الأقباط متحدون | هل فقد الأزهر بوصلته الإسلامية والوطنية ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٢:١١ | الاربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٥كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٥ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

هل فقد الأزهر بوصلته الإسلامية والوطنية ؟

الاربعاء ٢٤ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٠: ٠٩ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
هل فقد الأزهر بوصلته الإسلامية والوطنية ؟
هل فقد الأزهر بوصلته الإسلامية والوطنية ؟

د. ميشيل فهمي
في يوم الثلاثاء ٣ مايو ٢٠١١ ، أي بَعْدَ أقل من 3 أشهر من الثورة الأمريكية الاخوانية التآمرية علي مصر ، ،( فَجَّر ) فضيلة الإمام الأكبر الشيخ احمد الطيب شيخ الجامع الازهر الشريف ، قُنْبِلتان من العيار الثقيل في أجواء مصر والعالم ، وبَحضور وشهادة فضيلة الطبيب بيطري واستاذ علم أمراض الحيوان محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين والكابتن محمد مهدي عاكف المرشد السابق وأعضاء من مكتب إرشاد الجماعة ، القنبلة الأولي هي بِالْنَصّ : " إن نصف الإخوان أزهريون "
وقد أثبتت الإيام صحة ذلك ، فاليوم قيادات الأزهر كلها إخوان . أعقبها بتفْجير القنبلة الثانية وهي أشد فتكاً بالوطن من الأولي ، وذلك بتصريحه النصيّ :

" نريد ان نقضي علي ( بِدعّ الإقـــــــصاء والتكفـــــــــــــير ) حتي لا تنشأ الجماعات المتصارعة .... "
وأيضاً أثيتت الأيام صحة ذلك ، فقد طالب فضيلته بمبادرات صلح مع الإخوان وعدم إقصاؤهم من العمل المجتمعي والسياسي !!!
حين قال فضيلته كشيخ للجامع الازهر بالحرف والنص هذان التصريحان الخطيران بل الأشد خطورة علي مصر وأمنها من الإرهاب ذاته ، فقد فسر وأوضح الموقف الذي عليه الأزهر هذه الأيام , ويُفَسِرّ بشكل أجْلي موقفعه الرسمي من عدم تكفير تنظيم ( داعش ) لأن فضيلته إعْتبَر أن التكفير ( بِدعَةٌ ) كما الإقصاء أيضاً ، لِذا حرص علي عدم إقصاء( داعش ) من الصف الإســــــلامي ، مؤسساً الشيخ بذلك القاعدة الإخوانية بالأزهر والتي ازدهرت هذه الأيام بعد ان سقيت ورويت بدماء ضحايا اعضاء التنظيم ، لأن ( داعش ) ما هي إلأ رافد من روافد جماعة الإخوان المسلمين بِصناعة أمريكية ، والأزهر لا يمكن ان يكفرهم ولا يقصيهم .

وبعدم تكفيرهم ( أي داعش ) يكون فضيلته قد أضْفي علي ( تنظيم داعش الشديد الإرهابية ) الشرعية العقائدية الإســــــلامية ، وصارت ( الدولة الإســـلامية بالشام والعراق ) ، لِذلك قدم شيخ الأزهر بمصر تخريجات تبريرية شديدة الغرابة وهي : أنهم مسلمون لكن أعمالهم لا تنتمي للإســلام !!!
واضعاً بذلك معضلة دينية صعبة بل مستحيلة الحل ، بعيدة عن المنطق ، كارثية النتائج ، فكيف المسلم المؤمن يقوم بافعال بعيدة عن الاسلام ؟ المقدمة لا تتساوي مع النتيجة ! لأن الذي يقوم بأعمال بعيدة عن الاسلام فماذا يكون ، أيظل مسلماً ؟ أم بأفعاله الاي لا تنتمي للإسلام قد بعد وكفر بالإسلام ؟ وصار خارجه ؟

حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105]. إذن الاعمال هي الاي يهتم بها الله ويراها ثم الرسول من بعده ثم يأتي دور المؤمنون لرؤية تلك الاعمال والحكم عليها ، وقد راي الله سبحانه وتعالي اعمال الأعضاء المسلمون من تنظيم داعش وكذا رآها الرسول الكريم والمؤمنون ، ورأوا انها أعمالاً لا تنتمي لا للإسلام ولا لاي دين ، بل ولا تنتمي للانسانية .

فكيف يكونوا مسلمين ويقومون بأعمال لا تنتمي للإسلام ؟ الا اذا كان فضيلة الامام الأكبر يري أن ما يقوم به تنظيم ( الدولة الاسلامية بالشام والعراق ) هو من العقيدة الإسلامية ؟ وهذا ما أدي بفضيلته الي عدم تكفيرهم ، وهذا يقودنا الي أن نتيجة واحده ، هي ان فضيلة الامام الأكبر ( َشَرعّ ) أعمال تنظيم داعش من قتل وتمثيل بالجثث ولعب برؤوس من قتلوهم ، وكفاح النكاح ، وسرقة الأموال ونهب ثروات الدول ...الخ ، ورسخ بذلك مبدأ خطيراً ، وهو المبدأ الذي يمسني مباشرة ومعي ١٧ مليون مصري مسيحي الديانة ، هو ان من ( َشَرعّ ) قتل ونهب وسرقة وتهجير مسيحيي العراق ، فبالتالي
( يُشَرِعّ ) و( يُقَنِنّ ) قتل ونهب وسرقة وتهجير مسيحيي مصر !!!

كما يسطع هنا في ذهن العالم كله سؤال لفضيلته ، هذا السؤال الخطير والهام كأحد تداعيات فَتْواه التي هي ضد الأمن القومي المصري : ما حكم فضيلتكم الشرعي علي خير أجنــاد الأرض من الجيش المصري العظيم وهم يحارِبون الأعضاء المسلمون من تنظيم داعش في ســيناء وغيرها وَيْقْتِلوهم قبل أن يُقْتَلوا بأيدي هؤلاء المسلمين من هذا التنظيم الداعشي المؤمن ؟ هل وضع الجيش المصري هنا انه يقتل المؤمنون من المسلمون ؟؟؟؟؟؟

أم عليه ان يتركهم ليقضوا علي مصر والمصريين تدميراً وحرقاً وتفجيراً رجالاً ونســاءً وأطفالاً مسيحيين ومسلمين بلا تفرقة ، وبذلك قد جعلت الموقف تصارع بين فريقين مقتتلين من المسلمين ، فأيهم علي حق وأيهم علي باطل يا مولانا ؟ أفيدونا أفادكم الله .
وهنا يتبادر الي الذهن المصري خاطر ، هل طلب أحد الفتوي عن تنظيم داعش من فضيلة الامام ؟
الإجابة الأكيدة : لا

إذن : لماذا تطوع فضيلته بإصدار هذا البيان الذي فيه سم قاتل للوطن وللوطنية ؟
الإجابة : تكمن عند فضيلته وفي التصريحات التي جاءت في صدر هذه الخواطر المؤلمة هذه ، والتي ارجو فهما وتحليلها بدقة شديدة .
ما لم تصحح وتفسر الأوضاع ، فستظل مخاوف وهواجس المصريين وخاصة الاقباط منهم قائمة ، لان التصريحات الخطيرة التي أدلي بها فضيلة الإمام الأكبر والتي لم يتنصل منها ، بل يعمل بها حتي الآن ، تمتّ أمام الدولـــــة وقوبلت بِصْمت تام وخَرَسّ كامل بلا أدني مراجعة أو إستنفار أو حتي إستفسار , بل تتسارع الدولــــــة الي الإرتماء تحت قدمي الشيخ في محاولات لإسترضاؤه عندما إشتكي فضيلته من إرتفاع أصوات احتجاجية علي تمسك الشيخ بالقيادات الإخوانية الخطيرة علي الأمن القومي للوطن بعدم اعترافهم بأن 30 يونيو العظيم كان ثورة علي الظلم وإصرارهم علي أنه إنقلاب عسكري ! وعدم إعترافهم بشرعية الرئيس السيسي ! وهم أيضاً أشد خطورة علي مسيحيي مصر لأن منهم من ينادي بتحريف الإنجيل المقدس أمثال الشيخ سالم عيد الجليل وكيل الأزهر السابق لشؤن الدعوة والمستشار الديني للقوات المسلحة المصرية حاليــاً ! والسيد الدكتور محمد عمارة أو ( محمد إثارة ) الذي قال عن الإنجيل المقدس انه الإنجيل المكدس وبعد ان كان فيلسوف الشيوعية صار من كبار رجال الدعوة الاسلامية ومن هناك الاخوانية ، فوضعه شيخ الازهر رئيس تحرير مجلة الازهر الناطقة باسمه ، فصار الازهر يتبني آراء سيادته تجاه الإنجيل المقدس وغيرها من الاّراء تجاه العقيدة المسيحية ككل ،

كل هذا يتم ويحدث في وسط أجواء شديدة الطائفية وتعالي أصوات مٌضادة للمسيحيين ومبغضة للمسيحية ، مع عدم إستكمال بناء الكنائس المدمرة والمُحْترقة والتي وعدت القوات المسلحة باعادتها الا من النذر اليسير ، بلا أي ردّ فعل من الدولــــــة ، وهنا يقفز الي الذهن نص المادة الثانية من الدستور المريب والذي أُجْبِرنا للموافقة عليه حيث تقول :
إن دين الدولــــة الإســـــــلام .
فما هو وضع ال ١٧ مليون مصري مسيحي في الدولة ؟

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :