- د. مراد وهبة ضيف برناج قضايا مثيرة للجدل
- إخوان يشعلون النيران بسيارة شرطة بالإسكندرية
- الرأي العام يشتعل بعد الحكم في قضية اغتصاب الطفلة زينة .. مريم ميلاد يجب تعديل تشريعي يصل للإعدام و"أديب": يجب معاقبة مرتكبي هذه الجرائم بالسجن طويل الأجل
- محمد صلاح يؤدى 3 أدوار أمام مانشستر سيتي فى 49 دقيقة
- القبض على المتهم في قضية خطف فتاة بنجع حمادي
مصر بين أمريكا وروسيا..
بقلم منير بشاى
هذا موضوع تناوله الكثيرون من الكتاب بعد زيارة المشير السيسى الأخيرة لروسيا. وكمعاصر لهذه الفترة من تاريخ مصر رأيت ان ادلو بدلوى فى تحليل هذه العلاقة، التى استغرقت حوالى ستة عقود منذ 1952 وحتى الآن، حيث كانت علاقة مصر تتأرجح بين قطبى النفوذ السياسى فى العالم.
حدث اول تصادم عندما اراد عبد الناصر بناء السد العالى، رفض البنك الدولى التمويل فأمم عبد الناصر قناة السويس فى سنة 1956 وارتمى فى احضان الاتحاد السوفييتى وتبنى فكر الاشتراكية. هذا مع انه كان يلوح بالعكس، وانضم الى جبهة عدم الانحياز غير المؤثرة والتى كانت تضم نهرو وتيتو.
استمر صدام عبد الناصر مع الغرب بحرب انهكت مصر فى العدوان الثلاثى سنة 1956 وانتهت بللهزيمة فى 1967 واحتلال اسرائيل لشبه جزيرة سيناء المصرية وهضبة الجولان السورية والضفة الغربية وقطاع غزة وضياع القدس الشرقية. استلم السادات الحكم الذى كان اكبر سنا واكثر حنكة من عبد الناصر فى بداية حكمه. ولذلك على عكس عبد الناصر كانت قرارات السادات مدروسة ومحسوبة وتتميز بالدهاء السياسى. وقد أدت الى النصر عندما تمكن الجيش المصرى من تحطيم خط بارليف واسترداد قناة السويس. وهو نصر كانت تحتاجه مصر ليرفع من معنوياتها بعد ان عانت من مرارة الانهزامات.
ما تلى ذلك من احداث ربطت السادات بصداقة حميمة مع وزير خارجية امريكا اليهودى الاصل هنرى كسنجر انتهت بتوقيع مصر اتفاقية كامب دافيد مع اسرائيل واسترجاع سيناء بالاضافة الى الحصول على معونة سنوية من امريكا تقدر بحوالى 2 مليار دولار. وتم تغيير نظام السلاح المصرى الى النظام الأمريكى وطرد الخبراء العسكريين الروس وتحويل الاقتصاد المصرى الى النظام الرأسمالى.
سار الرئيس مبارك على نفس النهج ملتزما بالحد الادنى الذى فرضته معاهدة السلام مع اسرائيل وحافظ على صداقة امريكا ورعاية مصالحها فى المنطقة بما لا يضر بالمصالح المصرية. فى هذه الاثناء كانت تتوافد على واشنطن بعثات من جماعة الاخوان المسلمين لمقابلة المسئولين الامريكيين محاولة المزايدة على مبارك وكسب ود الادارة الامريكية لمساعدتهم الوصول لحكم مصر. وكانت تعرض عليهم كل ما تريده امريكا وهو اساسا يتعلق بوقف اعتداءات القاعدة ضد الاهداف الأمريكية ورعاية مصالح امريكا فى المنطقة بالاضافة الى الالتزام بأمن اسرائيل ووقف اعتداءات حماس ضدها.
التقت مصالح امريكا مع مصالح الاخوان، وعندما حدث ما يسمى بالربيع العربى راينا التأييد الأمريكى واضحا فى مساعدة الاخوان للوصول لحكم مصر وامدادهم بالتعضيد المالى والتأييد المعنوى.
ولكن شهر العسل الاخوانى الأمريكى لم يدم طويلا. لقد افسده غضب الجماهير ضد حكم الاخوان الذى اغفل مشاكل مصر وقادها للتهلكة. وخرج اكثر من 30 مليون مصرى يطالبون باسقاط حكم الاخوان. وكان لانحياز وزير الحربية الفريق أول عبد الفتاح السيسى لصفوف الشعب ان اصبح بطلا قوميا، ولكنه ايضا تحول الى عدو لأمريكا ومفسد للمشروع الامريكى الاخوانى الذى كلفهم الكثير.
ارتبطت صورة السيسى بصورة عبد الناصر فى ذهن امريكا التى اصبحت تنظر الى السيسى بالريبة وعدم الارتياح. وانعكس هذا على موقف الادارة الامريكية من مصر وعلى قرارها بتخفيض المعونة الامريكية لمصر التى تذهب معظمها الى تسليح الجيش المصرى.
هذا التصرف الامريكى قابله رد فعل مصرى عندما سافر المشير السيسى مع وزير الخارجية المصرى نبيل فهمى لزيارة روسيا والتى انتهت بتوقيع اتفاقية قيمتها حوالى مليارين من الدولارات قدمتها كهدية لمصر دولتان عربيتان وتشتمل الصفقة تزويد مصر بمروحيات عسكرية ومقاتلات ميج 29 وصواريخ مضادة للطائرات وكذا تتعلق بالتجارة والثقافة والتنسيق فيما يدور فى الشرق الاوسط من المؤكد ان رحلة المشير لروسيا كانت ضرورية لايجاد التوازن وفتح الخيارات ازاء علاقة مصر مع امريكا. ومع ذلك لا اظن ان مصر تريد الرجوع للمعسكر الشرقى ولا اعتقد انها تهدف لقطع علاقتها بأمريكا. كما ان أمريكا لا تستطيع ان تستغنى عن مصر ودورها المحورى فى الشرق الأوسط.
الطريف ان نجد الخلاف فى وجهات نظر امريكا وروسيا يتبلور فى موقفهما من ترشح السيسى لمنصب رئيس الجمهورية. هذا حتى فى الوقت الذى لم يعلن السيسى ترشحه رسميا للمنصب. فنجد االرئيس الروسى فلاديمير بوتن يقول للسيسى "اعرف انكم قررتم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. واتمنى لكم باسمى ونيابة عن الشعب الروسى التوفيق" وفى المقابل يرد الرئيس الأمريكى باراك اوباما "ليس من اختصاص الرئيس الروسى ان يقرر فى شأن من سيحكم مصر.
القرار يعود للشعب المصرى."
اتمنى ان المعسكرين يعبران عن خلافاتهما بعيدا عن مصر. مصر لا تريد صراعا مع احد، يكفيها ما هى فيه. ولكن على قدر ما تعانيه مصر من مشكلات فهى لا تقبل ان تمس كرامتها وترفض ان تعامل كتابع لأحد، تفرض عليها القرارات، عوضا عن ان تكون هى سيدة قراراتها.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :