كتبت : ميرفت عياد -خاص الاقباط متحدون 
يعتبر طريق الكباش من أهم المعالم الدينية والأثرية فى الأقصر، وهو من أقدم الطرق الدينية فى العالم، ويربط ما بين معبد الكرنك شمالاً،  ومعبد الأقصر جنوبًا ، كما أنه يعد أطول الطرق التى تربط بين معبدين حيث يبلغ طوله 2700 متر ، وعرضه 76 متراً.
 وكانت تتراص على جانبيه صفان من تماثيل الآلهة والملوك،على طريقة أبو الهول، حيث يتكون كل تمثال من رأس كبش وجسد أسد، وهنا يرمز الكبش للإله "آمون رع" المختص بحماية المعبد، وقد أطلق المصري القديم على هذا الطريق بشكل عام اسم "وات نثر" أي طريق الإله.

واُستخدم هذا الطريق قديماً فى الإحتفالات الدينية خاصة "عيد الأوبت"، وقد نقشت الملكة "حتشبسوت" ( 1502-1482 ق.م) على مقصورتها الحمراء ، أنها شيدت ستة مقصورات للإله "آمون رع" على الطريق الذى يربط المعبدين، ولكن الطريق فى صورته الحالية قام بإنشائه الملك "نختنبو الأول"( 380-363 ق.م) مؤسس الأسرة الثلاثين.

الصورة الأثرية والحضارية لطريق الكباش
ولأهمية هذا الطريق قام المجلس الأعلى للآثار بعمل أكبر عملية حفائر للكشف عن طريق الكباش، وإظهاره بالصورة الأثرية والحضارية اللازمة، وإزالة التعديات القائمة فوق مسار الطريق،  سواء كانت مساكن أومحال، وقد تم الكشف حتى الآن عن حوالى 80 % من الطريق، وبلغت إجمالى تكلفة أعمال الترميم والتطوير حوالى 30 مليون جنيه.
 وتضمن مشروع التطوير ثلاث مراحل:
• الأولى: وهى عمل سور من الطوب اللبن بطول الطريق لحمايته من أية تعديات.
• والثانية: أعمال الكشف والحفائر.
• أما المرحلة الثالثة فهى الترميم.

خرطوش الملكة " كليوباترا السابعة"
وأثناء أعمال الحفائر تم الكشف عن مجموعة من المبانى الرومانية، وبعض الأحجار المنقوشة، من أهمها، قطعة من الحجر عليها خرطوش الملكة "كليوباترا السابعة" (51-30) ق.م، مما يؤكد أن هذه الملكة الشهيرة كانت لها بعض المبانى الدينية فى العصر البطلمى.

كما تم العثور على بقايا واحدة من مقصورات الملكة "حتشبسوت" والتى قام الملك "نختنبو" بإعادة إستخدام أحجار أعمدتها فى بناء قواعد تماثيل أبو الهول.
وتم الكشف عن معاصر لإنتاج النبيذ ترجع للعصور الرومانية، وكذلك صهريج ضخم لتخزين الماء.
هذا إلى جانب ورش كثيرة، كان العمال يستخدمونها أثناء عملهم، وكشف بها على العديد من الأوانى الفخارية، واللوحات الجنائزية  التى تميز بها هذا العصر.

كما عُثر على مجموعة كبيرة من التماثيل لأبو الهول، والتى كانت فى الماضى تزين هذا الطريق، ليصل إجمالى عدد التماثيل المكتشفة حتى الآن (650 ) تمثال من أصل (1350 ) تمثال، وقد عثر على معظم هذه التماثيل مهشمة إلى أجزاء حيث أعيد إستخدام الطريق فى العصور الرومانية وكذلك فى القرون الوسطى.

كنيسة مشيدة من حجر معابد البطالمة
واستطاعت بعثة المجلس الأعلى للآثار مؤخرًا الكشف عن بقايا كنيسة ترجع للقرن الخامس الميلادي، وقد تم تشييدها بإستخدام كتل حجرية خاصة بمعابد قديمة، و تحتوى هذه الكتل الحجرية على نقوش دينية بالحفر الغائر في حالة جيدة من الحفظ، حيث تمثل تلك المناظر الملوك البطالمة والرومان وهم يقدمون القرابين للآلهة المصرية. ومن المرجح أن هذه القطع تعود للمعابد التي أنشأها الملوك البطالمة والرومان في الأقصر على امتداد الطريق الموصل بين معبدي الأقصر والكرنك، وتم إعادة استخدامها في تشييد الكنائس، أو تحويل تلك المنشآت إلي كنائس.

وعثرت بعثة المجلس الأعلى للآثار أيضًا على مقياس للنيل فى طريق الكباش مشيد من الحجر الرملي، وعلى شكل دائري، ويحتوى سلمًا حلزونيًا، ويبلغ قطره سبعة أمتار، وعثر بداخله على مجموعة من الأواني الفخارية التي ترجع لنهاية عصر الدولة الحديثة ( 1569-1081) ق.م.  

كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها

تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :