تظاهرة حاشدة لأقباط المملكة المتحدة
كتب: إقلاديوس إبراهيم
كانت العاصمة البريطانية لندن على موعد يوم السبت 23 يناير مع تظاهرة حاشدة للاقباط أمام مقر رئاسة الحكومة البريطانية في "داوننج ستريت"، حيث تجمع ما لا يقل عن ألفين منهم رافعين اللافتات، ومرددين الهتافات، ومنددين بما حدث لأخوتهم أقباط نجع حمادي، وما يحدث للأقباط في مصر عموماً.
وجاء الاقباط من كل حدب وصوب في المملكة المتحدة ممن اتيحت لهم فرصة الحضور.
واستمرت التظاهرة لثلاث ساعات متواصلة كانت تتخللها بعض الصلوات والترانيم والالحان الكنسية التي شارك فيها الجميع بقيادة الأباء الكهنة الموقرين التابعين لايبارشية ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا وتوابعها، هؤلاء الأباء الموقرين وعلى رأسهم نيافة الحبر الجليل الانبا انتوني اسقف الايبارشية، الذي لم يتمكن من الحضور لظروفه الصحية، يستحقون كل احترام وتقدير لتحملهم عناء السفر مع افراد شعب كنائسهم، وحضورهم للتعبير عن تضامنهم مع اخوتهم أقباط مصر فيما يحدث لهم من ظلم وتمييز تحت بصر وسمع أجهزة الأمن والسلطات المصرية.
ولم يقتصر الاشتراك في تلك المظاهرة على الكبار فقط، بل اشترك فيها أيضاً، وباعداد كبيرة، الشباب والأطفال من الجنسين، وكان اشتراكهم واقعاً ملموساً، حيث رفعوا الصلبان، وحملوا اللافتات، ورددوا الهتافات باللغة الانجليزية والعربية مع أفراد عائلاتهم واصدقائهم، مما لفت أنظار البريطانيين والسواح الأجانب في منطقة سياحية بالدرجة الأولى، حيث البرلمان على بعد خطوات من مكان التظاهرة، كذلك كاتدرائية وستمنستر، ومبنى وزارة الخارجية، وميدان "الطرف الأغر" على بعد خطوات من الناحية الاخرى.
كما لم تقتصر هذه التظاهرة الحاشدة، التي لقيت تغطية اعلامية واسعة، على الأقباط الارثوذكس فقط، بل اشترك فيها اخوة لنا من الطوائف الاخرى، وعلى رأسهم البروتستانت المصريين الذين حضر اثنين من قساوستهم الموقرين، واشتركوا جميعاً في رفع الصلوات من أجل أقباط مصر، بالاضافة الى حضور قساوسة ومندوبين عن الكنائس العراقية في بريطانيا (السريانية والاشورية والكلدانية والكاثوليكية).
وكان لمنظمة "اقباط متحدون – بريطانيا" دوراً كبيراً في ترتيب هذه التظاهرة بالاشتراك مع بعض الغيورين على الشأن المصري عامة، والقبطي بشكل خاص.
وخلال التظاهرة قامت مجموعة مكونة من الأب الفاضل وكيل مطرانية ايرلندا واسكتلندا وشمال شرق انجلترا وتوابعها، نيابة عن نيافة الانبا انتوني، ورئيس المنظمة، والبارونة "كوكس" من مجلس اللوردات البريطاني، واثنين اخرين من الاقباط، بتقديم رسالة الى رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون، موضحاً بها ما حدث للاقباط في نجع حمادي، وما يحدث لهم طوال اكثر من ثلاثين عاماً، مع الاشارة الى مطالب الاقباط.
والقت البارونة "كوكس" كلمة على المتظاهرين اوضحت فيها ما يتعرض له المسيحيون من ارهاب وقتل وتدمير لممتلكاتهم وحرق كنائسهم واختطاف لفتياتهم، ليس في مصر وحدها بل في نيجيريا والسودان وماليزيا وغيرها من قبل المسلمين المتعصبين الارهابيين.
وعموما الصورة المشرفة التي ظهر بها الاقباط في كل البلاد التي يعيشون فيها حول العالم تركت انطباعا لا مجال للشك فيه بأنهم أقوياء يستمدون قوتهم من خالقهم ولا يخافون من الذي يقتل الجسد أما الروح فليس له سلطان عليها، من هذا فقط يخافون.
وطبقاً لما هو معروف بأن لكل قاعدة شواذ، فهناك شرزمة قليلة جداً من الاقباط في الداخل والخارج، من رجال الأكليروس والافراد العاديين، ممن يخشون من مجرد الحديث عن العنصرية والطائفية التي تجتاح بلادنا مصر، والتي يقودها نفر قليل من المتأسلمين المتعصبين الارهابيين، بل يذهب البعض منهم لأبعد من ذلك امعاناً في كسب ود السلطات بصب جام غضبهم على أقباط المهجر واتهامهم بأنهم وراء اشعال الفتنة الطائفية، في حين أن اقباط المهجر هم أكثر الناس غيرة على بلدهم، ويعملون جاهدين لرفع الظلم والقهر عن المصريين بكافة اطيافهم.
ولهؤلاء المنافين الانتهازيين الذين يتصورون أن عدم اشتراكهم في التظاهرات وانتقاداتهم لأقباط المهجر، سيرضي السلطات الحاكمة، هؤلاء لا يعلمون أنهم محتقرون بسبب نفاقهم وانتهازيتهم، وسيكونون أول من تدهسهم عجلة التغيير، اذا ما قدر لها أن تدور للأمام.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :