الأقباط متحدون | باريس عاصمة الظلام
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٧:٢٥ | السبت ٢٤ يناير ٢٠١٥ | ١٦ طوبة ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٥٦ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

باريس عاصمة الظلام

السبت ٢٤ يناير ٢٠١٥ - ٠٠: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: هند مختار
 هل تذكرون الفيل بابار؟ هو ذلك الفيل الذي تم قتل والديه ،وتم اصطياده من الغابة، ولكنه هرب وذهب إلى المدينة وبالطبع لأن القصة فرنسية كانت المدينة هي باريس.

هناك تعلم بابار أن يسير على قدمين ،ثم تعلم المدنية والتحضر وعاد إلى الغابة الإفريقية ليعلم باقي الأفيال التمدين على الطريقة الفرنسية ،وبعدها أصبح ملك الأفيال، ألف القصة وصممها جون دي برنهوف سنة 1931 ولاقت نجاحا عظيما في تلك الفترة ،وأعتقد حتى الآن بين الأطفال.

تلك القصة المغزى منها أن ثقافة الرجل الأبيض هي التي تجب أن تسود ،وأن الرجل الأسود الأفريقي دائما في حاجة للأبيض لكي يجعله يسير على اثنتين بدلا من أربع .. الاستعمار الثقافي يتغلغل في الروح ،ويصعب محوه خاصة إذا كان من الطفولة .. على قدر ما لي من معرفة وثقافة ،لم أقرأ لأحد من أدباء الستينات إلا وكان مفتونا بباريس ،وبما فيها من تمدين ورقي ،حتى أن الإمام محمد عبده والذي توفي سنة 1905 قال بعدما ذهب إلى فرنسا رأيت إسلاما بغير مسلمين من انبهاره بكل هذا الجمال ، رفاعة الطهطاوي فتن بباريس ،توفيق الحكيم ،كامل زهيري ألبير قصيري ..إلخ من المفتونين بعاصمة النور والتنوير .

الموضة من باريس ،السينما اخترعت في فرنسا ،الإتيكيت فرنسا ،الوجودية والفلسفة فرنسا ، حتى اللغة الفرنسية علامة على الرقي ولكن لم يتحدث أحد أو يشير إلى الاستعمار الفرنسي لأغلب القارة الإفريقية وسوريا ولبنان /لم يشر أحد إلى المذابح التي تمت على يد القوات الفرنسية في الجزائر على مدار مئة عام من الاحتلال، المذابح التي تمت في مصر على أيدي الفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية بقيادة بونابرت ،إغراقهم لآلاف الجزائريين في نهر السين كي يتخلصوا من وجودهم في فرنسا.

 فرنسا عاصمة النور كانت ذات يوم دولة استعمارية كبرى ،واشتركت ذات يوم في العدوان الثلاثي على مصر ،فرنسا عضوه مجلس الأمن لم تعترض على ضرب العراق ذات يوم ،فرنسا أيضا تساند الإرهاب الإسرائيلي في فلسطين ، فرنسا تقوم بضربات جوية استباقية ،فرنسا بلد الحريات وعاصمة النور استهزأت بالمشاعر الدينية للآخر ،فرنسا أيضا تحتضن الإرهاب بطريقتها ،فهي أكبر دولة لا تسلم المجرمين لدولهم وترفض التوقيع على اتفاقيات التسليم لأنهم يستثمروا هناك.

فرنسا تآمرت ذات يوم على مصر أيضا بصندوق الدين وأسهم قناة السويس ،فرنسا حاولت طمس الهوية العربية في بلاد المغرب العربي ففرنسة كل شيء هناك .. عاصمة النور الذي يغشى العيون ذاقت قطرة من بحر الاستعمار الذي يتغاضى عنه الجميع ولا أعرف السبب، إذا أرادت باريس أن تظل عاصمة النور فعلى الأقل تعتذر عن فظائعها ضد شعوب القارة السوداء وكل الدول التي احتلتها ،وتعيد النظر فيمن تحتضنهم على أرضها حتى لا تصبح عاصمة الظلام.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :