- الكاتب "حلمي النمنم": الثقافة هي السبيل الوحيد لاستيعاب جميع أشكال التعصب
- سمبوزيوم أسوان الدولى.. صورة نادرة للحلم الجماعي لخلق عالم ينبض بالخير والحياة
- د. "عبد الهادي": مثلث الرعب "الجهل والفقر والمرض" قادر على أن يقتل الهوية والانتماء لدى الأفراد والمجتمع ككل
- مصادر أمنية: المتَّهم في حادث "الإسكندرية" في العقد الثالث من عمره، و"أبو سعده": يجب تعقُّب الجناة ومحاكمتهم محاكمة عادلة
- "المواطنة وحقوق الانسان".. كتاب يقدِّم دراسة قانونية سياسية اجتماعية ثقافية
أمينة السعيد.. رائدة من رائدات الحركة النسائية
بقلم: ميرفت عياد
في الوقت الذي حصلت فيه المرأة على جميع حقوقها في المجتمعات الغربية، تعاني المرأة في المجتمعات الشرقية من النظرة المتدنية لها، هذه النظرة أثارت مشاعر المرأة وأهدرت كرامتها على مر العصور، ولكنها لم تستسلم لهذا بل قامت بعض النساء أمثال "هدى شعراوي" الرائدة الأولى للحركة النسائية ومؤسسة الاتحاد النسائي التي تبنت "أمينة السعيد" وأحاطتها برعايتها حتى دخولها الجامعة، فأفرزت لنا رائدة أخرى من رائدات الحركة النسائية الداعية إلى تحرير المرأة ومنحها جميع حقوقها، فإن نضال المرأة في سبيل الحصول علي حقوقها هو جزء من نضالها في سبيل تطوير المجتمع وتغيير مفاهيمه ومقاومة الأفكار التي لا تعبر عن روح العصر وتتنافى مع رسالة الأديان.. كما كانت "أمينة السعيد" من رائدات العمل الصحفي في مصر.. فكانت أول فتاة مصرية تعمل بالصحافة.
وكان يوم 20 من مايو 1910 هو اليوم الذي تفتحت فيه عينا أمينة على الحياة، كان هو اليوم الذي سمعت فيه محافظة أسيوط صوت صراخها وهي تنطلق لتعلن ميلادها من رحم مجتمع ذكوري يحط من شأن المرأة ويسلبها حقوقها، وعلى الرغم من أن هذه كانت سمة المجتمع إلا أن والدها الطبيب المشهور كان يسير عكس الاتجاه ويعوم ضد التيار، فكان رجلاً ذي تطلعات أوربية وميل لتقليد الغرب، فنشَّأ بناته تنشئة غربية، وفي ظل هذا الفكر، نشأت أمينة، والتي تميزت من طفولتها بالتمرد واللهو، فقام والدها بغرس حب التعليم في وجدانها، والانطلاق بحرية في تحديد مستقبلها.
أول فتاة مصرية تعمل بالصحافة
وجذبت اللغة الإنجليزية "أمينة السعيد" فالتحقت بكلية الآداب في عام 1931، وكانت من أوائل الفتيات اللاتي يدخلن كلية الآداب، وعملت أثناء دراستها بالصحافة في مجلة "الأمل" ثم "كوكب الشرق" و"آخر ساعة" و"المصور" فكانت أول فتاة مصرية تعمل بالصحافة، وبسبب تفوقها ونبوغها استطاعت أن تحصل على الليسانس من قسم اللغة الإنجليزية عام 1935، وبعد تخرجها في الجامعة عملت بدار الهلال وظلت تعمل بها حتى وفاتها.
وعندما فكر أمين زيدان في إصدار مجلة نسائية شهرية باسم "حواء" اختار أمينة السعيد كرئيس للتحرير وبالفعل صدر العدد الأول منها في يناير 1954، ونجحت المجلة الجديدة نجاحًا هائلاً، كما كانت أول رئيس تحرير لمجلة "المصور" بعد فكري أباظة، وأول مصرية تعين في مجلس إدارة مؤسسة صحفية، ثم رئيسًا لمجلس إدارة "دار الهلال" فكانت بذلك أول سيدة مصرية تنتخب عضوًا في مجلس نقابة الصحفيين، وأول سيدة تتولى منصب وكيل نقابة الصحفيين 1959، وحصلت على العديد من الأوسمة منها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى 1963، ووسام الجمهورية من الدرجة الأولى 1970، ووسام الكوكب الذهبي 1975، ووسام الفنون والآداب من الدرجة الأولى.
الهجوم عليها والتهديد بقتلها
وكانت أمينة السعيد قد تعرضت خلال رحلتها الصحفية للهجوم عليها والتهديد بقتلها وقتل أولادها كعقاب لها على مواقفها التقدمية من قضايا المرأة المصرية ولكنها ظلت - رغم كل هذا- تعمل إلى آخر يوم في حياتها وتكتب بابها الأسبوعي "اسألوني" في مجلة "المصور" الذي ظلت تكتبه لمدة 40 عامًا وتناقش فيه علاجًا للعديد من المشكلات الاجتماعية، كما أنها قامت بتأليف عددًا من الكتب منها "آخر الطريق" و"الهدف الكبير" و"وجوه في الظلام"، "ومن وحي العزلة" و"مشاهدات في الهند".
كانت أمينة السعيد تنادي بتحرير المرأة وإلغاء المحاكم الشرعية، ومنح المرأة جميع الحقوق السياسية.. وتوفيت أمينة السعيد في 13 أغسطس 1995 تاركة خلفها أجيالاً تمنت بقاءها لتجاهد معهم من أجل تحرير المرأة وفك أسرها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :