الأقباط متحدون | الفرق بين عبد الناصر والسيسى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١١:٢٠ | الاثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣١٠٣ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الفرق بين عبد الناصر والسيسى

الاثنين ١٧ فبراير ٢٠١٤ - ٣٨: ٠١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

حنا حنا المحامى

توجه المشير السيسى إلى روسيا ليحصل على معونه ومدد فى السلاح.  وبمجرد قراءة  هذا الخبر قفز إلى دهنى موقف عبد الناصر حين ذهب إلى روسيا يستمد منها السلاح.  فهل يتشابه الموقفان, وهل يتساوى الهدفان؟

إننا نذكر أو على الاقل البعض منا يتذكر العدوان الثلاثى على مصر بعد تأميم عبد الناصر قناة السويس, وهى قناة مصريه قلبا وقالبا حفرت بدماء مصريين وعرقهم.  فما كان من اسرائيل وانجلترا وفرنسا إلا أن أنذروا عبد الناصر بالابتعاد عن قناة السويس.  وبالطبع رفض عبد الناصر كما يرفض أى رئيس دوله مثل هذا الانذار والخاص بملكية جزء من أرضه ووطنه.  فكان أن قام العدوان الثلاثى وهى انجلترا وفرنسا واسرائيل على مصر.

لم يكن هذا العدوان بعلم أو موافقة أمريكا, فما كان من أمريكا إلا أن أنذرت الدول المعتديه الثلاثه بالانسحاب فورا من الاراضى المصريه.  وفعلا تم الانسحاب.
لا شك أن الفضل الاول والاخير يرجع إلى أمريكا فى ذلك الانسحاب.

إلا أن عبد الناصر الذى لم يكن ينشغل باله إلا تحرير فلسطين من براثن اسرائيل التى اعتدت على أرض عربيه الامر الذى يتضمن عدوانا صارخا على القوميه العربيه, تلك القوميه التى كان يهدف ويسعى إليها عبد الناصر لتكوين قوه عالميه يسهل عليها الاطاحه باسرائيل.  وذلك بعد تكوين دوله عربيه عظمى لها كيان لا يقل عن كيان أمريكا وانجلترا.  إلا أن عبد الناصر لم ينجح لتحقيق ذلك الهدف لاسباب لا مجال لذكرها الآن.

فى حركه عنجهية لا تتسم بأى حكمه تحدى عبد الناصر أمريكا وقال إنه سيضرب إسرائيل ومن خلف اسرائيل "بالجزمه".
ولم يكن من السهل على دوله عظمى مثل أمريكا أن تقبل مثل هذه الاهانه.   وكان عبد الناصر قد أخذته العنجهيه وأخذ يحشد جيشا وعتادا فى سيناء.  وكان فى  ذلك الفرصه الذهبيه لاسرائيل.  فما كان منها إلا أنها شنت الحرب على مصر فى ضربه قاتله وطبعا كان لديها كل المعلنومات عن مصر ومنها أن القائد العام للقوات المسلحه غارقا فى الملاهى والنزوات والشهوات.

وفى واقع الامر كانت هذه الضربه جزاء وفاقا لاهانة أمريكا.  ذلك أن أمريكا مدت يدها لمصر ولكن مصر رفلضت المعونه وردتها بإساءه.
وهذا الموقف يختلف تماما عما حدث سنة 2013.

يرأس مصر رحل أبى إلا أن يؤبد حكمه ويورثه لابنائه وإن إمكن لاحفاده.  بالاضافه إلى معاملة الشعب المصرى معاملة مهينه كما لو كان هذا الشعب العريق فصيل من الغنم ليس له كرامه أو حقوق أو أبسط حقوق الانسانيه.  فما كان من الشعب العريق إلا أن هب عن بكرة أبيه ولم يرهبه أو يرعبه دماء أو قتل أو سلاح أو أى هجوم يعبر عن النذاله التى اتسم بها العصر الاغبر.  وبعد أن استرد الشعب حقه وكرامته سطا على الحكم جماعه جشعه بشعه ليس من همها إلا السلطه والسلطان واعتبرت مصر غنيمه هى وشعبها ليس لهم حقوق وليس لهم كرامه أو وطن أو وطنيه.  وتلفحوا بالدين ليبرروا أفعالهم الاجراميه وبرروا الخيانه والغددر تحت مسميات عجيبه منها ما هو دينى ومنها ما هو وطنى أو أخلاقى وفى واقع الامر الدين والاخلاق والقيم والوطنيه منهم براء.
هنا هب الرجل الوطنى الاصيل والجندى الشجاع الفريق أول السيسى وأنقد مصر من براثن الخيانه والغدر والخسه.

وانكشف القناع فتبين أن أمريكا ضالعه فى هذه المؤامره واستعانت بفئه تتخفى تحت ستار الدين لتنعم بالمال والجاه والسلطه والسلطان.  وفى سذاجه تامه لا تشرف قوما احترفوا السياسه توهموا أن هؤلاء الانذال الذين باعوا وطنهم يمكن الاعتماد عليهم بأن يغدروا بأوطانهم ويحققوا رغبات القوى العظمى ضد مصر التى أثخنت بالجراح بسبب حكامها والذين غدروا بها وخانوا رسالتهم نحوها.

ولكن هؤلاء الساده خدعهم ذكاؤهم وتوهموا أن القيم والاخلاق وحب الوطن والمثل العليا قد تلاشت من مصر وأن القوى العظمى يمكن أن تطوى هذا البلد العريق تحت راية الاستسلام و المذله والمهانه فسحبت القوى العظمى أية معونه ماديه أو أسلحه من مصر.

يقول المثل من حق أى إنسان أو أى كائن حى الدفاع الشرعى إذا ما وقع تحت أى خطر.  وهكذا وجد المشير السيسى أن وطنه الغالى أصبح تحت مطرقة التهديد من الدول المسماه "عظمى", فلم يلبث أن توجه إلى روسيا يمد لها يد الاخاء والود والامل, وفعلا احتضنته روسيا ومدته بما يريد من عتاد وسلاح.  وهذا السلاح ليس من أجل العدوان بل من أجل الدفاع عن الوطن وعن الشعب ضد أى معتد تسول له نفسه أن يعتدى على هذا البلد الآمن الذى لا يريد إلا أن يبنى نفسه ويأخد بتلابيب الزمن حتى يلحق ما فاته بسبب الخونه والغادرين.

وهكذا يمكننا القول أن لجوء السيسى إلى روسيا هو بغرض دفاعى بينما عبد الناصر كان قد ارتمى بأحضان روسيا بغرض عدوانى.
ولما كان هدف السيسى هدفا نبيلا فلا يسعنا إلا أن نتمنى له كل النجاح والتوفيق بل ويتعين على كل وطنى أن يمده بكل ما يحتاج إليه من علم وعمل وعده وعتاد بل ومال..
                                                                           
 
 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :