تصدير الظلام للخارج
بقلم : سحر غريب
لم أتوقع منه هو شخصيًا عدم التسامح في التعامل مع من يخالفه في الدين، أو اللون، أو العرق. لم يستوعب عقلي الصغير ما يقوله، وذلك لسبب بسيط جدًا وهو أنه مهاجر مصري إلي "كندا" منذ عدد لا بأس به من السنوات، والتي كانت كفيلة بتغييره تغييرًا جزريًا، وتحويل مسار الغباء في عقله إلي طريق اللاعودة، ولكن ماحدث هو أن مظهره الخارجي هو فقط الذي تغير، أما عقله وقناعاته مازالت علي حالها، لم تُمس ولم يصلها الضوء بعد.
يراني إمرأة أخطأت؛ لأني أتعامل مع المسيحيين كما أتعامل مع المسلمين، بحب وإخاء ومساواة. يستكثر علي أبناء بلده "مصر"، أن يعيشوا حياة غير طائفية، كما يعيشها ويتمتع بها في "كندا"، الجنة التي فتحت أبوابها علي مصراعيها له دون السؤال عن دينه، والتي يحمل جنسيتها، ويتباهي بمعيشته فيها، بل ويتبرأ من جنسيته المصرية التي لم تحترم آدميته.
نسي أنه في "كندا" لم يتعرض، ولو مرة واحدة، لأي تفرقة في المُعاملة علي أساس أنه مسلم في بلد أغلبيته مسيحية، ففي "كندا" الكل سواء، والكل إنسان أمام القانون.
لم يدرك أن مايحدث في "مصر" ماهو إلا نتاج طبيعي لعقليات مُظلمة، أنطفأ الحب والرحمة من داخلها، وهو يضن علي بني بلدي بالحياة والحرية والعدل والمساواة. فسحقًا لعقله المُنغلق، الذي لن يستطيع أن يُطفيء نور عقلي، ويؤثر علي مساحة تسامحي.
إن أرائه الدينية لا تعبر إلا عن حالة متأخرة من "الشيزوفرينيا" و"الفصام"، تحتاج إلي علاج سريع، حتي لا تتفاقم الحالة إلي ما لايُحمد عقباه له وللمجتمع الذي تكرم واستضافه.
أو عليه أن يتنازل عن جنسيته الكندية، التي يتمتع فيها بكرامته وكامل حقوقه؛ حتي يثبت لنفسه أن المباديء في نظره لا تتجزأ، ولكنه يرفض ذلك، ويستميت بقوة للحفاظ علي جنسيته الجديدة، برغم مايتطلبه الحفاظ عليها من إحترام وحب للجميع.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :