أكد د. عدلي أنيس أستاذ الجغرافيا الإقتصادية والتخطيط بجامعة القاهرة: أن مشكلات وأزمات مصر تراكمت بشكل كبير جدًا خلال الأربعين عام الماضية، وأن السبب الرئيسي في ذلك هو عدم وجود تخطيط وعدم الارتكاز على العلم وبالتالي عدم وضوح الرؤية.
 

مضيفًا: "مفيش بلد بتتقدم وهي بتحل مشكلات يوم بيوم"، وأن الزيادة السكانية مع عدم التخطيط ألتهم أي علاج للأزمات وأنهك البنية التحتية لكثير من مرافق ومؤسسات الدولة، ولنا في أزمة الكهرباء خير مثال، إذ حدث توسع عمراني بشكل مكثف مع إنشاء مشاريع وزيادة سكانية بما يعني مضاعفة الاستهلاك دون تطوير للشبكة أو المحطات أو توسع يوزازي التوسع المضطرد للسكان أو المشاريع.
 

وأستطرد في تصريح خاص لـ الأقباط متحدون: دولة بلا تخطيط هي دولة تتقدم إلى الخلف.
 

وقدم د. أنيس التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي على إنشاءه للمجلس الاستشاري العلمي الذي ضم صفوة ونخبة من العلماء والباحثين والأكاديمين، قائلاً: أحيي الرئيس على هذا التفكير الناضج لأنه وعى وأدرك إنه لا مجال للهواة ومدعي العلم ونجوم التوك شو، وأدرك أن حجم مشكلات مصر مع متطلبات الشعب لن يتحقق بالفهلوة بل من خلال العلماء.
 

معربًا عن إستنكاره ودهشته لما يحدث على شاشات الفضائيات حيث يأتي مدعو العلم والهواة على أنهم خبراء وما إلى ذلك من مسميات ليحلون مشكلات مصر في ساعة ونص على الهواء دون الاستناد لأي دراسة أو علم في تناولهم للمشكلات.
 

وشدد على إعجابه باختيار الرئيس لكل فرد بالمجلس إذ أنهم مارسوا وحققوا دراساتهم وأبحاثهم في مشاريع حقيقية على أرض الواقع، مضيفًا: فمثلاً دكتور هاني عازر خبرة بالانفاق ونجن سنقوم بإنشاء ستة أنفاق تحت قناة السويس، فهذا إختيار دقيق.
 

وتابع تصريحه: إن الرئيس وضع يده على الجرح وبدأ العلاج الفعلي.
 

وطالب أنيس الرئيس بضم مجال خبراء السياحة إلى هذا المجلس الاستشاري، حيث أن مصر من أهم الدولة السياحية على خريطة العالم وحتى تظل هكذا دون تأثر بأحداث سياسية يعرضها للكساد والخسارة كما حدث في الثلاث سنوات السابقة، لافتًا إلى أن مصر تملك ما يتعدى العشر أنواع من السياحة وليس فقط سياحة الشواطئ والآثار التي تعتمد عليها السياحة في مصر.
 

كما طالبه بالاهتمام بشباب الباحثين وإنشاء مقر لتلقي الأبحاث العلمية والأفكار المبتكرة وتنقيتها وتطويرها والاستفادة منها.