كل مجد حينما قال .. " َلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّمَ "

-    قد وقفت مُتحيرة ومُتأملة أمام  صورة لأحد الشهداء المصريين المسيحيين بليبيا "الأبطال" .. حقاً أبطال .. فى صمودهم وثباتهم أبطال .. فى إيمانهم أبطال .. فى شجاعتهم وبسالتهم أبطال ..  لكن لم تطول حيرتى كثيراً ... لأنه ببساطة - هذا هو الإيمان الذى بسَمع الأذن سمعت عنه والآن رأته عيناى !! .. فرأيت فيهم إيمان أجدادنا الذين أستشهدوا فى عصر الرومان المُظلم ، وصمدوا فيه أمام ملوك وأباطرة وطُغاة فإندثرت بإيمانهم ممالك !!  

  - الإيمان البسيط العميق الذى يتحدى قساوة وصعوبة وشبح الموت المُخيف فشعرت حقاً أنهم لا يتركون الحياة ليذهبون للموت بل تركوا الموت ليذهبون للحياة .. فرأيتهم صُناع الحياة !!! فبدماءهم الطاهرة المُقدسة ستتجدد دماء مصر وتعود لها الحياة .                                      

  – لقد لفت نظرى صورة لأحد الشهداء وهو شاخص نحو السماء وكأنه لا يرى ولا يسمع أصوات هذه الوحوش الآدمية التى تستعد لنحر عنقه هو وزملائه وكأنه يرى المسيح أو يرى السماء مفتوحة فيرى فيها أبن الإنسان جالساً عن يمين الآب ، والقديسين والملائكة أمامه فلم يشعر بألم نفسى أو جسدى كالقديس إستفانوس أول الشهداء الذى رُجم وهو شاخص نحو السماء لا يرى وجه راجِميه بل يرى السيد يستعد لإستقباله .. فكان بذرة لإيمان شاول الطرسوسى الذى أصبح بولس الرسول .. فشعرت أن هذا الشهيد لا يشعر ولا يأبى بما حوله من رعب وإنتظار لموت مُحقق .. كلا .. لأنه كان يهيم بروحه نحو السماء ولا يرى سوى النهاية السعيدة لذا كانت آخر كلمة نطق بها هو وباقى الشهداء هى .. يارب يسوع المسيح .

-    تعجبت من المُندهشون من صمودهم أمام الخناجر المسنونة لإجتزاز رقِابهم .. فعذرهم معهم فهم لا يعلمون شيئاً عن شهداء المسيحية عبر العصور لأن التاريخ القبطى لا يُدرس !!! ... فلم يسمعوا عن أمير الشهداء الذى قام بتعذيبه الرومان سبعة سنوات .. لم يقاوم هو تعذيبهم بل هم من كانوا يقاومون إيمانه فى مُحاولة فاشلة منهم كى ينتصروا عليه حتى ينكر إيمانه بالسيد المسيح .. ولم يحدث ذلك إلى أن يأسوا هم فى نهاية السبع سنون وقاموا بقطع عنقه بالسيف .. ولا يعلمون من هى الشهيدة مارينا أميرة الشهيدات التى مرت بعذبات صعبة على فتاة ضعيفة البُنيان صغيرة السن لم تتخطى العشرون ربيعاً .. وفى النهاية لم يستطيع الرومان مقاومة إيمانها فقطعوا رأسها المُباركة بالسيف ، فبدلاً من إنكارهم هم لإيمانهم تباركت الأرض بدماءهم فإنتشرت المسيحية .. من يتعجب من صمود أقباط مصر فى ليبيا يقرأ التاريخ  جيداً.. يعود للكتب .. قد تجدوا فيها إجابات عن علامات التعجب والإندهاش التى تبدو على وجوهكم .. لو فتحت سجل تاريخ الشهداء لم يسع مقالى هذا .. فأحتاج لمُجلد لكتابة أسماءهم فقط ، لذا أكتفى بذكر الشهيد البطل مارجرجس والبطلة الشهيدة مارينا .

-    أعترف وأقر أنا كاتبة هذه السطور أننى أستمديت طاقة روحية ليس لها مثيل من هؤلاء الشهداء المصريين المسيحيين الذين إستشهدوا على يد من يطلقون على أنفسهم " داعش "                         

     - يكفى عدم خنوعهم لقاتليهم .. يكفى رؤوسهم المرفوعة نحو السماء فى شموخ الصقور وشجاعة الأسود .. يكفى شعورى بأن أرواحهم تهيم مُحلقة للنظر لملكوته المُعد لهم مُنذ تأسيس العالم .. يكفى شعورى بأننى أمام إستفانوس ومارمينا ومارجرجس وأبى سيفين القرن الواحد والعشرين !!!

-    يكفى ذعر قاتليهم أمام صمودهم .. نعم ذعر !!!! فهم مُلثمون جُبناء ينتقبون كالنساء حتى لا يرى وجوههم أحد !! .. يكفى أنهم مُسلحون أمام عُزل مُقيدون ، يعتقدون أنهم يقتادونهم للموت وهم يقربونهم كل خطوة للحياة .. نعم لحياة أبدية يتمناها كلاً منا .. حياة مع المسيح الذى وعدنا بها ولم يخدعنا قائلاً فى (إنجيل يوحنا ص16) " قد كلمتكم بهذا لكي لا تعثروا .. سيخرجونكم من المجامع ، بل تأتي ساعة فيها يظن كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله وسيفعلون هذا بكم لأنهم لم يعرفوا الآب ولا عرفوني ... لكني قد كلمتكم بهذا حتى إذا جاءت الساعة تذكرون أني أنا قلته لكم .

-    نعم يا سيد تذكرنا جيداً ما قلته بل لم ننساه حتى لو كانت الدنيا تأخذنا بملاهيها لكن عندما نفوق على مثل هذا المشهد نستعيد ما قلته لنا .

-    فى نهاية الفيديو كتبوا موجهين الكلام لأقباط مصر .. هذا ما ينتظركم ثأراً لكاميليا وأخواتها !!!

-    وبالطبع كلنا نعلم المُظاهرات التى قام بها السلفيون على أعتاب حكم الإخوان أمام الكاتدرائية يَسبون فيها قداسة البابا شنودة بأبشع الشتائم يُطالبون فيها بإمرأتين مسيحيتين أشاعوا أنهن أسلمتا وكانوا يرددون نفس الجملة التى تم التنويه عنها بالفيديو " كاميليا وأخواتها " ... ولا تعليق!!!!

آخيراً .. تعزيات السماء لجميعنا ولأسر الشهداء ولمصر كلها ولكل أم مكلومة ولكل أب موجوع ولكل زوجة ترملت أو أبناء تيتموا

•    وألف تحية للرئيس عبد الفتاح السيسى البطل الشجاع الذى إزداد إعجابى وإعتزازى وفخرى به فلم يبيت تلك الليلة المشئومة التى وقع علينا فيها الخبر كالصاعقة إلا وثأر لمواطنى بلاده وإقتص لدماءهم ، ولم تشرق علينا الشمس أو يتقبل التعازى إلا وأخذ بالثأر من هؤلاء الإرهابيين الهمج أعداء الإنسانية .. الله معك سيادة الرئيس فى مُحاربة هؤلاء الغوغاء وينصرك فى كل خطواتك ... فحقاً أنت رئيس لكل المصريين ولم تخذلنا كعادة رؤساء حكموا مصر فى السابق ولفظهم التاريخ .. لكن كلمة حق أقولها أمام الله ... أننى لم أشهد فى تاريخ مصر رئيس يحب وطنه ولا يفرق بين أبنائه مثلك ولم أرى رئيس يَعد فيلبى وعوده ويفى بها فأنا رأيت فيك أفعالك وليس فقط أقولك .. وأتمنى من الله أن يُحافظ عليك من أجل مصر التى باركها بمجيئه وقال عن شعبها " مُبارك شعبى مصر" ... أشكرك إلهى




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :