الأقباط متحدون | ماذا تحت النقاب!؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:١٤ | السبت ٦ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢٧هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٠٧ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

ماذا تحت النقاب!؟

السبت ٦ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٨: ١١ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مهندس عزمي إبراهيم
جميل صدقي الزهاوي، شاعر العراق وفيلسوفها الكبير (1868م-1936م) حمل بشجاعة صامدة شعلة حضرية في خضم ظلمات التخلف الإجتماعي التي تكتنف دول الشرق الإسلامي. ظلمات مثل تلك التي يرمي إليه المتأسلمون اليوم!!

فخلال الربع الأخير من القرن التاسع عشر والربع الأول من القرن العشرين، في صخب صليل سلاسل التخلف الديني المُكَبِّل للحياة في الشرق بكل نواحيها ومجالاتها، حتى روحانياتها، وخاصة حياة وكرامة المرأة، أطلق الزهاوي صيحاتة المدوية نثراً وشعراً بضرورة تحرير المرأة من الجهل والتعسف الذكوري ونزع الحجاب والنقاب الذي لا يغلف وجه المرأة فقط، بل وعقلها وحيويتها وأنوثتها ومشاعرها وإنسانيتها وفاعليتها كإنسانة مواطنة.
وفي عام 1910م، نشر الزهاوي إحدى مقالاته، عبر فيها عن إيجابية وضرورية دور المرأة كشريكة للرجل في كل مناحي الحياة الأسرية والتعليمية والمجتمعية والوطنية. ناقداً بعنفٍ مساوىء المفاهيم والأحكام السائدة التي تحط من قدرها، والتي تجيز استعمالها "كمتاع"أو "كقطعة أثاث" يمتلكها الرجل ويفعل بها ما يشاء حين يشاء، ويحق له التخلي عنها أو استبدالها أو الإضافة إليها متى شاءت رغباته ونزعانه وميوله.

تلك المفاهيم "التي للأسف تساندها نصوص مقدسة" لا تعترف للمرأة بأبسط حقوق كإنسان له عقل وكيان وقدرات وحقوق ورغبات. في حين يرى الزهاوي أن الدين الإسلامي أجاز قسوة الرجل على المرأة وسمح له باعتبارها سقط متاع فلا رادع عنده من أن يسيء معاملتها بالضرب والسب ويحرمها من الحياة الآمنة المستقرة فيسيء إلى سمعتها ويعيدها إلى بيت أهلها مطلقة مُهدَرة الكرامة. في حين أعطى الرجل رخصة لتعداد الزوجات، وأعطاه حرية الطلاق متى شاء وحرمان المرأة من هذا الحق.

وانتقد الشاعر والفيلسوف الكبير الظلم المتعدد النواحي من تمييز الرجل عن المرأة، فعلاوة على وضعها بالمركز الأدنى في الزواج والطلاق، فهناك تعسف في حق الميراث وقيمة الشهادة والإقلال من قدرها ووصمها بأنها ناقصة عقل ودين. فالمرأة في الشرق عبدة ممتهنة لا وزن لها ولا حقوق لها على الأرض. أما في السماء فليس الأمر بأفضل. فالمرأة المؤمنة في رحاب الجنة لها زوجها في أحسن الحالات. بينما له من حور العين سبعون إلى سبعين ألف. فالمرأة مِلكاً ومتعة للرجل في الأرض وفي السماء. والفارق الكمي واضح في الأرض كما في السماء.

كان جميل صدقي الزهاوي شاعرَ حرية وإنسانية وعدالة. قال عنه طه حسين عميد الأدب العربي "لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب، ولا شاعر العراق فحسب، بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار. لقد كان شاعر العقل، وكان معرّي هذا العصر. ولكنه المعرّي الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم."
أكثر من مئة سنة مضت.. قال جميـل صدقي الزهـاوي:

مزقي يا ابنـة العـراق الحجـابا      واسفري فالحيـاة تبغي انقـلابا
مزقيـه.. أو احرقيـه.. بلا ريثٍ      فقد كــان "حارســـــــاً" كـذابا
زعموا أن في السفور سقـوطاً      في المهاوي.. وأن فيـه خـرابا
كذبـوا فالسفـور عنـوان طهـرٍ      ليس يلـقى مَعَـــــرّةً وارتيـــابا

وقال أيضاً
كـان الحجــاب يسـومـها      خسـفأ ويرهقهـا عـذابــا
إنَّ الألـَى قـد أذنبــوا هـــــــــــم صيـروه لــها عقـــابا
وسيطلـب التاريخ من نـــــــــاسٍ لها ظلمـوا الحسـابا

وقال أيضاَ
اسفري.. فالسفورللناس صُبحٌ      زاهـرٌ.. والحجـاب ليــلُ بهيـــمُ
كـل شـيء إلى التجَــدُّدِ مــاضٍ      فلمــاذا يُقــَــرُّ هـــذا القـديـــــمُ
اسفـري فالسفـور فيـه صـلاحٌ      للفريقيـــن ثَـــمَّ نفــــع عميـــمُ
زعموا ان في السفـور انثـلاما      كذبـوا فالسفـور طهــرٌ سليـــمُ
لايَـقي عـِفــَّـة الفتـــاة حجــابٌ      بل يَقيــــها تثقيفـــها والعلــومُ
********

واليوم... بمناسبة المصائب التي تكاد تحدث يومياً في مصر من مجرم أرهابي أو متحرش اغتصابي متخفي تحت النقاب، أقول لكل فتاة وامرأة مصرية: أسفري، أسفري، وحطمي قيود التخلف، فالعصر ليس عصر السلاسل والقيود. مصر في حاجة لكِ عقلاً وفكراً وجهداً وكلمة وحكمة وابداعاً وانتاجاً. انزعي الحجاب والنقاب فالمرأة الشريفة ليست بحاجة لحارس من قطعة قماش لم يشاءها اللــه لها.
لا تنصتي للجهلاء المتخلفين حاملي سوط المتأسلمين المتعسفين المتخلفين. فالحقيقة أن لا بدو العرب ولا فلاحي مصر تحجبوا أو تنقبوا، ومصر بحاجة لك شريفة سافرة، حيث لن تتقدم أمة ونصفها سجين قيود الجهالة والتخلف.
****
إيه تحت النقاب؟
حَــزَّر فَــزَّر.. إيــه تحــت النقــاب؟
إمرأة.. والّا راجل.. والّا زفت وهباب؟
هل ست ومصونة.. أم صايعة وشقيَّـة
أم راجــل جبـان ومعـاه بندقِيـَّـة
او صايـع ومايـص بيلعـب تَقِيـَّـة
***
الأدب في الطبـاع.. والعِفــَّـة ضميـر
والست اللي حُرَّة مش عايزة غفيـر
سـلاح العفــاف، لـو عايـزة تصـون
تشيـــله العفـيـــفة منيـن ما تكـــون
ولـو بين وحـوش وديابـــة وكــلاب
لا تحـتاج عبايــة ولا تحـتاج نقــاب
ولا تلــف راسـها بطرحــة وحجـاب
***
الست اللي مُلعَــب لـو عايـزة تلعَــب
لهـا ألـــف مَلعَـــب
وفي كــل مَلعَـــب لــهـا ألــف بــــاب
ببسـمة شفايـــف، وغمــزة عيـــون
وغَـنـــج الكـــلام، وسَـبـْـل الجفــون
وباليـــد لمسَـــة وفي الـودن همسـة
وضحكة برقــَّـة.. وشَهقَـة.. وزَقــَّـة
وكوع في الجـِناب
من تحـت النقــاب.. ورغـم الحجـاب
***
الست اللي مُلعَــب لـو عايـزة تلعَــب
حتلعَــب، حتلعَــب
ما دام مش كريـمة ومش مستـقيـمة
ولـو فوقـها خيــمة
من خيـش أو حــرير
ورغــم الرقـــابـة بألفيــــن غفيــــر
وأجــدع كباتــن من جيــش الأميــر
مادام م البدايــة ماعندهـاش ضميـر
وعمــر الحجـاب، ولا حـتى النقــاب
ما يمنـع تحَــرُّش من راجــل حقيــر
***
خلاصــة الكـــلام في دي المســـألـة
ومن غيـر مجـــادلــة.. ولا بهـــدَلـة
ومن غيـر غضــب وبـدون استيــاء
عشان بس نضمـن عفـــاف النسـاء
وعشان الرجــال ينامـــوا ف أمــان
بـدون قلـَقــــان
ونرجــع نعيــش كأيــــــــام زمــــان
بعــدل الشريعة مش عــدل الميـزان
"الســت لبيتها".. وأوعـاك تبــــان
لا تمسـك قـلــــم ولا تقـــــرا كتـــاب
وظيفتـها تمسح "لـُعــاب" الكــلاب
وتُبـْـزق أرانـــب في غـابـــة ذئـــاب
النهاردة الحجـاب
ومعــــاه النقـــاب
وبُكـرة نحـُــط النســـاء في الـدولاب
وبعديها ( وَأد ) البنــات في التـراب
******




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :