تيجي نغني
صورة ارشيفية
بقلم ماجد سمير
"تيجي نغني " اسم أغنية شهيرة للمطربقة الجميلة " أنشوكا" غنتها في تسعينيات القرن الماضي مصرة على الغناء لدرجة ان "المطربة الرقيقة" تشدو في الأغنية مؤكدة أنها أغنية حب تطالب فيها حبيبها أن يقول كل كلامه من القلب لأنها ائما تغني من القلب.
الفن هو الشىء الوحيد الذي سينجح حتما مواجهة بل وهزيمة كل القبح الذي نعيش غارقين فيه وسط عالم بات عدوا للحق والخير والجمال، الموسيقى والرسم والنحت والشعر والمسرح والسينما والرقص ترسانة الأسلحة التي لن تنضب أبدا لن يقف في وجها كل قوى الرجعية مجتعمة لأن النصر في النهاية لمحبي الحياة، الملك محمد منير يصرخ في الجميع خلال فيلم المصير للمبدع الراحل "يوسف شاهين " قائلا : علي صوتك بالغنا ....لسة الأغاني ممكنة ممكنة, وأجمل جزء في أغنية الملك الشهيرة الإشارة بشكل واضح للمقاومة قائلا :ولو في يوم راح تنكسر لازم تقوم واقف كمان النخل باصص للسما للسما ولا انهزام ولا انكسار ولا خوف ولا ولا حلم نابت ف الخلا ف الخلا.
أتذكر أن والدي رحمه الله كون في ستينيات القرن الماضي جمعية فنية مارست نشاطا كبيرا في قرى ومراكز محافظة الفيوم من خلال عروض مسرحية وحفلات موسيقية وغيرها من أنواع الفنون المخلتفة بهدف نشر الوعي لدي أهالي تلك القرى وعندما سألته عن سبب عدم الاتجاه بنشاطه للقاهرة أكد أن تنوير عقول هؤلاء أول خطوة للإصلاح الحقيقي للوطن بأكلمه، حارب الجهل والتخلف بالمسرح والفن قام بالدور الأساسي المنوطة به الدولة والغريب أن بعد قررت الدولة تكوين مايسمى بقصور الثقافة ضمت الفرقة المسرحية إلى قصر ثقافة الفيوم كنوع آخر من التأميم بعد تأميم الاقتصاد كان حتيما على نظام مابعد يوليو 1952 تأميم العقول لصالحه.
وظل الثنائي الخالد مولانا "أحمد فؤاد نجم " وطيب الذكر "الشيخ امام" على مدار عقود طويلة يواجها سلطة جائرة بالأغاني والشعر، وصلت أغانيهما إلى كل شبر تقريبا في مصر رغم تجريم سماعهما لدرجة أنه كانت هناك تهمة سماع أغاني تحث على قلب نظام الحكم استخدمتها السلطة لمواجهة فنيهما، من ينسى "شقع..بقع " و"الحمد لله خبطنا تحت بطاطتنا" و"بقرة حاحا" و"احنا مين وهما مين" و"بوتيكات" و "شيد قصورك على المزارع" و "الفول واللحمة" و"شرفت يانيكسون بابا " و "فاليري جيسكار ديستان " و "جيفارا مات " وغيرها من مئات الأغاني الخالدة .
اليوم 28 فبراير فصل من فصول القبح اللانهائي الذي تعاني منه مصر بعد فترة طويله من تعمد تغييرهوية الوطن الذي استوعب على مدار تاريخه مختلف الثقافات فبات المجتمع " الكوزموبولتان" العريق مكان لا يعرف إلا رفض وتكفير وتخوين كل من المختلف في الرأي أو العرق أو الدين، لكن على كل من يحلم بوطن ويحلم بعودة مصر إلى وجهها الحقيقي أن يصرخ في كل من حوله قائلا " تيجي نغني".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :