الأقباط متحدون | الجاسوسة سامية فهمي: بلدي لم تقدرني يكفيها الراقصات ولاعبو الكورة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٥١ | الاربعاء ٢٤ فبراير ٢٠١٠ | ١٧ أمشير ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٤٣ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

الجاسوسة سامية فهمي: بلدي لم تقدرني يكفيها الراقصات ولاعبو الكورة

الاربعاء ٢٤ فبراير ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

* بمجرد شكوكي في "ماريو" ومَن معه أسرعت وأبلغت السفارة المصرية بإيطاليا وجُندت لأكثر من شهر.
* صالح مرسي كان يراقبني ليعرفني أكثر حتى كتب سامية فهمي الرواية.
* لم أحب الجاسوس المصري كما صوروه بـ"حرب الجواسيس"، فقد كان أكبر من والدي.
* لم تعلم أسرتي بشيء عن مهمتي، ومات أبي وأمي دون معرفة شيء عن المهمة.
* رفضت تنفيذ أي عمليات أخرى لأني كنت قلقة ولم أنَم، وكنت أشعر بأني تحت المراقبة.
* كانت وسائل المخابرات بدائية لكنها سرية للغاية.
* منحني أحد ضباط الموساد تمثال في معرض إيطاليا الدولي.
* لست مع عمل الصحفي بالمخابرات.
* بطلة حرب الجواسيس بها الكثير مني ولا يمكن تكرار شخصية سامية فهمي.
* الشعب المصري فرح بي وبلدي لم تقدرني.
حاورتها: حكمت حنا – خاص الأقباط متحدون

مع المحررةكانت هذه أول مهمة قامت بها قبل انطلاقها للعمل الصحفي والذي بدأته في دار الهلال، حيث كانت الصدفة وحدها وراء كشفها حقيقة العميل الإسرائيلي "ماريو المصري" الذي تسبب في مذبحة بحر البقر، ليعلن لها عن رغبته في جلب معلومات عن بلدها مصر مقابل الكثير من الأموال، حتى أوقعت به في عملية هي الأسرع في تاريخ المخابرات المصرية والتي عُرفت بـ"صيد الغزلان"، حتى أن قضاة المحكمة العسكرية أشادوا بها بأنها الفتاة المصرية التي رفضت ملايين الجنيهات من أجل مصر.
وعاشت "ليلى عبد السلام" الصحفية بجريدة الأحرار بيننا دون أن نعلم أنها سامية فهمي الحقيقية بطلة حرب الجواسيس، التي قالت مصادر عنها أنها ليست صحفية وآخرين أكدوا أنها أحبت الجاسوس المصري حتى أوقعت به، لتظهر سامية فهمي الحقيقة أو ليلي عبد السلام أو جازية المصرية لتكشف حقيقتها وأنها لم تحب أو تعرف جاسوس كما صوره المسلسل، وأنها هي الصحفية المعروفة بجريدة الأحرار، وتفاصيل أخرى مثيرة كشفتها في هذا الحوار الذي أجريناه معها في منزلها الذي يحوي أروع ذكرياتها مع المسؤلين ومقتنيات نادرة وهدايا أثرية من ضباط المخابرات الإسرائيلية...

* ما هي أحب الأسماء لقلبك.. ليلى الصحفية، أم سامية الجاسوسة المصرية، أم جازية؟
- ليلي هو الأقرب لي وهو اسمي الحقيقي والمعروفة به منذ ولادتي، أما سامية فتمثل لي شخصية أديت دورها وانتهيت منه، وهو نفس شخصيتي لكنه اسم حركي في الأمن القومي حتى لا أكون معروفة ويُكشف أمري.

* هناك غموض في قصتك مع الجاسوس الإسرائيلي، فهل تقابلتِ معه صدفة في إيطاليا أم كان على موعد معكِ هناك؟
- أي شيء عن طريق العمل بجهاز الأمن القومي لا يمكن أن تعلمي القصة كاملة عنه، يجب أن يكون في القصة نقاط ممنوعة لأنه أمن قومي، لكن القصة كانت بمقابلتي معه في أحد معارض السيارات بالمنيل حيث كان يتردد على هذا المعرض كونه يحب العمل في بيع وشراء السيارات، وكنت أرغب في شراء واحدة عقب الانتهاء من الدراسة وقبل عملي بالصحافة، واتفقنا على السفر لإيطاليا ومعنا مجموعة كانت ترغب في شراء سيارات أخرى لأنه كان يشتري سيارات من هناك وله عمولته طبعًا.

مع فتحي سرور* وكيف وافق والدك على سفرك وأنت مازلتِ صغيرة وقادمة من مجتمع ريفي؟
- أبي كان رجلاً متفتحًا وكان يعطينا الثقة في النفس منذ الصغر، وكل منا كان يفعل ما يريد طالما أنه مقتنع به.

* ألم تلمحي ثمة أمر مريب أو ملفت للنظر خاصة بعد أن حدد لكِ "ماريو" بنفسه موعدًا خاصًا للسفر لشراء السيارة؟
- هو بنفسه من حدد ميعاد السفر وأعرب عن رغبته في السفر معنا كمجموعة.

* وكيف أعرب لكِ عن رغبته في تجنيدك للعمل المخابراتي؟
- ماريو لا يظهر عليه أي علامات توحي بأنه يعمل بالموساد، فيبدو لك أنه رجل بسيط (غلبان) وكان متزوج باثنين وواحدة منهم كانت صديقة لأسرتي، وكان دائمًا موجود بمعرض السيارات الموجود بالمنيل، وبعد سفري لإيطاليا تركت شنطة السفر الخاصة بي وتجولت في شوارع إيطاليا وكنت أميز الفندق الذي اقيم به بسوق كبير، وبعد انتهائي من تجوالي لم أجد السوق وضللت الطريق وكنت أبكي لأجد الأوتيل، وبعدها دلني عليه أحد الأشخاص، وعند عودتي للفندق كان ماريو يقيم معنا وبعدها عرض عليّ أن أجلب له أي أخبار عن مصر متعلقة بأي شيء.

* ولماذا أنتِ تحديدًا؟
- وجدني أعمل في مجال الإعلام، ومن المعروف أن الصحفيين لديهم علاقات كثيرة واسعة ومن خلالها يستطيعون جلب معلومات لا يستطيع الكل التوصل إليها.

* ألم يلعب على أنوثتك في استدراجك كما صورتها رواية صالح مرسي؟
- لم يفعل ذلك، بل عرض عليّ جلب معلومات في مقابل مادي كبير، والرواية التي كتبها صالح مرسي بها شيء من الحبكة الفنية والتفاصيل الغير موجودة بحياتي لأنها من صنع مؤلفها، مع جوانب حقيقية في شخصيتي، وقال لي مرة أنه كان يقوم بمراقبتي ليتعرف على شخصيتي وحياتي.

تمثال هدية من ضابط  بالموساد في معرض ايطاليا* وكيف حصل صالح مرسي على قصتك وعرفك وقتها ومن المعروف أن طبيعة هذا الجهاز حساسة وتتميز بالغموض والسرية؟
- مرسي له مصادره، وعرفني وقتها ولم يكن أحد يعرفني، وحصل على القصة من الجهاز بعلاقاته لأنه كان يكتب في أدب المخابرات عن قصص مختلفة لا تُعرف من هي في الحقيقة.

* ألم تحب البطلة حبيبها الجاسوس كما صوره المسلسل؟
- لم أحب ماريو لأنه كان يكبرني بكثير، وهل يمكن أن أحب جاسوس يخون بلده؟ لكن منة شلبي كان فيها الكثير مني في طوحها وخوفها على بلدها وانتمائها له، ولو كان لي حبيب لكنت سلمته ومعه أهله للمخابرات.

* وكيف عرفتِ أنه جاسوس وأن هذه المعلومات لصالح جهاز الموساد؟
- كنا نجلس في مطعم بإيطاليا وسألني عن عملي، وطلب مني أن اعمل معه في الحصول على أي معلومات عن مصر في أي أزمة حيث ستفيدهم، وبدأت أشك فيه خاصة وأنه كان معه شخصان من الموساد نزل ليقابلهم ونحن نجلس في الدور الأول بالمطعم، فنظرت من أعلى لأراه يتحدث معهم، وبعدها جاء آخر فكانوا يتبادولن الأحاديث، فاستذنته بحجة رغبتي في شراء فستان وذهبت مسرعة للسفارة المصرية بإيطاليا لأحكي ما حدث.

* كان من الممكن أن ترفضي وتهملي إعلامك للسفارة مثل أي شخص قد يتصرف بهذا الشكل؟
- لم يكن من الممكن أن أفعل ذلك لأن الأمر يمس بلدي.

* بماذا شعرتِ وقتها؟
- شعرت اني مسئولة عن أمن بلدي، ولو كانوا هؤلاء جواسيس فليستحقوا العقاب والقبض عليهم.

* من منطلق عملك بالمخابرات.. هل العمل بها مقلق ومخيف؟
-  لماذا أخاف طالما أتصرف بوضوح ودون غموض وأتصرف بصدق؟!

* ألم تخبري أحد عن عملك؟
- لم أقل لأي مخلوق، حتى أبي وأمي ماتوا دون أن يعرفوا طبيعة عملي، لأن العمل كان في غاية السرية، فلو قلت لأحد ربما ينكشف أمري فينتهي الموضوع، لذا أخفيته عن الكل.

* وما شعورك عندما توفى والديكِ وهم لا يعرفوا بطبيعة عملك؟
- كان هذا يرضيني لأني أعلم سرية الموضوع، ولو علمت والدتي وقتها لماتت.

* ما الوسائل التي كنت تستخدمينها في عملك بالمخابرات؟
- كانت هناك وسائل بدائية نعمل بها على الاتصال ببعضنا البعض، ولا أرغب في الإعلان عنها حتى لا تقلل من قيمتهم، فهم رجال محترمين ويخافون على بلدهم.

مع الرئيس مبارك تشكوى تعنت زكي بدر مع الصحفيين* ألم يحدث مرة أن اتبعتي إحدى الطرق الاستخباراتية كأن تتخذي مكانًا آمنًا لتكتبي منه رسائل بالحبر السري؟ 
- حصل، وكنت خايفة وقتها وأشعر وكأن شخص يسجل لي دون أن أراه، حتى عندما كنت أصعد السلم كنت أجري وكأن هناك من يراقبني، فقد كانت حياتي رعب وخوف وعمل في غاية القلق.

* بالعودة للحديث عن ماريو.. عملية القبض عليه كانت سريعة واستغرقت علاقته بك شهر في مصر و10 أيام في روما.. ألم تكن الفترة قصيرة؟
- كنت عامل رئيسي في سهولة العملية، لأني أبلغت عنه السفارة المصرية سريعًا بمجرد شكي في لأمره، وكانت المخابرات متحفزة للقبض عليه في أسرع وقت لأنه تسبب في مذبحة مدرسة بحر البقر.

* وكيف تمت عملية  القبض عليه؟
- في ذلك اليوم، كان كل شيء حولنا يبدو طبيعيًا للغاية، فكنت أنا وماريو جالسين بإحدى المطاعم حينها، وبمجرد تسليمي له رسائل خاصة تلقيت أوامر بإراسلها له جاءت المخابرات المصرية وألقت القبض عليه، وقتها انتفضت من على الكرسي وأخذوه في سيارة خاصة وأنا في أخرى، وقتها كنت مرعوبة وشعرت بفخر، ولأن الله يحبني لم أقع في خطأ وإلا كنت ضعت بسبب المال، وهناك قضايا تجسس كثيرة الأصل فيها رغبة الشخص في جني الأموال، وكنت حريصة ألا أقع في أي اخطاء من العمل في المخابرات.

* هل تتذكري اليوم الذي جاء فيه ضابط بالمخابرات ليسأل عنك في البيت قبل العملية.. بماذا أبلغتيهم في البيت؟
- وقتها لم أكن قد عدت من سفري بعد، وعند سؤالهم في البيت عنه أبلغتهم أن له أخ في إيطاليا بعث له رسالة عن طريقي.

* لماذا أحدثت قصتك دويًا الآن رغم أن صالح مرسي عمل بها عمل إذاعي في السبعينيات؟
- البلد وقتها كانت في حالة حرب ولم يكن أحد يدري بشيء، وكانت الناس تخاف عندما تقول كلمة مخابرات.

* لماذا أبديتِ رغبتك في عدم الظهور؟
- لم يكن هناك داعٍ لذلك، ولم يخطر في بالي أن أظهر.

* لولا حوارك الأخير في إحدى الصحف لم نكن نسمع عنك أو نعرفك؟
- بالفعل.. لولا هذا الحوار لما كنت ظهرت.

* هل ظهورك الآن سبب لكِ مشاكل؟
مع المحررة- انا في بلدي ولا أشعر بخوف، فترابها هو الذي يحميني ويُشعرني بالأمان وليس من فيها من المسؤلين، وأنا سعيدة بحب الناس لي وعندما أسير في الشارع يعرفونني ويحيونني، وهذا يكفيني.

* ألم يطلب منك أحد التعامل معه بعد هذه العملية؟
- طلبوا مني الاستمرار في العمل معهم لكني رفضت لأني كنت قد تعبت وعانيت من ضغط عصبي، ولم أنام في هذه الأيام وكنت اسير وأشعر أني تحت مُراقبة.

* بماذا تردي على من يشكك في شخصية سامية فهمي الحقيقية؟
- هذا رأيهم، ولو كان يشكك فيّ فلماذا يجعلني لأظهر في برنامجه ويكتب عني؟ فهذا تناقض ولا يهمني ما يُقال.

* حتى إذا كانت زوجة صالح مرسي تقول أنها لا تعرفك عندما سألها محمد وجدي قنديل أحد اصدقائه المقربين؟
- زوجة صالح مرسي لا تعرف شيء عن شخصياته، وهل المخابرات كانت ستتركني أقول هذا الكلام وأظهر بكل بساطة إذا لم أكن أنا سامية فهمي الحقيقية؟

* أرى صورًا كثيرة لك مع مسئولين ومع الرئيس؟
- لي صورة مع سيادة الرئيس وقت الاحتفال بمنح الأديب العالمي نجيب محفوظ لجائزة نوبل، وكنت أتحدث مع سيادته بصفتي مندوبة الرئاسة في جريدة الأحرار عن الضغوط التي يتعرض لها الصحفيين من وزير الداخلية السيد زكي بدر.
وصورة هنا مع الشاعر الراحل نزار قباني في إحدى اللقاءات، وصورة مع الأستاذ فاروق حسني في المعرض الخاص بلوحاته وصورة أخرى مع الدكتور فتحي سرور الذي اعتبره استاذي ومثلي الأعلى.
 
* وماذا فعل هؤلاء لسامية فهمي البطلة المصرية التي كتبت عنها الصحف وقتها؟
- لم يقدرني أحد، الفضائيات الخارجية البعيدة عن وطني هي التي احتفت بي، والشعب في الشارع يقول لي يا بطلة نتيجة ما رأوه في الفضائيات وليس القنوات المصرية، البلد دي مش فاضية لي.. فاضية للراقصات ولاعبو الكورة، أنا لست حزينة على ما حدث بل سعيدة لأن شعب مصر قدّرني بحبه وبلدي لم تقدّرني، مصر تقدّر فقط لاعبي الكورة وتمنحهم ملايين وطلّعوا حسن شحاتة أكبر من الهرم، فهل مصر حسن شحاتة؟

* معروف أن هناك صحفيين يعملون مع أجهزة الاستخبارات.. ألم يحذر ميثاق الشرف الصحفي من التعامل مع مثل هذه الجهات؟ 
- هناك فرق بين موظف في المخابرات ومن يُطلب منه دور مؤقت يؤديه لبلده، فهل ميثاق الشرف الصحفي يمنع حماية بلدي من أي خطر إذا تطلب قيامي بدور معين؟

* كلمة جاسوسة.. ألا تثير قلق تجاه صاحبها؟
- الجاسوس شخص ينقل معلومات في السر، وينقلها لجهات معينة وتؤخذ أحيانًا على أنها صفة غير محببة إذا تطرق نقل المعلومات بين أصدقائه، لكن معناها الطبيعي هو القيام بدور معين يخدم مصالح البلد.

مع فاروق حسني في معرضه* وماذا عن تجربتك الحزبية داخل الأحرار وصراعك على رئاسته؟
- الدولة تتحكم في رئاسة الحزب، فقد جعلوا شخصًا ليس له صفة رئيسًا للحزب وأعطوه 200 ألف جنيهًا وضعها في جيبه ولم ينفق شيء على الحزب ولا يعرف شيء في السياسة، وكل شهر يُصرف 60 ألف على أنه مرتبه من الجريدة والحزب، والدولة تساعد رؤساء الأحزاب على الانحراف، فكل الأحزاب سيئة لكن ليست أسوأ من الأحرار لأنه الوحيد الذي يملك مطابع ومقرات في المحافظات وأكثر من جريدة، فقد تم بيع الرخص الموقوفة بـ25 ألف جنيه والدولة تعرف ولا تتحرك، وحصل على حكم في غير صالحه وبمجرد صدور حكم لي سأقيم الحزب من حالة الموات التي عليها.

* ممكن تظهر سامية فهمي أخرى؟
- لا اعتقد لأن الأكثرية لا تحب هذا الوطن وترغب في تركه والعيش في الخارج.

* لماذا لم تتزوجي إلى الآن.. هل لعملك له علاقة بذلك؟
- أعتقد ذلك.. فقد قضيت عمري كله بمهنة الصحافة ولم أهتم مطلقًا بحياتي الخصة، وأن غير نادمة عل ذلك.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :