الأقباط متحدون | كُتِبَ عليكم القِصاص!!
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٧:١٠ | الاثنين ٨ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٩هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٩ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

كُتِبَ عليكم القِصاص!!

الاثنين ٨ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٣: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

مهندس عزمي إبراهيم
هَوَيْتُ القراءة والكتابة، نثراً وشعراً، إن لم يكن منذ طفولتي فمنذ صباي. ولم يَفرض عليَّ أبي حدوداً أو تحديداَ أو تحريماً أو تجريماً لما كنت أقرأ من كتب وصحف ومجلات. ورغم تحفظ أبي وأسرتي كأقباط مسيحيين أورثوذكس مخلصين لعقيدتهم، وأيضاً رغم انتمائي شخصياً للكنيسة والخدمة بها صبياً وشاباً ورجلاً، لم تكن كتب الأديان الأخرى مُحرَّمة عليّ من أحدٍ أو من نفسي. فقرأت ضمن ما قرأت، الكثير من القرآن. وحفظت عن ظهر قلب ضمن ما حفظت، بعض ما أعجبني منه. وما زلت أردِّد بين الحين والحين ما أعجبت به حتى اليوم.

ومما أعجبت به نصّاً ولغة، عن عِلْم الله خالق السماء والأرض ومن عليها وما عليها، تلك الآية: "وعنده مفاتحُ الغَيْبِ لا يَعلمُها إلا هُوْ، ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حَبّة في ظلمات الأرض ولا رَطبٍ ولا يابسٍ إلا في كتابٍ مبين." سورة الأنعام.

أما عن القِصاص وعدالة الله فتلك الآيات: "ليس البِرَّ أن تُوَلّوا وجوهَكم قِبَل المشرِق والمغرِب، ولكنَّ البِرَّ من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيِّين، وآتى المال على حُبِّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب، وأقام الصلاة وآتى الزكاة والمُوفّون بعهدهم إذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأسِ، أولئك الذين صدقوا، وأولئك هم المتقون. يا أيّها الَذين آمنوا كُتِبَ عليكم القِصاصُ في القتلى، الحُرُّ بالحُرِّ، والعبدُ بالعبدِ، والأنثى بالأنثى." سورة البقرة.

وأيضاً: "وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ، وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ، وَالأَنفَ بِالأَنفِ، وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ، وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ، وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ." سورة المائدة.
وكذلك: "إنَّ النفس بالنفس." سورة الإسراء.

ومَعنى "الِقِصاص" في المعاجم العربية هو "أن يُوقَّعَ على الجاني مثلُ ما جَنَى: النَّفْسُ بالنَّفْس، والجرح بالجرح."

وقد اتفق أئمة الفتوى في الإسلام على أنه ليس المقصود من تلك الآيات أن للناس أن يقتص بعضُهم من بعضٍ. بل أكدوا أنه لا يجوز لأحدٍ أن يقتصّ من أحدٍ حقه دون السلطان.

و"السلطان" في تلك العصور الغاربة كان هو الحاكم الفرد. أما في العصور الحديثة فالسلطان هو القانون. أي القانون المطلق العدالة في يد قضاءٍ عادل حازم لا يحيد عن مبادئ الإنسانية، ولا يميز بين جانٍ ومجني عليه على أساس الطائفية والعنصرية في لونٍ أو جنسٍ أو عِرقٍ أو دينٍ. فالدين بطبيعته دين العشيرة، أي دين لأتباعه دون غيرهم. وغالباً ما تكون عدالة الدين عدالة متحيزة لطائفته وأتباعه دون الآخرين.

فلأخوتي، أبناء وطني.. مسلمين ومسيحيين، وغيرهم من أيّ دين... أقول:
ليس الدين في الركوع والسجود والصوم والصلاة والبسملة والتسبيح والتكبير وصوت الآذان وناقوس الكنائس وتقبيل أيادي الشيوخ والأئمة والكهنة. وبتعبير أفضل، ليس الدين في تلك "الفضائل" فقط!!  بل وبتعبير أدَقّ، تلك "الفضائل" هي قشور الدين، وليست جوهره!!!

أما لقضاة مصـر الأفاضـل، حاملي ميزان العدل لأبناء مصر وللبشر جميعاً... فأقول:
في الآيات القرآنية أعلاه جواهرٌ إنسانية في مضمونها ومنطوقها. عدالة مطلقة صريحة بلا تحفّظ أو أو تخصص أو استثناء. عدالة لا تُميّز بين دين الجاني ودين المجنى عليه. فلِمَن يتمسك بحديث ألا يؤخذ دم مسلم بدم زميّ أو بدم كافر كما يطلقون على غير المسلمين في أحكامه، أو يتهرب من الحكم العادل بسببه ويهدر حق المجني عليه ودمه، فقد تخلى ليس فقط عن إنسانيته وضميره وعدالة القانون التي أخذ القسم أن يحمل ميزانها، بل تخلى عن تعاليم ربِّه وقرآنه ودينه. وتخلى عن العدل. والعدل هو الله ذاته، وإسم من أسمائه وسمة ومن سماته.

فيا قضاة مصر الأجلاء، خذوا حق المجني عليه من الجاني عليه بغض النظر عن عقيدة أيٍ منهما. فالمجني عليه بشرٌ كما المسلم. فمن منطوق الآيات أعلاه لم يميِّز الله بينهما. فلا تميِّزوا.

أعدلوا... تلتئم جراح العنصرية بين المصريين، فترقى مصر، ويعدل الله لكم ولهم في اليوم الآخر!!!!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :