- مصادر أمنية: المتَّهم في حادث "الإسكندرية" في العقد الثالث من عمره، و"أبو سعده": يجب تعقُّب الجناة ومحاكمتهم محاكمة عادلة
- "المواطنة وحقوق الانسان".. كتاب يقدِّم دراسة قانونية سياسية اجتماعية ثقافية
- د. "عمار": كان للعولمة دور كبير في تعزيز دور الأديان في الحياة الإنسانية
- د. "عبد الفتاح": دور المثقَّف قد تراجع في ظل تنامي دور رجال الدين
- الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الدكتور عبد الحميد يونس رائد الادب الشعبى
قصر البارون... مأوى للأشباح
تحقيق: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
قصر البارون الأثري الذي يقع في شارع العروبة في قلب ضاحية مصر الجديدة -بالقاهرة- يعد تحفة معمارية فريدة من نوعها تجمع ما بين الطراز الأوروبي والطراز الأسيوي, وكذلك فهو القصر الوحيد في العالم الذي لا تغيب عنه الشمس طوال النهار، ويتميز برج القصر بأنه يدور حسب اتجاه الشمس فهو مثبت على قاعدة تديرها محركات تلف كل ساعة دورة كاملة بحيث تجعل من يجلس بداخل هذا البرج يستمتع بكل ما حوله دون أن يتحرك من مكانه في هدوء.
والجدير بالذكر أن البارون إمبان توفى في عام 1929، ومنذ هذا التاريخ تعرض القصر لخطر الإهمال لسنوات طويلة بسبب إغلاقه المستمر أحيط القصر بهالة من الغموض مما جعل الناس تنسج حوله الكثير من القصص الخيالية والشائعات ومنها أنه صار مأوي للشياطين، وترددت بعض الأقاويل حول سماع أصوات لنقل أثاث القصر بين حجراته, ورؤية أنوار تضيء فجأة ثم تنطفئ, ومشاهدة دخان ينبعث من غرفة القصر الرئيسية, وظهور وهيج نيران ما يلبث أن ينطفئ، وبالبحث حول صحة هذه الشائعات قال بعض السكان المجاورين أن القصر تكتنفه حالة من الغموض، ولعل ذلك يرجع إلى عدة أسباب منها منع البارون إمبان دخول الغرفة الوردية الموجودة ببدروم القصر والتي تفتح أبوابها على مدخل السرداب الطويل الممتد لكنيسة البازليك والتي تقع في آخر شارع العروبة حيث يوجد القصر.
هذا إلى جانب مقتل أخت البارون بسبب سقوطها من شرفة غرفتها, وتشير الأساطير إلي أن روح أخته سخطت بسبب تأخر البارون في إنفاذها مما أدى إلى تعطل التروس التي تدير البرج منذ ذلك الحين وحتي الآن وفقًا لهذه الرواية، هذا بالإضافة إلى أن ابنة البارون كانت مصابة بشلل الأطفال وكان والدها يعاملها معاملة قاسية أدت إلى إصابتها بحالة من الاكتئاب وقد وُجدت ميتة في بئر المصعد دون أن يعرف أحد السبب.
أجواء غامضة.. وعبدة للشياطين
ولعل تلك الأجواء الغامضة التي أحاطت بالقصر المهجور دفعت جماعة من الشبان المصريين في عام1997 إلى التسلل إلى القصر ليلاً وإقامة حفلات ماجنة، إذ كانوا يرقصون ويغنون على أنغام موسيقي (هيفي ميتال) الصاخبة، وكانوا يلطخون جدران القصر بدماء القطط والكلاب، حيث ألقت الشرطة المصرية القبض عليهم لتفجر بذلك أول قضية من نوعها, عُرقت بتنظيم عبدة الشيطان, ولعل هذا هو سبب الأساطير التي ترددت من قبل سكان مصر الجديدة حول مشاهدتهم أضواء ساطعة وصخبًا وضجيجًا كل ليلة داخل القصر.
لذلك تحدثت مع فرج فضة "رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى للآثار" حول هذا الموضوع، الذي أعرب عن أهمية قصر البارون قائلاً إن المجلس الأعلى للآثار قام بتسجيل قصر البارون وضمه ضمن الآثار الإسلامية والقبطية عام1993, وبالتالي فهو يخضع لقانون حماية الآثار رقم 119لسنة 1983, وأكد علي أن المجلس يقوم الآن بعمل الدراسات العلمية لإجراء الترميمات المعمارية والفنية الدقيقة اللازمة للقصر.
من جانبه قال د. محمد الششتاوي "مدير عام التوثيق الأثري لقطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلي للآثار" إن حديقة القصر تم ترميمها بالكامل وتم عمل مشروع إضاءة للحديقة والقصر من الخارج، ذلك بشكل مميز بحيث يغلف النور القصر بالكامل لتظهر ملامحه ومعالمه المعمارية والجمالية, كما تم ترميم التماثيل الخارجية للقصر.
هليوبوليس.. مدينة الشمس
وذكر د. الششتاوي أن قصر البارون يرجع إلى المليونير البلجيكي البارون "إدوارد إمبان" الذي جاء إلى مصر في نهاية القرن الـ19, وفكر في إنشاء أحد الأحياء في صحراء شرق القاهرة واختار له اسم هليوبوليس -أي مدينة الشمس-, وبدأ البارون في تشييد المنازل على الطراز البلجيكي, وذلك لإقامة مجتمع للطبقة الأرستقراطية والجاليات الأجنبية, وفي النهاية قرر البارون إنشاء قصره الأسطوري الذي قام بتصميمه مهندس فرنسي يدعي "ألسكندر مارسيل" فجمع في تصميمه بين أسلوبين معماريين، أحدهما ينتمي إلى عصر النهضة خاصة بالنسبة للتماثيل الخارجية وسور القصر, أما القصر نفسه فينتمي إلى الطراز الكمبودي بقبته الطويلة المزينة بتماثيل بوذا.
تحف نادرة من الذهب والبلاتين
وأوضح د.الششتاوي أن البارون انتهي من تشييد القصر عام1911, ويشغل القصر وحديقته الواسعة مساحة 125 ألف متر مربع, أما القصر نفسه فلا يتعدى طابقين وبدروم, ويضم البدروم أماكن أقامة الخدم وأفران ضخمة, ومغاسل, ومن خلال مصعد فخم مصنوع من خشب الجوز نصعد إلى الطابق الأول ويضم قاعة المائدة التي توزعت على جدرانها رسومات مأخوذة من مايكل أنجلو وليوناردو دافنشى ورامبرانت، وبمصعد رخامي من بين بتماثيل هندية صغيرة نصعد إلى الطابق الثاني الذي يحتوي عدة غرف للنوم لكل منها حمامها الخاص الذي تكسوه بلاطات من الفسيفساء, ومن خلال مصعد مصنوع من خشب الورد الفاخر نصعد إلى سطح القصر الذي يشبه المنتزة حيث كان البارون يقيم حفلاته, وجدران هذا السطح مزينة برسوم نباتية وحيوانية وكائنات خرافية، وأخيرًا نصل إلى برج القصر الذي يدور حسب اتجاه الشمس حيث أنه مثبت على قاعدة دوارة تديرها محركات تلف كل ساعة لفة كاملة. كما يضم القصر تماثيل وتحف نادرة مصنوعة بدقة بالغة من الذهب والبلاتين بخلاف تماثيل بوذا والتنين الأسطوري.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :