- كارثة تكش٠عنها المتØدون.. قبور المنيا مرتعًا للوØوش وتتغذى على جثث الموتى!
- أمين المصريين الأØرار ببني سوي٠لـ المتØدون: Øزبنا الأÙضل والأقوى ÙÙŠ الشارع
- الأب Ùادي سعدى: دورنا ÙÙŠ الانتخابات البرلمانية رÙع الوعي مش "Øشو الدماغ" الكنيسة يجب أن تكون كائن اجتماعي
- بالصور.. ديلي ميل: برج لندن يستعد لزراعة 800 أل٠زهرة خشخاش Ø¥Øياءً لذكرى الØرب العالمية الأولى
- بالÙيديو..السريان:تهجير مسيØÙŠ الموصل ليس من الإسلام
السيسي ليس عبد الناصر
بقلم - المهندس عزمي إبراهيم
السيسي ليس عبد الناصر...!!!
ولا أقصد بذلك أن السيسي أقل ÙƒÙاءة ومقدرة وشجاعة ووطنية من عبد الناصر.
هناك تشابه كبير بين هذين العملاقين الذين ظهرا على Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ ÙÙŠ الستين عاما الماضية من تاريخ مصر الØديثة : جمال عبد الناصر وعبد الÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ³ÙŠ. Ùكلاهما من خلÙية عسكرية، من قلب المؤسسة الوطنية المصرية التى تØمي Øمى هذا الوطن العظيم وتأبي التبعية لأي قوى خارجية. وكلاهما له ماض٠مشرّÙ٠وشخصية غير Ù…ÙŽØ´Ùوبة أخلاقياً، وكلاهما يمتلك الكاريزما والشخصية القوية الواثقة واكتساب الشعبية ÙÙŠ وطنه والقبول ÙÙŠ العالم العربي ومعظم دول العالم. وكلاهما له معاداة ومعاناة من كل من أمريكا والأخوان المسلمين وأذنابهما.
كثيرون من المصريين يرسمون اليوم وتوقعاتهم للمستقبل المأمول ÙÙŠ صورة بالآمال المتÙائلة المÙرساة على معالم التشابه بينهما. ولكن هناك اختلاÙات جذرية ÙÙŠ ألوان الصورة وظلالها. أدرج هنا أهم اختلاÙين:
أول الاختلاÙات هو اختلا٠ÙÙŠ كيÙية ظهور كل منهما على Ø§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ§Ø³ÙŠ بمصر. Ùقد جاء عبد الناصر Ù„Øكم مصر ÙÙŠ انقلاب عسكري من 12 من ضباط الجيش. ليس Ùقط دون مشاركة الشعب وقياداته السياسية والشعبية، بل ودون أن يكون للشعب ولا للعالم سابق معرÙØ© به. جاء بانقلاب عسكري Ù…Ùاجئ Ù…Ùدَبَّر ومدعم بآليات الجيش، هاد٠لامتلاك رئاسة الØكم بمصر. واعتلى البكباشي عبد الناصر كرسي الرئاسة دون أن يتخلى عن الØلة العسكرية.
أما السيسي Ùقد جاء Ù„Øكم مصر باختيار الشعب الذي عانى ثلاث سنوات عجاÙ٠من Ùساد وخراب وارهاب وقبلها ثلاثين عاماً من تهاون وتراخي. جاء السيسي بعد ضغط الجماهير عليه كي يستجيب لذلك الاختيار. Ùاستجاب بعد طول تأني وتÙكير وتقدير وبعد أن خلع Øلته العسكرية متنازلاً عن منصبه كمشير ÙÙŠ الجيش قبل أن ÙŠØ±Ø´Ø Ù†Ùسه للرئاسة ويÙوز Ùيها بنسبة 93 ÙÙŠ المئة، ÙÙŠ انتخابات نزيهة Ø´ÙاÙØ© Ù…ÙتوØØ© للآخرين ÙÙŠ جو مدني Øر لم تشهد مصر مثله منذ عقود.
أما ثاني الاختلاÙات Ùهو اختلا٠ÙÙŠ المناخ السياسي والساØØ© المجتمعية بمصر قبل ظهور كل منهما. برغم اعتراÙنا وتقديرنا لإنجازات عبد الناصر الجزيلة وخاصة ÙÙŠ مجال التصنيع والأمن الداخلي، وبغض النظر عن أخطائه الطموØية ونتائجها السلبية والÙاشلة، ÙالØقيقة أنه عندما اعتلى كرسي الرئاسة بمصر، وَرَثَ وطناً منتعشاً مستقلاً مستقراً، تØت دستورً ÙˆÙÙŠ ظل ديموقراطية تكاد تكون مثالية. Øيث كانت مصر ناضجة رائعة سياسةً وقضاءًا وجيشاً وأمناً ÙˆÙكراً وعلماً وأدباً ÙˆÙناً وتعليماً وعملا وإنتاجاً وخلقاً ودينا. كانت مصر دولة مدنية وضع أساسها Ù…Øمد علي باشا وعائلته من بعده، وأصقلها سعد زغلول وصَØبه، ثم مصطÙÙŠ النØاس وجيله.
امتطى عبد الناصر Øكم مصر Øين كانت ÙÙŠ أزهى عصورها الاقتصادية والØضارية، Øيث كان الجنيه يعادل ثمانية جنيهات إسترليني. وكان طمي النيل هو غذاء أرض مصر منتجة الخيرات من Ù‚Ù…Ø ÙˆØ°Ø±Ø© وسكر ولØوم وأسماك وغيرها ما يكÙيها ويÙيض عنها. وكان القطن المصري"الذهب الأبيض" Ø£Ùضل الأقطان بالعالم ومصدر دخل لها.
وللأسÙ.. ذلك الطمي والثروة السمكية والقطن وباقي منتجات مصر الزراعية، وكلها عصب الاقتصاد المصري، تم القضاء عليهم بإنشاء السد العالي، الذي كان من الأÙضل بناؤه عند منخÙض القطارة، كما أثبتت كاÙØ© الدراسات الهندسية والجغراÙية والاقتصادية Øينئذ، والبØوث العالمية بعد ذلك. مما أدَّى إلى أن اقتصاد مصر يضمØÙ„ ورصيدها من الذهب لأول مرة ÙÙŠ تاريخها يتلاشى، وتصير مصر مَدينة لمن كانت تقرضهم.
لم يكن عبد الناصر ÙÙŠ بدء عصره بØاجة لأن يدÙع الشعب للعمل والانتاج والإبداع. ÙÙ†Ø¬Ø§Ø Ø¨Ø±Ø§Ù…Ø¬Ù‡ التنموية ÙÙŠ السنوات الأولى من ØÙكمه، يرجع لما كان ÙÙŠ شعب مصر Øينئذ من طاقة Øَيَّة، ذاتية الدÙع (Momentum) Ùكانت جهود الشعب وتÙانيه ÙÙŠ العمل والانتاج والإبداع استمراراً تلقائياً لمسيرة منتجة جادة Ù†ØÙˆ التÙوق من قبل وصول عبد الناصر للØكم. كانت مصر والمصريين بين يدي عبد الناصر Øينئذ قوة رائعة. ولو كان Ø£Øسن استعمالها بالتركيز على ØµØ§Ù„Ø Ù…ØµØ± وشعبها لتبوأت مصر مكاناً مرموقاً بين الدول المتقدمة ÙÙŠ العالم. وكان عبد الناصر قديراً على ذلك لولا تركيزه على طموØاته الإقليمية الÙاشلة.
Ùقد بدأت تلك الطاقة الذاتية الداÙعة ÙÙŠ Ù†Ùوس المصريين تنخÙض وتتقلص Øتى تعرقلت عند "عَربَنـة" مصر، أي عندما اتجهت أطماع عبد الناصر وطموØاته Ù†ØÙˆ العروبة الجوÙاء والمÙخذلة. وبدÙع جيش مصر ÙÙŠ Øروب ليس لمصر Ùيها ناقة ولا جمل ÙÙŠ الجزائر واليمن وغيرها. علاوة على التأميمات التي كانت السبب ÙÙŠ إضعا٠الاقتصاد المصري، الذي خارت قواه على يد أنور السادات ÙˆØسني مبارك، ولÙظ أنÙاسه الأخيرة على يد Ù…Øمد مرسي.
خلاصة ذلك أن عبد الناصر استلم مصر وهي دولة متقدمة مستقرة ÙŠØترمها ويØبها العالم أجمع، شرقه وغربه على السواء. Øيث كانت ÙÙŠ أزهى عصورها الاقتصادية والØضارية. أما السيسي Ùقد وَرَثَ دولة Ù…ÙÙكَّكة Ù…Ùدمَّرة Ù…Ùتهاوية سياسيا واقتصاديا وعلمياً ÙˆØضارياً ونÙسيا واجتماعياً وأخلاقياً، بل ودينيـاً. دولة تتنازعها وتنهش أوصالها قوى شريرة متربصة بها من الداخل ومن الخارج. قوي اغتصابية استعمارية لا يهمها ØµØ§Ù„Ø Ù…ØµØ± من قريب أو بعيد، ولا تضمر لها ولا لشعبها أو جيشها خيراً.
يقال أن عبد الناصر قاد ثورة يوليو 1952ضد الÙساد. وما كانت تلك بثورة شعب بل كانت انقلاباً عسكرياً بØتاً، وما كان بمصر "Ùساد" بل كانت عيوب وكان ÙÙŠ الإمكان تداركها دونما انقلاب. بينما السيسي، على النقيض من عبد الناصر، استدعاه شعب مصر الثائر الغاضب ليقود ثورة يونيو 2013ØŒ وهي ثورة شعب ضد Ùساد وخيانات وتآمر وصÙقات مشبوهة.
ÙالرØلة التي يواجهها القبطان السيسي للوصول بالسÙينة المصرية إلى ما يصبو إليه هو وأبناؤها الأØرار الأوÙياء من أمان واستقرار وازدهار، هي رØلة وعرة، بل هي معركة قاسية Ù…ÙجْهÙدة. ÙالÙارق كبير وشاسع بين ما بØرت Ùيه سÙينة عبد الناصر وما نتوقع أن تبØر Ùيه سÙينة السيسي. وهذا هو هد٠المقال.
التØديات التي يقابلها السيسي اليوم داخلياً وخارجياً لم يقابل عÙشرها عبد الناصر. Ùالشعب اليوم خائر القوي. أضنته عوامل الÙقر والجوع والمرض والرعب والÙوضى والبطالة والأسعار الباهظة Øتى لأهم الضروريات الØياتية. علاوة على اØتياجه إلى رÙع معنوياته وتنمية اعتزازه بهويته المصرية الÙرعونية، وخروجه من التبعية العربية.
من التØديات الداخلية التي تواجه السيسي مجموعة من الملÙات الهامة، ÙˆÙÙŠ قمتها ضرورة تدعيم الجيش للشرطة لضبط الأمن داخلياً والقضاء على الÙوضى والعن٠والإرهاب وضمان الاستقرار ÙÙŠ الشارع المصري. وتنشيط السياØØ© باعتبارها ضرورة لنمو الاقتصاد. وضرورة Øسم أزمة المياه مع أثيوبيا التي تهدد الØياة بمصر. وأيضاً مل٠التعليم والتثقي٠وتنقية بل تجديد برامج التعليم ÙÙŠ جميع مراØله من ابتدائي Øتى الجامعي والديني الأزهري وإزالة الشوائب التطرÙية المنبعثة من كتب صÙراء سلÙية متطرÙØ© متخلÙØ© عÙا عليها الزمن ولا تتماشى مع Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ø¹ØµØ±ØŒ وتمزق نسيج الوطن ووØدته.
كذلك مل٠تنشيط البØØ« العلمي والطاقة والبترول والتصنيع والانتاج الزراعي وتمكين الشباب وتمويل المشروعات والقضاء على البيروقراطية، والنظر ÙÙŠ مل٠الØريات ÙˆØقوق الإنسان الدولي. والرقي بالمل٠القضائي لتطبيق العدالة الانسانية أي عدالة القانون. لا عدالة القبيلة ولا عدالة الدين التي تÙمَيّÙز طائÙØ© من المواطنين دون الأديان والطوائ٠الآخرى Øتى من Ù†Ùس الدين.
وعلى جبهات مصر الØدودية، ها هي سيناء، الخط الدÙاعي الأول لمصر من الجبهة الشرقية، أصبØت ومثلها الجبهتان الغربية والجنوبية منÙذاً وملاذا للتنظيمات الإرهابية كالقاعدة ÙˆØماس الإخوان وجماعات غيرهم. والهد٠لديهم واØد مهما اختلÙت مسمياتهم مما مكنهم من اقامة بنية تØتية إرهابية يجب القضاء عليها بØزم وبلا تأني. ومن الناØية الإقليمية، يجب الوقو٠بØزم ضد الأعمال الارهابية والتدميرية والـلا إنسانية الجارية ÙÙŠ ليبيا وسوريا والعراق وضد من يدعمونهم ويمولونهم من السعودية ودول الخليج وتركيا وإيران وأمريكا.
من أصدق ما قيل عن الوضع الØالي بمصر: "إن الوضع الØالي ÙÙŠ مصر قادر على التأثير بالسلب على أي شخصية تتولى الØكم ÙÙŠ ظل المشاكل العديدة التي تواجهها مصر اليوم. أن مصر تØتاج لجهود كبيرة من أجل إخراجها من هذا المأزق الذي هي Ùيه ÙÙŠ الوقت الØالي والتي من الممكن أن تؤثر على شعبية أي قائد ÙÙŠ العالم"
إن مصر ÙÙŠ أمس الØاجة لقائد مخلص قدير كعبد الÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø³ÙŠØ³ÙŠ. ولكنه ÙÙŠ Øاجة ماسة إلى شعب يعمل معه ÙÙŠ مواجهة التØديات العظمي والعديدة التي ذكرنا بعضاً منها. وذلك من أجل أن تØصل مصر على نهضة Øضارية مدنية كتلك التي عاشتها ÙÙŠ النص٠الأول من القرن الماضي. Ùلابد لشعب مصر أن ÙŠØمل نصيبه من المسئولية والجهاد البنائي والØضاري مع قائده Ù†ØÙˆ Øياة Ø£Ùضل.
مرة أخرى، السيسي ليس عبد الناصر...!!!
ولا أقصد بذلك أن السيسي أقل ÙƒÙاءة ومقدرة وشجاعة ووطنية من عبد الناصر.
بل أقصد أن البساط الأخضر، أي مصر المدنية العاملة المنتجة المبدعة المتØضرة الراقية، الذي وجده عبد الناصر Ù…Ùروشاً تØت قدميه عندما اقتنص الØكم بانقلاب عسكري، هذا البساط الأخضر ليس متاØاً للسيسي عندما استدعاه٠شعب مصر ليØكمها!! Ùمصر بØاجة ماسة إلى كل مصري يعشق هذا الوطن أن يساعد قائدها ويدعمه ويعمل معه على طول الطريق الوعر!!
وذاك هو ملخص مقالي وجوهره.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :