الأقباط متحدون | اليسار المصري
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:١٥ | الاربعاء ٣ سبتمبر ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٨ | العدد ٣٣١٠ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

اليسار المصري

الاربعاء ٣ سبتمبر ٢٠١٤ - ١٣: ١٢ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بين عبد الناصر والسادات

بقلم: ماجد كامل
من أحدث إصدارت مركز تاريخ مصر المعاصر التابع للهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية ؛ صدر حديثا كتاب "اليسار المصري بين عبد الناصر والسادات " للباحث الدكتور أحمد صلاح الملا ؛ وهي أصلا رسالة تقدم بها الباحث للحصول علي درجة الدكتوراة من كلية الآداب جامعة عين شمس ؛ ونال بها الدرجة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولي ؛ وقدم للكتاب الأستاذ الدكتور أحمد زكريا الشلق أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس . ولقد أعتمد الباحث علي منهج التحليل التاريخي لنصوص مجلة الطليعة ؛والتي صدرت خلال الفترة من يناير 1965 حتي توقفها في فبراير 1977 . ولقد بدأت الطليعة كمنبر فكري يعبر عن الفكر الاشتراكي ؛لكنها تقبل الحوار مع غير الاشتراكيين ؛ومع مختلف المدارس الفكرية ؛مستهدفة في النهاية تحديد الطريق المصري إلي الاشتراكية ؛ وتم اختيار الاستاذ لطفي الخولي رئيس تحرير هذه المجلة ؛باعتباره صديقا قديما لهيكل من جهة ؛ وبأعتباره وجها مقبولا لدي السلطة من جهة ثانية ؛ ولقد سارع الخولي في اختيار الطاقم المؤسس للطليعة ؛ وكان منهم ( إسماعيل صبري عبد الله – فؤاد مرسي – ميشيل كامل- جمال العطيفي – لطيفة الزيات- مراد وهبة – رضوي عاشور- أبو سيف يوسف- سعد زهران- عبد الرازق حسن- محمد سيد أحمد- محمد الخفيف- غالي شكري – فاروق عبد القادر- رفعت السعيد ...... الخ ). أما عن تقسيمها الداخلي ؛فبعد الافتتاحية التي يكتبها عادة لطفي الخولي ؛ كانت هناك الدراسة الرئيسية للعدد ؛وتتضمن مجموعة من المقالات لكتاب متعددين تتناول الرؤي المختلفة لقضية واحدة ؛ ثم مقال عن الفكر الثوري في عالمنا ؛ وباب "سؤال الطليعة " ؛وباب "معني الأرقام " الذي كان يرتبط عادة بموضوع الدراسة الرئيسية للعدد ؛ ثم باب "مكتبة الطليعة " الذي كان يعرف القاريء في كل عدد بكتابين أو ثلاثة من أحدث الاصدارات حول قضايا الواقع المصري والعربي وقضايا الثورة والتحرر في العالم ؛ وبعد ذلك يأتي باب " تقارير الشهر " وهي تقارير تتضمن عرضا أو تحليلا لأهم الأحداث السياسية والاقتصادية والعلمية محليا وإقليميا ودوليا في خلال شهر ؛ وبداية من يناير 1972 ؛أصدرت المجلة ملحقا مستقلا للثقافة والفنون والآداب ؛ ثم باب "مناقشات مفتوحة " الذي كان يتضمن ندوة أو مجموعة كتابات لمواطنين عاديين حول مختلف قضايا الواقع المصري ؛ وفي النهاية يأتي باب " الوثائق " . ولقد أبدعت المجلة بابا جديدا بعنوان " الشهادات الواقعية " والذي ظهر لأول مرة في عام 1966 ؛ وكانت المجلة تقوم بعمل استطلاع رأي حول قضية أو ظاهرة ما ؛ ثم تقوم بعرض الإجابات علي عدد من المعلقين كي يتناولوها بالتحليل والتفسير ؛ ولقد كان الهدف الرئيسي من مجلة الطلبعة هو نشر الدعاية للفكر الاشتراكي في المجتمع المصري والعربي ؛ ولهذا السبب حرصت علي دراسة مختلف التجارب الاشتراكية في العالم وعرض عناصر قوتها وأيضا نقاط ضعفها ؛وكانت المجلة تحرص علي سفر وفد من كتاب الطليعة لبلد اشتراكي معين ؛ ثم كتابة تقرير عن هذا البلد بعد عودتهم مدعوما بالأرقام والوقائع . ومع كل ذلك ووجهت المجلة بالعديد من الاتهامات من دوائر الاتحاد الاشتراكي العربي تتهمم بالترويج للفكر الماركسي وللعديد من الأفكار المستوردة من الخارج تتناقض مع قيمنا وتقاليدنا ؛ وجاء رد لطفي الخولي علي مثل هذه الاتهامات بقوله أنه يعرض للفكر الاشتراكي وهو فكر إنساني يعد نتاجا للخبرة الانسانية وملكا مشاعا للبشرية كلها دون تمييز ؛ وطرح الخولي في هذا الاطار فكرة " الطريق العربي الي الاشتراكية " ؛مؤكدا تميز هذا الطريق عن الأساليب الاشتراكية الأخري ؛ في التأكيد علي سلمية الصراع الطبقي ؛ والإيمان بالأديان كقوة روحية تستهدف تحرير الإنسان والمضي نحو الاشتراكية تحت قيادة تحالف ثوري لقوي الشعب العاملة ؛ لا الطبقة العاملة وحدها .

ثم قام الباحث بعمل دراسة لمجلة لمجلة الطليعة فترة حكم عبد الناصر ؛ فخلال الفترة من صدورها حتي نكسة يونية 67 ؛ فحين ظهرت في يناير 1965 ؛ ناقشت المجلة العلاقة بين "الاشتراكية العلمية " ؛ و"التطبيق العربي للاشتراكية " ؛ فكتب ميشيل كامل مؤكدا علي التطابق والتقارب بينهما ؛وعدم إمكانية عزل اشتراكيتنا عن التجارب الاشتراكية في العالم كله . وأكد لطفي الخولي علي نفس الفكرة ؛ فأكد أن الميثاق هو دليل العمل الثوري ؛ ولكن ينبغي أن يتم ضمن قوانين الاشتراكية العلمية كمرشد عام ومنهج للرؤية والتحليل . كما كتب فؤاد مرسي مقالا في عدد شهر أغسطس 1966 ؛ حذر فيه من محاولة البعض تمييز اشتراكيتنا عن الاشتراكية العلمية ؛موضحا أن هذا التمييزسوف يقودنا الي الانحراف عن جوهر الاشتراكية ؛ كما قد يستغلها بعض المعادين للاشتراكية لطرح تفسيرات هي أبعد ما تكون عنها .

وبعد وقوع هزيمة يونية 1967 ؛ دافعت المجلة عن الاتحاد السوفيتي ؛ في وجه اتهام البعض له بالتخلي عن مصر في النكسة ؛ فكتب إبراهيم سعد الدين مؤكدا ان دور القوي العظمي في الصراع هو دورا مساعدا مهما بلغت أهميته ؛ وأكد أن سبب الهزيمة هو عوامل الضعف الداخلي في حركة التحرر الوطني نفسها .

أما عن عصر الرئيس السادات ؛ ففي 15 مايو 1971 ؛أطاح الرئيس السادت بخصومه من رجال عبد الناصر ؛ فأبدت الطليعة بعض القلق من احتمالات تصفية الناصرية ؛ فكتب أبو سيف يوسف في أجواء الاستعداد لانتخابات الاتحاد الاشتراكي ؛ حيث أكد علي ضرورة أن تهتم القوي الثورية بهذه الانتخابات ؛ لأن قوي اليمين الرجعي تحاول أن تطل برأسها لتركب موجة المطالبة بالديمقراطية وتوهم الرأي العام بأن هناك تعارضا بين خط الرئيس السادات وبين ثورة 23 يولية في التحرر الوطني والتقدم الاجتماعي . وفي 8 يولية 1972 ؛أصدر السادات قراره الشهير بطرد الخبراء السوفييت ؛مما أثار بعض القلق عند كتاب مجلة الطليعة ثم جاء يوم 30 يولية 1972 ؛فأعيد تشكيل الأمانة العامة للاتحاد الاشتراكي ؛ فسيطر رموز اليمين علي التشكيل الجديد ؛ حيث تولي المهندس أحمد عبد الآخر منصب الأمين الأول المساعد لشئون الوجه القبلي وتولي محمد عثمان اسماعيل منصب أمين الدعوة والفكر والشئون الدينية وتولي أحمد كمال أبو المجد منصب أمين الشباب ؛ فكتب عادل حسين مقالا في مجلة الطليعة سخر فيه من إدعاء البعض أن ثمة رؤية سادت مصر كانت لا تحترم القيم الدينية ؛ ووعيا منه بأن الماركسيون هم المقصودون بهذا الاتهام ؛ فأكد بحسم أن أي دور لعبه الماركسيون المصريون لم يكن أبدا ضد القيم الدينية . وفي 9 يناير 1973 ؛نشرت الصحافة اللبنانية بيانا لمجموعة من المثقفين المصريين يؤيدون فيه الحركات الطلابية والعمالية ويطالبون بخوض معركة التحرير ؛ فأسقطت لجنة النظام بالاتحاد الاشتراكي عضوية الاتحاد عن 64 كاتبا من مختلف الاتجاهات الماركسية والناصرية ؛ فنالت من العديد من قيادات الطليعة .

ومع اندلاع حرب اكتوبر 1973 ؛ جاء عدد نوفمبر 73 مكرسا كله للتمجيد لهذا النصر ؛ فأعتبر يوسف أدريس هذه المعركة بمثابة ثورة جديدة ؛ كما أكد فاروق عبد القادر أن هذه المعركة ستؤدي الي ثورة علي مستوي القيم ؛ ولكن قبل ظهور العدد في الأسواق فعلا ؛كان السادات قد بدأ وقف اطلاق النار وجاء كسينجر الي مصر وطرح مشروعا جديدا للسلام ؛وفي هذه الزيارة تمت إعادة العلاقات الدبلومامسية بين مصر والولايات المتحدة ؛ فنظرت الطليعة بنوع من القلق الي هذا الأمر ؛ فكتب لطفي الخولي في عدد ديسمبر 1973 معبرا عن قلقه وانه من الخطر المراهنة علي الوعود الأمريكية ؛لأن أمريكا تعتبر امتداد عضويا لها ؛ وان هذا الاتصال يجب أن يتأسس علي عدة ضوابط : منها مراعاة تجدد العمل العسكري ؛كما يجب الاستمرار في استخدام سلاح البترول مع منع ضخه للولايات المتحدة حتي تنسحب اسرائيل من الأراضي المحتلة وتؤمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ؛ كما أكد عادل حسين أن أي حل أمريكي سوف يشمل مجموعة محاور رئيسية منها محاولة توسيع المناطق العربية منزوعة السلاح ؛وفك الحصار الاقتصادي حول اسرائيل ؛والعمل علي توطين اللاجئين الفلسطنينين حيث هم ومنع عودتهم الي ديارهم ؛ وتكوبن سلطة فلسطينية طفيلية تكون جسرا مفتوحا بين إسرائيل والعالم العربي ؛ وتمييع التوجهات الاقتصادية والاجتماعية في مصر من خلال التلويح بالمعونات الاقتصادية السخية وتنشيط السياحة . وبناء علي ذلك طالب الكاتب العرب بالتشدد في مؤتمر جنيف والتلويح دائما بإمكانية العدوة الي القتال ؛ كذلك الاستمرار في استخدام سلاح البترول للضغط علي الولايات المتحدة وأوربا .

وفي عام 1947 ؛أصدر توفيق الحكيم كتابه الشهير "عودة الوعي " وفيه شن هجوما عنيفا علي عبد الناصر وعصره ؛مما أثار قلق كتاب اليسار عموما والطليعة خصوصا ؛ فوجه الحكيم رسالة الي اليسار المصري علي صفحات مجلة روز اليوسف دافع فيها عن كتابه ؛ فوجه الخولي دعوة مفتوحة للحكيم ؛ لكي يقيم حوارا مفتوحا مع أسرة الطليعة ؛ وهكذا بداية من عام 1975 ؛نشرت سلسلةدوات بعنوان " اليسار المصري يحاور توفيق الحكيم " وفي بداية الحوار أكد الحكيم علي ضرورة فتح الملفات ؛ وحذر بشدة من تحويل الحاكم الي إله أو معبود ؛ وقدم الحكيم نقدا ذاتيا لفكرة "الكل في واحد "التي طرحها في رواية عودة الروح ؛ والتي تؤكد علي فكرة الزعيم الفرد ؛ وفي سياق نقده لعصر عبد الناصر ؛ ركز علي فساد التعليم ؛وحرب اليمن وماتكبدته من مبالغ طائلة ؛كما أنتقد عدم تمكين الثورة للمثقفين من المساهمة في بناء مصر ووضع العديد منهم في السجن ؛ ولقد رد كتاب الطليعة علي أراء الحكيم ؛ فعن حرب اليمن أكد خالد محيي الدين أن التكاليف الحقيقة لحرب اليمن أقل كثيرا من الأرقام التي يروج لها ؛ كما أن من نتائج هذه الحرب قيام جمهورية اليمن التي قفلت باب المندب في حرب أكتوبر ؛ كما دافع لطفي الخولي عن التصنيع ومجانية التعليم؛كما دافع عن قوانين الاصلاح الزراعي ؛حيث ضربت به الثورة كبار الملاك لصالح صغار ومتوسطي الفلاحين . ولقد عرض الباحث في بقية فصول الكتاب لعلاقة الطليعة بقضايا المجتمع المصري والإدارة والاقتصاد في مصر والقضايا العربية والدولية مما يضيق المجال عن عرضها جميعا .
نشر بجريدة القاهرة بتاريخ 2 سبتمبر 2014




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :