الأقباط متحدون | حتى لا ننحرف عن الهدف
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٤٦ | الأحد ٤ يناير ٢٠١٥ | ٢٦كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٣٦ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

حتى لا ننحرف عن الهدف

الأحد ٤ يناير ٢٠١٥ - ٢٣: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ماجد سوس  
فكرة الكرازة او البشارة او التبشير باليوناني "كيرسو" أي المناداة او الإعلان ، فكرة كتابية ابائية واضحة و ملزمة لكل مسيحي في هذا العالم و قد ذكر هذا الفعل في الكتاب حوالي 60 مرة . ويعلمنا الرسول بولس: “إن كنت ابشر فليس لي فخر إذ الضرورة موضوعة عليَّ، فويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو 9 : 16) و بعد صعود السيد المسيح أصبحت الكرازة هي المناداة "بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا" (1كو 1: 23)

و"الْمَسِيحُ يُكْرَزُ بِهِ أَنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ" (1كو 15: 12) و"ابْنَ اللهِ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، الَّذِي كُرِزَ بِهِ بَيْنَكُمْ" (2كو 1: 19)، و"نَكْرِزُ.. بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبًّا"( 2 كو 4: 5)، لذا تجد الكنيسة يهتف شعبها في القداس قائلا بموتك يارب نبشر و هنا يعلو صوت المؤمنين بل و الصغار قبل الكبار ليعلنوا طريقهم الكرازي و لكن هل يعي الشعب ما يقول هل يعرف الشعب و يختبر ما يردده .

 هل يعرف قادة الكنيسة ان ارساليتهم الأولى التي سلمها لهم الله هي ان يكونوا صيادي نفوس و ان رسالة الكنيسة الأولى و الوحيدة هي تقديم خلاص لله للخطاة و غير المؤمنين.
 كانت دعوة يسوع الأخيرة قبل صعوده هي أن تشهد الكنيسة له في العالم كله. كانت أول رسالة في يوم الخمسين رسالة كرازية (أع2: 37-38) وكان المؤمنون الأوائل يكرزون بصفة مستمرة (أع5: 42 ،8: 4)، حتى انتشر الإيمان في العالم اجمع.

 على ان الكرازة يجب ان تبدأ من الداخل اولا و هي تتطلب أمرين أولهما ان يكرز الكاهن و الخادم في أورشليم اولا كما فعل يسوع ، اي يهتم بشعبه و رعيته جيدا اولا و يبذل نفسه من اجلهم حتى لا تصير كرازته باطلة . الامر الثاني و هي إعداد الكارز عن طريق ما يسمى بالتلمذة و هو امر قل الاهتمام به داخل كنائسنا ان تكون هناك دروس تلمذة يرى التلميذ معلمه كقدوة يتبع منهجه و خطواته و يتعلم منه طريق الايمان العملي و الدراسي ايضا .

و في المجتمعات التي تسمح فيها قوانين الدولة بالكرازة خارج الكنيسة ، كدول المهجر ، يجب ان تكون هناك قوافل كرازية تبنى على أساس تأسيس الكارز على الإيمان و العقيدة الراسخة و التي تتطلب من الكاهن و الخادم إعداد منهج و خطة لتلقي بشباكها في بحر العالم لتحصد النفوس .

 المشهد الذي اراه الآن في بعض كنائسنا مرير ففي الوطن الأم هناك من ينشغل عن كرازة بحجة تبدو منطقية و هي ان التبشير داخل مصر محفوف بالمخاطر على مستوى العلاقة مع الدولة او مع غير المسيحيين و تناسوا ان هناك طرق كثيرة للكرازة اهمها و أقواها تقديم المسيح الرحيم الذي يحنو ويترفق بالخطاه و يشعر بهم ويقبلهم بكل ضعفاتهم و بث روح الرجاء في النفوس المتعبة فالخاطي هو اعظم كارز بخلاصه ، فأنظر ماذا فعلت المرأة السامرية حين تحنن عليها يسوع و اعلن لها خلاصه و م كرزت في كل المدينة .

 اما الإنشغال عن الخاطي و التركيز على الأمور المادية و المباني و الأنشطة او حتى التركيز على دقة الطقس و ضبط اللحن و تطبيق القانون دون النظر الى ان نفس الإنسان المنهكة و المتربص لها من عدو الخير حتى يهلكها، فهي كارثة ان لم نلتفت لها.

 فالنفس الانسانية محور اهتمام الله الأول و من اجله كُسر السبت . فالترفق بالخطاه و تسهيل طريق الخلاص لهم و التركيز على محبة الاب و نعمة الابن الفاتح ذراعه للبشرية جمعاء هو باب الكرازة الحقيقي لذا أهيب ببعض قيادات الكنيسة و خدامها ان تقدم للخاطي كل ما يسهل توبته و عودته لعلاقة حية مع الله حتى لو تتطلب هذا ان تكسر قانون او قاعدة حتى يدخل الحظيرة و يشعر بأبوة الله الحانية و هو منهج كتابي آبائي أرثوذكسي لذا اعطى الله للكنيسة سلطان الحل و الربط حتى تستطيع ان تكسر القيود التي قد تعيق خلاص البعض و هي أمور تختلف في فعلها وفاعليتها من شخص لآخر .

 اما الكنيسة خارج مصر فمع وضع نفس المرونة التي تحدثنا عنها سابقا في التعامل مع اولادها ، الا ان الأمر يزيد مع وجود تحديات اخرى فالكنيسة في الخارج يجب ان تكون كنيسة كارزة ، كما اسلفنا ، لانها مهيأة للقيام بهذا الدور و لكنها ايضا يجب ان تبدأ ايضا بالاهتمام بأولادها اولا و قد بدأت بعض قيادات الكنيسة بأن تعي هذا الدور برسامة اباء كهنة من ابناء نفس الوطن الجديد حتى يقدمون الكنيسة للأجيال الجديدة بفهم و ادراك للثقافة و الخلفية التي تربى عليها اولادنا و في تطور لاحق بدأ العمل على انشاء كنائس انجليزية ارثوذكسية لا تستخدم الا الانجليزية مع الالتزام بنفس الطقس و الالحان و الممارسات والتقليد الكنسي حتى نضمن ارتباط ابنائنا بها و أعدادهم لأجل الكرازة و فتح أبواب الكنيسة امام المجتمع كله .

 اما في كنائسنا الاخرى في المهجر و التي تضطر في ليتورجياتها ان تصلي بثلاث لغات بالقبطية و العربية و الانجليزية فليس أمامنا سوى ان نضع خلاص كل طوائف الشعب دون ان يهلك احد لذا اقترح ان يكون قداس الأحد بالكامل باللغة الانجليزية و يكون قداس السبت بالعربية مع القبطية على ان تراعى اللغة الانجليزية اولا في كل المناسبات حتى تقدم الكنيسة المسيح المخلص لكل إنسان و بلغته التي يفهمها و تجعله يتلامس مع الله و يكرز و يبشر بكم فعل الرب من اجله فالأيام مقصرة و الرب قريب و شهوة قلبه ان الجميع يخلصون و علينا الا ننحرف عن هذا الهدف.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :