الأقباط متحدون | رفقا بضيوفك يا صاحب المكان
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:١٠ | الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤ | بؤونة٦ ش١٧٣٠ | العدد ٣٢١٩ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

رفقا بضيوفك يا صاحب المكان

الجمعة ١٣ يونيو ٢٠١٤ - ٠٢: ٠٨ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 
القديس بولس
القديس بولس

بقلم: ماجد سوس
ما أصعب أن تأتي الحرب من الداخل فهي أكثر شدة و خطورة من الحرب الخارجية فأصعب جرح جرحته البشرية لله عندما جاءته الحرب من شعبه  و أولاده فصار مجروحا من محبيه و مرفوضا من شعبه .

عندما ذهب القديس بولس الرسول الى كنيسة رومية في العصر الاول و جد ان هناك حربا دائرة داخل الكنيسة بين اليهود المتنصرين و الامم المتنصرين ، فاليهود يتصورون انهم اصحاب الكنيسة و يطلبون معاملة خاصة و يستندون الى انهم شعب الله لان المسيح جاء من نسلهم و الامم يتهكمون عليهم و يعايرونهم مذكرين إياهم انهم من قتل الرب يسوع .

انزعج جداً بولس من ذاك الانقسام الذي كاد ان يفتك بالكنيسة في نشأتها و قسم رسالته اليهم بين اليهود و الامم ليعلمهم كيف يحيا المؤمنون معا دون كجسد واحد  دون محاباة
بدأ بولس يشرح لليهود كيف ان الله أحب الامم منذ ان وعد ابراهيم بان نسله يملأ الارض وفسر لهم ان الله كان يقصد إيمان ابراهيم و ليس نسله الجسدي فقط .

ثم توجه بكلامه للأمم شارحا لهم كيف ان اليهود هم أصل الشجرة و أنتم الزيتونة البرية التي طعمت في الأصل و عليكم ان تعرفوا انه لم عصيانه ما خلصتم انت فعليكم ان تقبلوهم و تصلوا من أجلهم لدرجة انه قال لهم انه يود ان يكون محروما من اجل اقربائه و انسبائه بالجسد . واستطاع بولس الرسول بحكمته ان يقنع الجميع انهم واحد في المسيح و لا فضل لأحدهم على الاخر.

كانت هذه لازمة ابتغيت ان ابدأ بها كلمتي اليوم لأوجه نظرك عزيزي القاريء لفكر مشابه يضرب به ابليس بعض كنائسنا اليوم.
ففي احدى الكنائس التي كانت كنيسة صغيرة الحجم و العدد و أصبحت كاتدرائية كبيرة و ازداد عدد الشعب فيها جداً بفضل نشاط الكهنة و الخدام ، وجدت ان عدو الخير يقود حربا ضروسة كحرب كنيسة رومية ، رأيتُ فريقان احدهما يقول ؛ نحن أصل الكنيسة فنحن من مؤسسيها و القادمين بعدنا هم ضيوف علينا و تمادى البعض منهم قائلين لقد خطفوا كنيستنا و لقد احتلوها!!  و الفريق الاخر يقول نحن سبب نهضة هذه الكنيسة وازدياد الخدمة فيها و تناسى الجميع ان الحصاد كثير جدا و الكنيسة تساع الجميع و لا فضل ايضا لأحد على الآخر.

وجدتُ نفسي أقف امام الحقيقة المرة التي أعلنها لنا الرب يسوع حينما حذرنا ان اي مملكة تنقسم على ذاتها تخرب
انقسام الكنيسة من الداخل مرعب و معثر يا أحبائي اكثر من الحروب الآتية عليها من الخارج كما اسلفنا ، حروب محسومة لصالح الشرير و لرصيد مملكة الظلمة . إبليس يعرف جيدا و لدية الخبرة الطويلة في كيفية كسر شركة الكنيسة بل و تدميرها . يوشي ويوقع بين أفراد الاسرة الواحدة حتى يخرب الحياة الأسرية و يفصمها. وهكذا يفعل داخل الكنيسة ، فتارة يقسم الرعاة لتتبدد الرعية و تارة يقسم الرعية لتثبط همة و عزيمة الرعاة.
     كم من ممالك عظيمة هوت و محوت أسماءها حينما تفتّت و خارت قواها بسبب انقسامات داخلية أنهكتها . هكذا يا أحبائي ان لم نفق و نتحد و نقبل الاخر كما يقبلنا المسيح فلن نخسر كنائسنا فحسب بل سنفقد ابديتنا و يفقدها بسببنا من نعثرهم .

أتتذكرون مثل الساعة الحادية عشر الذي قاله لنا السيد المسيح و اخبرنا فيه عن أولئك العاملين الذين جاءوا الى الكرم يطلبون العمل فيه مبكرين - كمؤسسي الكنائس - فقبلهم السيد و اتفق معهم على الأجرة و ارتضوا بها ثم جاء أناس يطلبون العمل و كانت الساعة الاخيرة فجاء اليه اجراء يطلبون العمل و لو لساعة واحدة - كأعضاء الكنيسة الجدد - فأعطاهم كمن عمل لديه من اول النهار و حينما تذمر اصحاب الساعة الاولى (قدامى الخدام) قال السيد ما ظلمتك أعطيتك ما اتفقت معك عليه .

تلك رسالة قوية واضحة من الرب ان من يعمل في كرمه و لو لساعات قليلة كمن يعمل منذ سنوات فالله ينظر لقلب الانسان لا لساعات عمله او مدتها فالكرم كرم السيد و المال ماله ، فحسابات الله تختلف عن حسابات البشر و الله لا يشمخ عليه و لا يُعيّر و الله لا يقبل ان يقول شخص
انظروا كيف كانت الكنيسة الاولى تفرح و تهلل حينما ينضم اليها عضو جديد و لم يتعال احد على الاخر قائلا انا اقدم منك او انا حضرت قبلك هنا ، بل كان كل شيء بينهم مشتركاً  و السر يا أحبائي يكمن في انهم كانوا يواظبون معا على الصلاة و الشركة و كسر الخبز اي التناول من الأسرار المقدسة ، معا تعني تساوي من جاء متقدماً ام متأخراً

 شعرت بالمرارة عندما قال لي احدهم ان كنيستي لم تعد رائعة كمن قبل ، بعد ان انضم اليها الكثيرين ، فقد كانت جميلة عندما كانت صغيرة . على أنني أتفهم واقدر بالطبع وجهة النظر هذه المبنية على فكرة ان المجتمع الصغير تميل اليه النفس اكثر حيث تشتعل دفء العلاقات أكثر و يكون لها تأثير قوي و لكن الخطورة تكمن في ان ننسى او نتناسى ان الله هو مصدر قوة الكنيسة  ووحددتها و ان حلوله في المكان هو الذي يعطي للمكان دفئا و تآلف وان هدف الكنيسة الاول هو إحضار كل نفس للمسيح  و من يعطل عمل المسيح يصبح ضدا له و يصبح تذمر البعض من انضمام الكثيرون للكنيسة عمل يحزن روح الله و يطفؤه ذاك الروح الذي يشتهي ان تنتشر الكرازة في كل مكان .

ينطبق هذا الكلام عند اختيار خادم او كاهن للخدمة فأجد من يتمسك ان يختار الكاهن من شعب الكنيسة و داخل الشعب ينقسم الى من يريده من الخدام القدامى و الآخرون يقولون بل من خدام ابونا فلان او علان ، ما هذا يا اخوتي الذي اسمعه و أراه من لبولس و من لأبولس من لهذا و من لذاك الكل واحد في المسيح فكيف نحلم بوحدة مسكونية للكنائس و نحن لا نعرف كيف نتحد في كنيستنا المحلية .
 يا من تدعي بأنك مؤسس الكنيسة و صاحبها فربك و ربي هو صاحبها و مؤسسها و ان زعمت انك امتلكتها فرفقا بضيوفك لئلا تفقد أكليك كفقدانك أخيك. .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :