الكاتب
جديد الموقع
القمص مرقس عزيز: كيف أعود لمصر في ظل قضاءها المتأخون؟
القمص مرقس عزيز
حاورته: حنان بديع ساويرس
القمص مرقس عزيز / كيف أعود إلى مصر و قضاء مصر المتآخون في الفترة الماضية أصدر حكماً على وعلى سبعة أقباط آخرين بالإعدام؟!!
تعرض لضغوط شديدة فى ظل الأنظمة المُتعاقبة التى حكمت مصر بدءاً بعهد السادات أثناء أحداث سبتمبر الشهيرة عام 1981 مروراً بعهد مُبارك ، ولم تنتهى مُعاناته حتى بعد تركه لمصر والعيش بالخارج فحسب ، بل تمت مُلاحقته حتى بعد تركه لوطنه.
بل أصبح الأمر أشد وطأة مما قبل ولاسيما فى عهد الرئيس المعزول مرسى ولا سيما أنه قد تم الزج بأسمه فى قضية الفيلم المُسيئ للإسلام ، فحكم عليه قاضى إخوانى بالإعدام وبدون وجه حق ولأول مرة فى تاريخ مصر أن يُحكم بإعدام كاهن!! ولاسيما أن الإتهام الموجه له ليس بإتهام جنائى وبدون أدلة ثبوتية ، فتابعونا من خلال السطور القادمة فى حوار شيق وهام من الولايات المتحدة الأمريكية مع القمص مرقس عزيز كاهن كنيسة السيدة العذراء مريم " المُعلقة" بمصر القديمة والذى يقطن حالياً بأمريكا لنبحر معه فى أهم القضايا المطروحة على الساحة حالياً.
– كيف ترى وضع الأقباط قبل وبعد ثورة 25 يناير ؟
وضع الأقباط منذ ثوره 23 يوليو 1952 كان سيئاً ، و أستمر الوضع يتدهور ، و كانت هناك فترات يعلو فيها مُعدل الألآم و فترات آخري تقل حِدة الألم نوعا ما ، و كان وضع الأقباط قبل 25 يناير أفضل كثيرا من وضعهم بعد هذا التاريخ . لقد كان في مصر ما يعرف بالإسلام الوسطي ، أما بعد 25 يناير فقد ظهر الإسلام الوهابي المُتشدد ، و ظهرت الجماعات الإسلامية و التنظيمات الإرهابيه التي تنظر للأقباط علي أنهم كفار و يجب قتِالهم فتدهور حال الأقباط و لكنهم لن يتخلوا عن بلادهم و لن يتركوها مهما كانت الأحوال .
– ما تعليقك على ما حدث للأقباط بليبيا أثناء حُكم المعزول ؟
تفشي التعصب ضد المسيحية خاصةّ بعد إنتشار الجماعات الإرهابية في كل ما يسمي بالعالم العربي . و مما يُساعد علي تدهور الأحوال هو موقف الحكومة المصرية السييء و الهزيل حيث تفرط في أبناء مصر الشرفاء و خاصه الأقباط . إن قوى الظلام لا تحتمل النور .
- القمص مرقس عزيز كرس حياته للدفاع عن حقوق الأقباط ، وربما هذا تسبب لك فى كثير من المتاعب ، فهل ندمت يوماً ما على ذلك ؟
الدفاع عن الإيمان المسيحى وحقوق المُضطهدين هو الشيء الذي كرست حياتي لأجله ، و لذلك أنا مُستمر في طريقى الذي بدأته من داخل مصر حتي النفس الأخير، أما عن المتاعب فأنا أشكر الله لأنني رغم عدم إستحقاقي إلا أنه سمح لي بنوال هذه البركه و لن أندم يوما حتي إذا وُضِعت في آتون النار أو أُلقيت إلى الوحوش .
– نريد أن توضح لنا .. لماذا ترك القمص مرقس عزيز مصر ، فهل مثلاً كانت هناك ضغوط أو خطر ما عليك ، وعلى إثره إضطررت للسفر أم لماذا ؟ مع إلقاء الضوء عن وضع قدسك فى عهد مُبارك ؟
بالنسبه لخطورة الوضع بالنسبة لي في مصر فهذا الأمرلم يشكل لي أي إنزعاج فمُنذ بدأت السير في هذا الإتجاه توقعت الكثير من المتاعب و لكنني كنت أثق في رعايه الله لي ، فما أكثر مُحاولات الإغتيال التي حدثت لي سواء بإطلاق الرصاص أو بمُحاولات التصادم بالسيارة و غير ذلك .
بالنسبه لموقفي أثناء حُكم مُبارك ، بالفعل كان هناك أخطار و ضغوط إلا أنها لم تُحرك ساكناً في داخلى و كُنت مُتمسك بالبقاء في مصر ، و قد سبق أن أنتدبت للخدمة في كندا و لم أكن أستطيع البقاء بعيداً عن مصر و طلبت من مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث و رجوته أن يسمح لي بالعودة إلي مصر و قد حقق لي رغبتى و نفس الشيء تكرر حينما أنتدبت للخدمة في الولايات المتحدة و لم أحتمل البقاء بعيداً عن مصر و عُدت إلي الخدمة بالكنيسة المُعلقة التي أحن إليها في كل لحظه و أذكرها بدموع و إشتياق ، و لكن هذه المرة سافرت يوم 30 ديسمبر عام 2007 و ذلك لصلاه عيدي الميلاد و الغطاس بالولايات المتحدة في احدي الكنائس التي لا يوجد بها أحد الأباء الكهنة ، لكن محبة الأقباط هناك كبيرة فطلبوا مني بإلحاح أن أستمر معهم و طلبوا ذلك ايضا من مُثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث الذي إستجاب لرغبتهم و بالتالي أستمرت خدمتى هناك حتي الآن
- في عهد مُبارك أتفقت مُحافظة القاهرة مع هيئه مترو الأنفاق علي إقامه طريق علوي لمرور السيارات في منطقة كنائس مصر القديمه المُقامة علي تُربة رخوة وعائمة علي المياه الجوفية و معنى ذلك أن الكنائس ستنهار جميعاً ، فطلبت من كافة المسؤولين إلغاء الكوبري لخطورته علي الآثار القبطية فلم يتحرك أحد ، كتبت في كل الصحف و تحدثت في وسائل الإعلام و لم يتحرك أحد فلجأت إلي القضاء .
ورفعت قضية علي السيد الرئيس محمد حسني مبارك و عدد من الوزراء و مُحافظ القاهرة و تم الحكم لصالحي و تم إيقاف الكوبري ، و للحق فإن الرئيس مُبارك إتصل بي ليلة نظر القضية و أبلغنى انه أصدر قراراً جمهورياً بإلغاء الكوبري و لكنني تمسكت بإستمرار عرض النزاع أمام المحكمة ، و رغم طلب مُحامى الحكومة إنهاء النزاع لصدور قرار رئيس الجمهوريه ، و عندما طلب منى رئيس المحكمة إنهاء النزاع بعد قرار السيد الرئيس ، أعلنت رفضى و قلت للسيد رئيس المحكمة إن قرار رئيس الجمهورية من المُمكن إلغاؤه بقرار آخر من رئيس الجمهورية ، أما حكم المحكمة لا تستطيع أي قوة إلغاؤه . فأبتسم القاضى و أصدر حكمه بعدم إقامه الكوبري العلوي و هذا الحدث أتخذته بعض الحركات الإسلامية للتحريض ضدي و نشرت مجله المُختار الإسلامي علي غُلافها مانشيت تحريضى يقول " الدوله المُعلقة " تلميحاً للكنيسة المُعلقة .
– فى عهد المعزول أصدرت محكمة أمن الدولة العليا حكمها بإعدام 8 من أقباط المهجر غيابياً ، وفى حادثة الأولى من نوعها ربما لما نسمع بمثيلاً لها عبر تاريخ مصر أن يتم الحكم بإعدام كاهن ، فلم يحدث هذا إلا فى عهد حكم الإخوان المسلمين لمصر، فبماذا تفسر ذلك؟
ليس ذلك بأمر غريب ، بل هو متوقع ، أنه حكم سياسي ، أصدره قاضي مُتأخون ، كنوع من تصفية الحسابات .
– هل أتخذتم أى إجراءات قانونية ضد هذا الحكم الجائر ، وإلى ماذا وصلتم فى ذلك ؟
لم أتخذ أي إجراءت فأنا أؤمن أن إلهى كان يدير الكون في الماضي و أنه سيدير الكون في المستقبل ، فلماذا أتدخل فى عمله , أنه يدير الكون حاليا ، و إذا أراد أن ينفذ هذا الحكم معي ، فيكون بذلك قد منحني فرصة لا أستحقها وهى أن أنال أكليل الشهادة .
– نريد أن توضح لنا من وجهة نظرك لماذا يتم الزج بأسم القمص مرقس عزيز فى أمور كثيرة وخطيرة ، فتارة يتهمونك بأنك الأب يوتا ، وتارة تدعى بعض المواقع السلفية بأنك المرشد الروحى للبلاك بلوك ، وتارة يزجون بأسمك فى الفيلم المُسئ للإسلام ، فلماذا يوجد نوع من إلقاء الضوء عليك من الإسلاميون المُتشددون بل إن صح التعبير لماذا يحاربونك بهذه الشراسة فما الغرض من ذلك من وجهة نظرك ؟
الأب يوتا لا أعرف عنه شيئاً على الإطلاق ، و قلت مراراً و تكراراً أنني لست الأب يوتا كما أنني لست بالشخص الضعيف الذي يتخفي وراء أسم مُستعار، و لو كنت الأب يوتا لكنت أعلنت ذلك و أفتخر لأننى لم أفعل شىء بدون إقتناع
أما موضوع البلاك بلوك فهذه أضحوكة ، فمرة يقولون أنني المُرشد الروحي لهم ، و مرة آخري يقولون أنني الممول لهذه الجماعة . ثم أتهموا آخرون بنفس التهمة ، و لو فكروا قليلاً لعرفوا سخافه إدعاءاتهم ، فكيف أكون مُرشداً لجماعة غير مسيحية و هذه الجماعة تحيا في مصر بينما أعيش أنا فى الولايات المُتحدة .
أما الفيلم المُسىء لرسول الإسلام فقد سمعت عنه من أحد الفضائيات الإسلامية حينما إتهمتني أنني مُنتج الفيلم فشاهدث بعض أجزاء من الفيلم و هي الأجزاء التي عرضتها الفضائية الإسلامية .
الغرض من ذلك إسكات صوتى عن الشهادة لأيمانى المسيحي ، قد قمت بالرد على ذلك بأننى لن أصمت مهما كانت النتائج
لقد كنت قبل سفري أكتب في الصحافة القومية و الحزبية و المُستقلة و أتحدث في الإعلام المرئى ، و كم حدثت لقاءات بينى و بين بعض الشيوخ و الدُعاة وكنت أحاورهم و أعلن الحق من خلال كتابنا المُقدس و القرآن الكريم و الأحاديث .
الشيء الآخر هو مُحاولة قصف قلمي حيث أنني كتبت مئات الكتب في الكثير من المجالات و من بينها كتب عن الدفاعيات اذكر منها كتاب إستحاله تحريف الكتاب المقدس . لا اله الا الله يسوع المسيح أبن الله ، كيف أشهد للمسيح ، أسماء السيد المسيح الحُسنى و دلالاتها ، مسيحيتى ما أعظمك ، هل حقاً السيد المسيح هو الله ، هذا هو الحق ... و غير ذلك الكثير.
بعد أن تواجدت في الولايات المتحدة إلتقيت بمن يهتمون بالإعلام القبطي و قمنا بعمل بعض الفضائيات التي تتولي الدفاع عن الأيمان المسيحى و تهتم بالإضطهاد الذي يعانى منه الأقباط في مصر ، مما جعل بعض الشيوخ و الدُعاة في الإعلام الإخوانى يدعى علي الكثير من الإدعاءات الكاذبة .
– كنا نراك دائماً فى قناة الحقيقة والتى كان يوجد عليها بعض الأقاويل ، وبعد ذلك تركتها فهل من ضغوط عليك لتركها ، أم ما الأسباب وراء ذلك ؟
عندما تركت قناه الحقيقة أصدرت بياناً و نشرته الصحف المصرية و المواقع و قلت فيه أنني حاولت مع المسؤول عن القناة أن يغير من أسلوبه و من كلماته التي يتميز بها و قد وعدني بأنه سيفعل ذلك و أتفقنا و لكنه لم يستطيع أن يتغير و أستمر في أسلوبه فقررت الإبتعاد ، هذا هو الحق وليس شيء آخر .
- نريد أن نعرف ما هى البرامج التى تقوم بتقديمها الآن وعلى أى القنوات ، وهل حقاً توجد قناة خاصة بقدسك كما يروج بمصر الآن ؟
برنامج أقباط في حب مصر ، و هو يتابع أخبار مصرنا الحبيبة و ما يحدث لأبناء مصر عامة من متاعب و أيضا ما يتعرض له الأقباط خاصة من إضطهاد مُمنهج و مُنظم و فيه أقوم بالتعليق و الرد علي هذه الأحداث و أعلن رأيى فيها بكل صراحة ووضوح و أطالب المسؤولين بحق الأقباط ، و هذا البرنامج يُذاع علي الهواء مُباشرة يومى السبت و الأثنين و تُعاد الحلقتان في يومى الأحد و الأثنين و فيه نستقبل مُداخلات السادة المُشاهدين من كل أنحاء العالم و يشاركني في هذا البرنامج الأخ أحمد بولس و هو من العابرين و كان ضابطا بالحرس الجمهوري , و لذلك كانت التهمة المُقترنة بأسمي في حكم الإعدام أنني مُقدم برامج .
– نود أن تذكر لنا أهم الذكريات أو المواقف البارزة التى حدثت بينك وبين الراحل قداسة البابا شنودة الثالث ولاسيما أننا أقتربنا من ذكرى جلوسه على كرسى الكرازة المرقسية ؟
قداسة مُثلث الرحمات البابا شنودة الثالث هو أبي الذي تتلمذت علي عظاته و مؤلفاته ، كما تعلمت منه خلال لقاءاتي به . أما عن ذكرياتي مع قداسته فهي كثيره جداً و لكنني لا أنسي عندما أصدر الرئيس محمد أنور السادات قرار بالتحفظ علي قداسته في دير الأنبا بيشوي ، و كيف أن جهاز أمن الدولة كان يُطارد الكهنة بحيث لا نستطيع ان نعقد إجتماعنا الشهرى الذي نتدارس فيه أمور الخدمة ، فشعرت بأننا مُقبلون علي إضطهاد مُنظم . فبدأت أكتب مقالات دورية في جريده الأهالى و كان رئيس تحريرها الأستاذ حسين عبد الرازق .
وكانت المقالات موجهة إلى الرئيس محمد حسني مبارك ، و في يوم من الأيام كتبت مقالاً شديد اللهجة بعنوان "سيدي البابا لماذا أنت هناك " بمعنى "سيدي البابا لماذا يتحفظون عليك " و قد أدركت وأنا أكتب المقال أنه شديد اللهجة و أنه لابد أن يتم القبض علي فور صدور الجريدة و قد كان ، حيث تم إستدعائي إلي أمن الدولة وإلتقيت بسيادة العميد نبيل عيطه الذي إصطحبني إلي اللواء فؤاد علام ... الخ ، لكن الشيء الغريب إنني تلقيت رسالة من قداسه البابا و هو بالتحفظ يقول لي " انا آسف أني سببت لك تعب و ستتعرض بعد ذلك لمزيد من التعب و سيقوم إناس بالرد عليك " .
ما هذا . البابا العظيم يزداد في عظمته و يعطي درسا لشخص صغير مثلى بقوله " أنا آسف " .
كيف عرف البابا بما في المقال قبل أن ينشر ، و كيف عرف أن هناك من سيتعرض لي بالرد .. و قد تحقق ما قاله .. طوباك يا سيدى البابا .. مُعلم الأجيال .. بابا المحبة و المُعجزات
– ماذا تتمنى لأقباط مصر ، وماذا تتمنى لمصر وشعبها عامة ؟
أتمنى لأقباط مصر أن يتحدوا و أن يصبروا و لا يتسلل اليأس إلى قلوبهم و أن لا يتركوا مصر فهي بلدهم ، و هم سُلاله الفراعنة ، و أقول للمصريين جميعاً إتحدوا معاً ، فالحكومة الظالمة تظلم الجميع مُسلمون و أقباط و إن كان ظلم الأقباط أشد ، لا ترضخوا للمُستعمر الذي يريد أن يبيع مصر تحت ستار الدين .
هل تؤيد ترشيح الفريق السيسى لرئاسة مصر ، أم ترى ضرورة إبتعاد المؤسسة العسكرية عن الحكم مما قد يؤثر على مدنية الدولة؟
مصر في هذه المرحله تحتاج لرجل حاسم و حازم لقيادتها ،و إذا قارنا بين جميع المرشحين و بين الفريق أول عبد الفتاح السيسي ، سنجد الفارق كبير جدا ، حتي ان غالبية الشخصيات التي برزت أسمائها كمرشحين مُحتملين لرئاسه الجمهورية أعلنوا إنسحابهم في حاله ترشيح السيسي كما أن أحد أبرز المرشحين لم يستطيع إخفاء فرحه و مشاعره و هو يتحدث لوسائل الإعلام و يؤكد أن السيسي لن يرشح نفسه ، و أنا أتساءل : ما هو سر الخوف من المؤسسه العسكرية ؟ الخوف كل الخوف كان في الدساتير السابقة التي كانت تتيح للرئيس ( سواءعسكريا أو مدنيا ) أن يظل علي كرسيه إلي الأبد و لن يغادره إلا بأغتياله أو قيام ثوره ضده ؟ .. مصر في هذه الفتره بالذات في أشد الإحتياج لعبد الناصر من جديد .. مصر في إحتياج إلي السيسي ، لقد جربنا رئيساًَ مدنياً و هو د . مرسي فماذا فعل بالبلاد .
هل ترى تغيرات ملحوظة فى سياسة الكنيسة حالياً ، فى عهد البابا تواضروس وإذا كانت موجودة فهل هى تغيرات إيجابية أم سلبية من وجهة نظركم ؟
من الواضح أن قداسة البابا تواضروس أبنا حقيقياً لمثلث الرحمات قداسه البابا شنودة الثالث ، كما أنه إستفاد كثيراً من وجوده بالقرب من نيافة الأنبا باخوميوس.
و من الواضح أن له عمق جزيل فبجانب إنتمائه لمدرسة البابا شنوده إلا أنه له مدرسته الخاصة التي كونها عبر سنوات خدمته
لقد استطاع أن يقوم بترتيب البيت من الداخل في فتره قصيرة جداً ، و هذا عمل شاق لم أكن أتخيل إتمامه في مثل هذا الوقت و هذا عمل إيجابي تماما .
كما إمتازت خدمته بالوضوح و الصراحة و الحزم ، حتي أن الرئيس المعزول د . مرسي أعلن أنه كان يشعر بأن قداسته غير راضيا عنه و أن قداسته لم يكن مرحبا بلقاءه.
نذكر أيضا حرص قداسته علي لقاء قداسه بابا روما مما ما نتج عنه توطيد الترابط مع الإخوة الكاثوليك
كما أنه حقق حلماً كنا نتمناه مُنذ زمن بعيد و هو تلاقي الكنائس الثلاث في العديد من المجالات ، و من فرط المحبة الساكنة في قلبه لم ينسب لنفسه هذا العمل الرائع بل نسبه الي أبيه مثلث الرحمات قداسة البابا شنوده الثالث.
أيضا قام بمناقشة الأباء الأساقفة الذين تم إبعادهم عن إبروشياتهم و أعاد منهم من أرشده الرب الي ذلك ، و أثق أن قداسته سيكمل المشوار بروح الحكمة و الأفراز.
وماهى الأمور التى كنت تود تغييرها فى الكنيسة ولم تحدث وماهى التحفظات التى ربما تأخذها على الكنيسة حالياً؟
يجب أن نعطي الكنيسة الفرصة الكافية للتغيير و لا ننسي أن ما أنجزته خلال الشهور القليلة الماضية يعد إنجاز رائع كما أن الظروف التي تمر بها البلاد تقف حائلا كبيراً أمام إحداث التغيير في مجالات عديدة.
من أنا حتي يكون لي تحفظات علي الكنيسة .. نحن لم نتعود أن نوجه النقد للكنيسة فالحكمة تقتضي أن لا تعلن الكنيسة كل ما لديها من معلومات ، و أيضا كل ما تنوي عمله و ذلك طبقا لصالح الخدمة و الوطن فالحكم علي الكنيسة لا يكون صحيحا لمن لا يعرف حقائق الأمور . كما أن توجيه النقد للكنيسة يعطي أبليس و المتربصين بها الفرصة لمُهاجمتها ، و قد نندم بعد ذلك حيث لاينفع الندم .
أما الأمر الذي كنت و لا زلت أتمناه من الكنيسة هو كما أن الكنيسة أبتعدت تماما عن العمل السياسي . و كما أعلن قداسة البابا تواضروس أن كل مسيحي في أرض مصر له الحق أن يكون له إتجاه سياسي أم لا . له حق اختيار الحزب و المرشح الذي يراه دون الرجوع إلي الكنيسة فأنني كنت أتمني أيضا أن ترفع الكنيسة يدها عن موضوع زيارة القدس ، و ليس في زيارة القدس ما يستوجب العقاب فالزائر لا يعمل شيئا خلال زيارته إلا مشاهدة الأماكن التي عاش بها السيد المسيح و طريق الآلآم .
كيف ترى مصر بعد إنتهاء عهد الإخوان وعزل مرسى؟
مما لا شك فيه أن مصر في وضع أفضل كثيراً عما قبل و قد أكتسبت العديد من المكاسب مثل توحد أبناء مصر معا المسلمون العقلاء مع المسيحيين
أيضًا إزدهار العلاقة بين الشعب و الشرطة بعد أن كانت في أسوأ حالاتها زاد الترابط بصورة لا مثيل لها بين الجيش و الشعب و الشرطة.
إلا أن مصر ستواجه العديد من المتاعب و خاصة إذا لم تحكمها حكومه قوية و رئيس يضع رقبته علي كفه ، فليس سهل علي الإخوان أن يجدوا أنفسهم فجأة يخرجون من السجون إلي الحكم ،و يتسلطون علي كل مفاصل الدولة ، و فجأه أيضا يضيع منهم كل شئ و يعودون إلي السجون مره آخري ، لذلك يجب أن تظل مصر مفتوحه الأعين.
كيف ترى وضع الأقباط بعد إنتهاء عهد الإخوان وعزل مرسى ؟
مما لا شك فيه أن وضع الأقباط في أيام مبارك كان أفضل كثيرا من أيام الإخوان و أيام الرئيس المؤقت عدلي منصور ، فقد كنا نبنى كنائس في عهد مبارك و إن كان عددها لا يتفق مع تعداد الأقباط و زيادة أعدادهم و كنا نطالب باقرار قانون دور العبادة الموحد و لكننا وجدنا الكنائس تنهب و تحرق و ممتلكات الأقباط و بيوتهم تسلب و يقتلون و يهجرون من بيوتهم قسرا و بناتهم و نساءهم يغتصبون علناً .
بل ان الجوامع التي استخدمها الإخوان في تخزين السلاح و مهاجمة الأمنين من البشر مثل جامع رابعة و مسجد الفتح برمسيس قد تم إعادتها الي حالتها الأولي و تجديدها .
بل أن الشوارع التي أغلقها الإخوان قد تم رصفها و إعادتها الي ما كانت عليه و أفضل . و لكن الكنائس التي حرقت عن آخرها و بيوت الأقباط التي دمرت تماماً لم يلتفت أحد إليها حتى الآن ، و الحقيقة أن الرئيس السابق المعزول مرسى قد أصدر تصريحاً ببناء كنيسة مساحتها 300 متر، ونفس الشيء فعله الرئيس المؤقت ، و كنت قد أرسلت للرئيس مرسي أقول له : إذا كانت هذه الكنيسة هي ما تراه مُتناسباً مع مكانة الأقباط فلسنا في حاجه إليها ، إن مساحة ال 300 متر التي وقف عندها كل من مرسى و عدلي تستحق التوقف عندها ، فالكنيسه يلزمها فناء ( حوش ) حتي لا تكون مُعرضة للطريق مُباشرة و نحن ندرك الأخطار التي تتعرض لها الكنائس خاصة غذا كانت علي الطرق ، و الفناء يستخدم أيضاً للعديد من الأغراض الدينية و أيضا دورات المياه ، و هذا الحوش لا يقل عن نصف المساحة التي تكرم الرؤساء بإعطائها للكنيسه .
ومعني ذلك أن تكون مساحة الكنيسة من الداخل تعادل 150 متر و لو تفضل أحد الرؤساء بزيارة لإحدي الكنائس الصغيرة لعرف أن الجزء الأمامى من الكنيسة و يسمي منطقه الهياكل و مساحته لا تقل عن 50 متر و المنطقه التي تليها و هي خورس الشمامسة و مساحتها مثل السابقه ( 50 متر ) فيتبقي بعد ذلك خمسون متراً للمقاعد التي يجلس عليها المصليين بالأضافة إلى لوازم العبادة من صور و خلافه، و بذلك لا يوجد مكان للمصليين ثم نقول بعد ذلك أن جناب الرئيس تفضل و أنعم علي الأقباط ببناء كنيسة .
كنا نتوقع من الحكومة الجديدة الكثير و الكثير إلا ان هذا لم يحدث ، لقد عرف العالم كله أن القضاء المصري في الفترة السابقة كان مُنقسماً إلي قسمين : قضاء نزيه و قضاء متأخون ، و القسم الأخير كان يصدر الأحكام علي الأقباط بلا ضمير و بلا قانون و هناك العديد من الأمثلة التي تتسع لها مجلدات ، و سأكتفي أن أذكر نموذجاً واحداً منها ، و هو المدعو جرجس بارومي ، تم إتهامه زوراً بانه إعتدى علي فتاة مسلمة و تم القبض عليه و صدر ضده حكم بالأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاما ، علماً بأن هذا الشخص لديه عيب خِلقى في الجهاز الذكرى و ليس له في المُعاشرة الجنسية و قد تسلمت المحكمة التقارير الطبية الشرعية الدليل علي ذلك ، و مع ذلك صمت الرؤساء وهذا يعنى الموافقة علي هذه الجريمة .
و كل يوم يمر و يظل جرجس بارومي في السجن سيحاسب عنه كل مسؤول . لقد جرى العرف علي أنه عقب الثورات المُماثلة لثورة مصر أن يصدر الرئيس قرارا بالغاء الأحكام الصادرة في الفترة التي كانت سببا في قيام الثورة ، و للأسف هذا ما فعله الرئيس السابق مرسي حيث أصدر أوامره بالإفراج ولكن عن من ؟ علي المجرمون و السجناء الهاربون و القتله بينما لم تفعله الحكومه الجديدة مع من ظلم ممن قبلهم .
ما رأيك في تصريحات أنبا أرميا الآخيرة بخصوص المادة الثالثة؟ وهل ترى أيهما أفضل أن يكتب بالدستور لغير المسلمين أم للمسيحيين واليهود مع تفسير لماذا ترى أيهما الأفضل؟
مما لا شك فيه ان كلمة لغير المسلمين هي أشمل و أفضل ، فهى تحفظ حقوق الفئات الآخري من الشعب المصري مثل البهائيين و غيرهم ، خاصه ان الدساتير لا تتغير بسهوله او علي فترات متقاربه , و بذلك يكون لكل مواطن علي أرض مصر حقه فى دستور مصر فيما يخص إيمانه و عقيدته .
هل ستعود إلى مصر قريباً ، أم هناك تهديدات أو خطر على حياتك حتى بعد إنتهاء عهدي مبارك و مرسى ؟
أتمني أن أعود الي مصر اليوم قبل الغد ، و لكن كيف أعود و قضاء مصر المتأخون في الفترة الماضية أصدر حكماً على و على سبعة أشخاص آخرين بالإعدام لإتهامنا بإزدراء الدين الإسلامي و عمل فيلم يسيء الي رسول الإسلام ، و رغم أنني تحدثت في وسائل الإعلام و طالبت بمواجهتي بأى دليل علي ذلك إلا أن الوضع علي ما هو عليه.
أنني أعشق تراب مصر و أفكر في مصر كل لحظة ، و لكن قاضياً بلا ضمير يصدر حكما بالأعدام ، و الغريب أن الحكم صدر في الوقت التى كانت المحاكم في حالة إضراب و أبوابها مُغلقة ، إلا أن سياده القاضى، يقرر فتح المحكمة و إعلان الحكم ثم إغلاق المحكمة!!
أنا أحلم باليوم الذي أعود فيه لبلادى التي أعشقها و إلي الكنيسة المُعلقة التي تسري في دمي ، و عندي ثقه أن الأمور ستتغير و الحق سيعلو صوته ، و الباطل سينهار ، و أرجو أن يتم ذلك قريبًا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :