دمـــاء ماسبيرو .. تقوية للإيمــان المسيحي ..!!
نبيل المقدس
يوم 9 أكتوبر 2011 وبعد ذكري حرب أكتوبر العظيم بيومين .. نفاجيء بدقات طبول حرب أخري.. لكنها من النوع الذي يؤول إلي حرب مختلفة , تعمل علي فتنة تنتشر بين الأقباط والجيش ... فتصير سبوبة يستغلها هؤلاء الذين أرادوا إسقاط دولة مصــر وخطفها وتفتيتها ... لكن هيهات فالمسيحي المصري يعرف تماما مقدار وقيمة هذا الوطن بالنسبة له .. ويؤمن تماما بوجوب الحفاظ عليه , لأن الإيمان بأرضه هو مِن إيمانه الروحي وبمسيحه , فكما أن موته من أجل إيمانه الروحي هو إستشهاد .. كذلك قتله من أجل الحفاظ علي وطنه أستشهادا أيضا ... لأن الاضطهاد بالمسيحية إما بسوء المعاملة ,أو الطرد ,أو النبذ ,أو نزع حقوقهم , أو هدم كنائسهم , أو تطبيق شريعة المعتدي عليهم يرتبط بالإستشهـــــــــاد .. !!
يسجل التاريخ أن اَضطهادات المسيحية مرت علي عشرة ( 10 ) حلقات تبدأ من " نيرون – دومتيانوس – تراجان – مرقس أوريليوس – سبتيموس ساويرس – مكسيمينوس – ديسيوس – فالريان – أوريليان – دقلديانوس ... ونضيف نحن كمصريين الحلقة الحادية عشر ( 11) ونطلق عليها حلقة ماسبيرو – فهي تبدأ من دخول الإسلام إلي أرض الوطن حتي الآن ... حيث التمييز ما يزال موجودا والذي ينكر هذا فهو يكذب علي نفسه .. !!
في يوم 4 – 9 - 2011إستيقظ أهل قرية دير الماريناب لكي يجدوا أن أعداء الأديان الإرهابية يقومون بهدم كنيستهم التي بنوها بنعمة الرب ومن قوتهم الخاص لكي يمارسون فيها إجتماعاتهم الروحية .. وهذا حق لهم كفله لهم القانون والعرف البشري منذ قديم الزمان , والمكان , وفي جميع البلدان الحرة . فهرع اهل القرية المسيحيين ولا أنكر ان الكثير من إخوتهم المسلمين رافقوهم إلي مبني المحافظ .. لكي يرفعوا شكواهم بالصراخ والتسول والترجي لكي يتزحزح هذا المحافظ من علي كرسيه لكي يري ما حدث .. لكنه تقاعس ولم يُبدي أي إهتمام لهم وتركهم يخبطون دماغهم في الحيط ... مما جعل الأهالي المسيحيون وعموم الأقباط في مصر يغتاظون ويشعرون بالظلم البين من المسئولين وقتها وهم المجلس العسكري ... طبعا في فرق كبير بين المجلس الأعلي العسكري وقوات الجيش المصري .
إستغلت هذا الموقف السيء مجموعة الإخوان المسلمين والسلفيون .. وبدأوا يخططون لأقذر الطرق عرفها الشعب المصري في العصر الحديث وخصوصا المسيحيين للوقيعة بين الأقباط خاصة والجيش .. فنظم الشباب القبطي فيما بينهم مظاهرة تم الإعلان عنها بالتفصيل ... لكن وفي أثناء المسيرة اندست بعض العناصر من المجموعات البربرية الإرهابية .. واتوقف عند هذا الحد فأنتم تعلمون ماذا حدث .
هل تورط الشعب القبطي في هذه المؤامرة .. ؟؟ فقد أكل الطعم ببساطة الطفل واخذ يهتف من بدأ تحركهم من ميدان شبرا حتي قرب من ماسبيرو بهتافات ضد الجيش .. كنت اندهش كثيرا من هذه الهتافات لأننا نحن كمسيحيين لنا علاقات الأهل مع الجيش ... فأنا اثق تماما من أمانة افراد الجيش والشرطة .. حتي انه لو أخذ امرا بإطلاق النار علي أخيه من المدنيين الشرفاء سوف يلقي بالسلاح في وجه الآمر له .
هذه هي إحدي دروس وصفات العسكري المصري ان لا يرفع السلاح امام الشعب الذين ينطلقون من أجل مطالب معينة ... وهذا ما نراه علي شاشات التليفزيون ايام ما يُقال عنها ثورة 25 يناير .. كنت اشاهد العساكر يقفون فقط سدا منيعا لعدم تداخل المندسين غير الشرفاء في وسط هذه الحشود .. وكنت اري بعيني اللواء " الشاعر " علي ما اعتقد كان مدير أمن العاصمة بذاته ( تحت المحاكمة ) يحاول تنظيم هذه الحشود لكي يفسح الطريق لسيارات الإسعاف .. كما رأيته في وسط هذه الأحداث يدلي بحديث للتليفزيون المصري, أنه يحاول هو ورجاله ان يحموا الشعب المتظاهر من الرصاص الذي ينطلق من جهات لا يعرفها .. وكنت أود ان يعيدوا هذا الفيديو لكن واضح أن الأيادي الإرهابية أثناء حكمهم حرقوا هذا المقطع .
تكلمت عن الجيش والشرطة ليس فقط حبا فيهما .. فهم فعلا أمناء وشرفاء .. لكن أيضا اعاتب اخوتي المسيحيين.. فقد قرأت بالصدفة مقال لصحفي كبير لإحد الصحف .. أنه وجد شاهدا موجودا علي قبر يمثل شهداء مذبحة ماسبيرو في ابيارشية الجيزة حاملا أسماء شهداء ماسبيرو .. هذا ليس عيبا ولا يلفت النظر بل يذكرنا بأحبائنا الذين سُفكت دمائهم من أجل ايمانهم ووطنهم .. لكن ما يُحزن في هذا الأمر, الكلام المكتوب أعلي الشاهد حيث تقول هذه الكلمات :
" هنا ترقد أجساد بعض الشهداء أولاد الشهداء إنضموا إلي المذبح السماوي يوم 9 – 10 – 2011 ( 28 من شهر توت 1728 ) "برصاص ومدرعات الجيش المصري" امام مبني التلفزيون " ماسبيرو " أثناء وقفة سلمية بدون سلاح لوقف هدم الكنائس في مصر " .
طبعا عرفنا وتأكدنا ووثقنا أن الجيش ليس مَنْ اعطي اشارات هدم الكنائس والضرب بالزخيرة الحية علي شعب الأقباط مسلمين ومسيحيين في جميع التظاهرات بالميادين .. ربما يكون الضرب بالزخيرة الحية التي تم اطلاقها من جهة الشرطة , هي فقط في تلك التظاهرات التي كان الإرهابيين يسحبون الشعب لها امام اقسام الشرطة .
كذلك أعاتب القساوسة الذين خرجوا بأنفسهم مع التظاهرات ويهتفون بنفس الهتافات التي تدل علي كراهية المسيحيين للجيش والشرطة . وبالرغم انهم لم يتم اتهامهم بأي تهمة إلا واننا لا نجدهم الآن .. فقد فروا إلي الخارج .. كنت أود منهم أن يواجهوا المسئولية بقلب مملوء شجاعة .. ويتحملون عذاب الصليب الذي اعطوه للشعب القبطي لكي يواجهون المصير لوحدهم . في الأصل نحن ضد خروج رجال الكهنوت والقساوسة لجميع الطوائف ان يخرجوا تظاهرات إلا في تظاهرات الأفراح الوطنية والمشاركة ببركاتهم ودعواتهم .
أتمني ان ابراشية الجيزة ان تحذف الكتابة الموجودة علي شاهد موقعة ماسبيرو .. وان تستبدل جملة " برصاص ومدرعات الجيش المصري " إلي " بغدر وخيانة الجماعات الإرهابية "
إخوتي الأقباط انتم اثبتم انكم كنتم الأساس الأول في ثورة 30 يونيو وانتخاب رئيسنا المصري السيسي .. ما زلنا وسوف لا نستغني ابدا عن الشرطة والجيش .. وهذا واضح جدا في ما وصلنا إليه الآن بسبب نعمة الرب التي وضعها علي رئيسنا والمسحة الروحية الني تمس كل فرد من جيشنا والأمن لكي نستطيع ان نتغلب علي هذا الإرهاب الفظيع .. امامنا الكثير والكثير لكي ننهض بمصر ... ومصر في نفس الوقت تعتمد علي ابنائها الأقباط .. فلا تخذلوها ..
ياليتنا كل واحد فينا يتمثل الآن بالقديس ابوسيفين ... يد تمسك سيف العمل واليد الأخري سيف الزود عن مصر من أعداء مصـــر عموما واعداء المسيحيـــــــة خاصة كما حدث في العراق وسوريـــــــــا ..!!!
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :