- أحمد سبع الليل
- "كاميرا الأقباط متحدون" يعيش أجواء الميلاد مع الأقباط الكاثوليك
- بالصور| أسوأ حادث في مصر.. اصطدام أكثر من 50 سيارة على طريق الإسكندرية
- "ميلاد" حزين للمسيح في الشرق الأوسط.. العراق يحتفل على الأشلاء.. وعوائق أمنية إسرائيلية في "المهد.. وسوريا تحتفل باستحياء
- بالفيديو: هيكل : أبلغت الأمير تميم بن حمد أن هناك شكوى في مصر بشأن تدفق الأموال
أحمد سبع الليل
أحمد سبع الليل
ماجد سمير
كتب أحد النقاد السينيمائين محللاً أداء دور معبر عن قطاع كبير من الشعب المصري أمام الكاميرا، مؤكداً في نقده أن الراحل المبدع أحمد زكي "أدى الدور بمنتهى الإتقان بكل جزء في جسمه حتى بقفاه".
شخصية "أحمد سبع الليل" واحد من أهم أدوار فتى الشاشة الأسمر "أحمد زكي" على الإطلاق، رسم الدور الكاتب شديد التميز "وحيد حامد" بحرفية عالية في فيلم "البريء" من إخراج الراحل "عاطف الطيب".
"أحمد سبع الليل" ليس مجرد بطل فيلم مؤثر ناجح محبوك درامياً، بل هو بطل الرواية على مدار عقود طويلة،وبالرغم من خبرته القليلة وتعليمه الضعيف أو المعدم غالباً، إلا أنه المتحكم في المشهد؛ بل يحدد كل اتجاهاته دائماً.
في الفيلم "أحمد سبع الليل" الشاب الريفي الفقير الذي يعيش مع أمه وأخيه "عبد الصبور" المتخلف عقليًّا.. لا يعرف "أحمد سبع الليل" من الدنيا إلا قريته حيث لم تمكنه ظروفه الاقتصادية من التعليم.. مفهومه للوطن مفهوم بسيط فالبلد بالنسبة له هي الحقل الذي يزرعه بنفسه والترعة التي يقذف بجسده فيها ليقاوم حرارة الصيف، في الواقع يجاهد أحمد سبع الليل من أجل الثلاث وجبات ويعود ليكمل اليوم نوماً، من أجل البدء مجدداً في الجهاد في اليوم التالي، الوطن بالنسبة له ضمان استمرار الجهاد والحفاظ وتأمين الوضع كما هو عليه مهما كان مقهوراً أو مظلوماً، واستمرار الحاكم هو الضامن الوحيد لكل قواعد الجهاد اليومي الممتع.
في الفيلم يذهب "أحمد سبع الليل" للتجنيد ولأنه لا يجيد القراءة والكتابة يجند في أحد المعتقلات ليحارب أعداء الوطن، ورغم أن صديقه "حسين وهدان " الذي قام بدوره الفنان ممدوح عبد العليم – شرح له معنى وقيمة التجنيد؛ إلا أن واقع المعتقل أقنع "سبع الليل" أن الكاتب "رشاد عويس" – صلاح قايبل – وأستاذ الجيولوجيا – جميل راتب – وبقية المعتقلين السياسيين هم أعداء الوطن الحقيقيين، ومع محاولة الكاتب رشاد عويس (صلاح قابيل) الهرب، يقوم بمطاردته حتى آخر نفس، لتنتهي المطاردة بمعركة بين الجندي الشاب والكاتب المعتقل، يزهق فيها الفتى روح الرجل خنقاً وسط هتاف المعتقلين إنت مش فاهم حاجة، وهو يعتقد أنه يطهر الوطن من مثل هذا العدو.
في الواقع " أحمد سبع الليل " يقاوم التغيير لأن الواقع هو الضامن الوحيد لاستمرار حصوله على الفتات، بل يقف في وجه ثورة وشباب انتفض من أجله ومن أجل حقوقه المهدرة.
ودعم إعلام المخبرين عملية غسيل مخ "سبع الليل" بصرف النظر عن تعليمه وعمله، ونجحت فضائيات رجال الأعمال أصحاب المليارات في تحويل ثورة ضدهم إلى مؤامرة قام بها أعداء الوطن الممولون الخونة، الشواذ، المحلدون.
في الفيلم قابل "سبع الليل" المثقف "حسين وهدان" تعلم على يده الكثير.. تفاعل "وهدان" معه وكان المرجع له في كل شيء، أفاق "سبع الليل" في مشهد قاسٍ جداًّ حينما يأتي مجموعة من طلاب الجامعة للتأديب في المعتقل لتعبيرهم عن رأيهم، ويستعد "أحمد" بالعصا في يده لتأديب أعداء الوطن، ولكن المفاجأة أن أحد الطلاب "حسين وهدان"، وهنا يعصي "أحمد" الأوامر ويمتنع عن ضرب ابن قريته، بل ويدافع عنه ويصرخ وهو يحميه بجسده ويتلقى السياط عنه ويقول بلهجة ريفية: ده حسين أفندي ابن الحاج وهدان، أنا عارفه، ده لا يمكن يكون من أعداء الوطن. ويعاني "أحمد" لحظة التنوير عندما يدرك أنه لا يحارب أعداء الوطن، ويسجن مع حسين، ويموت حسين بين ذراعي صديقه متأثرًا بلدغة ثعبان.
في الواقع لم يقابل "سبع الليل" ولو مرة واحدة "حسين وهدان" لأن الأخير "متعالٍ يتفنن في اختيار الكلمات الصعبة البعيدة عن عقل "سبع الليل" وربما يرضي غروره عدم فهم "سبع الليل" لكلامه، ويظل "وهدان" متعالٍ محفلط، مزفلط" يعيش في برجه العاجي معزولاً عن الشارع، ويظل الوطن أسير المتحكم في قواعد اللعبة المحرك الرسمي لـ "أحمد سبع الليل".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :