ضرر الصمت
على مدى الأيام الأخيرة من عام 2009 أصبحت شوارع كراتشي ومظفر أباد وبغداد آخر أراضي المعارك لانتحاريين يفجرون مسلمين آخرين باسم الإسلام. كذلك تبنت القاعدة في شبه الجزيرة العربية محاولة قام بها شاب نيجيري متعلم جيدا وثري للقضاء على حياة حوالي 300 راكب في السماء فوق الولايات المتحدة خلال الكريسماس. كان الشاب النيجيري قد نشر على مدونته أنه يتخيل كيف "سيحدث الجهاد العظيم، وكيف سينتصر المسلمون (إن شاء الله) ويحكمون العالم بأسره ويؤسسون أعظم امبراطورية مرة أخرى".
وشهدت الأيام الأولى من عام 2010 مقتل عدد من المسيحيين في صعيد مصر على سلالم كنيستهم أثناء احتفالهم بميلاد السيد المسيح – وسواء كان الأمر طائفيا أم لا فمن الواضح أن اختيار الأهداف والتوقيت يهدف لإحداث تأثير.
استخدم البعض الاستفتاء السويسري على المآذن "كدليل" على خوف وكراهية لا يمكن تغييرهما للإسلام في الغرب. وبنفس الطريقة يستشهد آخرون بحوادث الهجوم الآخيرة وتبرير من ارتكبوا تلك الأفعال كدليل على فجوة لا يمكن سدها بين الإسلام واللاإسلام.
يجب علينا أن نثبت أن كلتا المجموعتين من الأشخاص مخطئتان. كما في السياق السويسري، سيكون رد فعل أصحاب الرأي حاسما. إن الغرب يعاني من أفعال يقوم بها أشخاص يزعمون أنهم غربيون ولكن الغالبية العظمى تتبرأ منها وتؤكد أنها لا تمثلها. إن من المهم شجب تلك الأفعال أينما حدثت كأفعال خاطئة و إظهار بمصداقية أنها غير ممثلة. وهذه مسؤولية كل العقلاء.
لقد قال رئيس مجلس الحقوق المدنية في قادونا (بنيجريا) أنه "على مدى الأعوام الثلاثين الماضية شهدنا صعود التشدد الإسلامي في هذا الجزء من الدولة" مع بعض المجموعات الممولة من أفراد ودول من الشرق الأوسط. وأيضا في نيجريا قال أمين عام الشبكة الإسلامية للتنمية أن تفكير أي شخص في مثل هذا الفعل شيء غير إنساني. أما مركز الشئون العامة الإسلامي في لاجوس فقال أن محاولة الهجوم المذكورة هي انتهاك كامل لتعاليم الإسلام.
والأمر الضروري هو أن يقوم من هم في مواقع السلطة بإبراز نفس النقاط. إن حياة شخص شيعي قتل أثناء احتفاله بعاشوراء أو مسيحي أثناء احتفاله بعيد ميلاد المسيح ثمينة تماما مثل حياة راكب على خطوط نورث وست الجوية رحلة 253. لا مجال للقول بأن واحدا أكثر براءة أو أقل.
إذا كان رد الفعل هو الصمت (خاصة إذا كان اختيار أوقات ارتكاب الجرائم ذا مغزى واضح) فسوف يفترض البعض أن ما يجادل به المتطرفون مبررا: أن من المباح قتل شخص فقط لأنه "غربي" (أو في الواقع يصدف فقط وجوده في مكان غربي) أو لأنه ينتمي لمذهب مختلف أو دين مختلف. وحيث أن المتطرفين الإسلاميين يحللون تصرفاتهم فسوف يتكون تصور بأنهم يعبرون عن رأي الاسلام – ما لم يعارضهم آخرون مسلمون أو غير مسلمين.علينا جميعا أن نقول لهم - بصوت مرتفع: "أنتم مخطئون".
إن تأثير مثل هذا التطرف، إذا ترك بغير معارضة، أن يخلق دائرة مفرغة . سوف يعني خوف اللا إسلام من الإسلام تفاعلا أقل وفهما أقل وتحاملا أكبر - وخوفا أكبر ، وهكذا ندور في هذه الحلقة مرة أخرى و لكن بقدرة تدميرية أكبر.
لا يمكن أن يكون هناك عذر للصمت. ينبغي أن نعمل معا لكسر هذه الدائرة المفرغة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :