الأقباط متحدون | لا أذبح كرامتي أبدًا علي مذبح عشقك الجميل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٠٨ | السبت ١٢ اكتوبر ٢٠١٣ | بابه ١٧٣٠ ش ٢ | العدد ٣٢٧٩ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

لا أذبح كرامتي أبدًا علي مذبح عشقك الجميل

الجمعة ١١ اكتوبر ٢٠١٣ - ١٦: ١١ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: نبيل المقدس
هي قصة حقيقية ... دارت احداثها في اوائل التسعينات . أخذها والدها إلي مكتب تنسيق جامعة اسيوط لكي تتأكد من وجود اسمها في كشف الكلية التي اختارتها .. وقفت من بعيد ودخل والدها  يزاحم الطلبة وبعض الأهالي لكي يقرأ اسم إبنته .. كانت تتابع حركات الناس امام الكشفات المدون فيها الأسماء .. ومن بعيد لمحت شاب وسيم يتحدث مع والدها وبالإشارات التي كانت تتم بأيديهم أثناء الحديث أن والدي يا ما " شال " هذا الشاب علي أكتافه وهو صغير ..   
إهتمت هذه الفتاة  بهذا الشاب  ولم تبعد نظرها عنه من بعيد .. وقالت في نفسها لم أكن أعتقد أنه إعجاب بمظهر هذا الشاب ووضوحه ووقاره لوالدي وجمال جسمه الرياضي كما يبدو عليه أنه يشترك في إحدي الساحات التي كانت موجودة في أسيوط  نادرا أو كانت تمارس في الحارات الشعبية  لكي يمارس لعبة " الجيم " والتي أصبحت موضة بين شباب هذه الآيام في صالات فخمة مجهزة بأحدث الأجهزة التي تقوم علي نظريات علمية لتجنب أي تشويه في جمال وكمال الأجسام  ..
 
مش هكذب عليكم .. اتركوني أعبر كفتاة عما جال في داخلي حتي ولو مرة واحدة في حياتي .. نعم وبكل صراحة أحببت هذا الشاب الذي لم أكن أعرفه حتي هذه اللحظة , وإذ أفاجيء أنه يقف أمامي وبجانبه والدي .. مد يده لكي يصافحني , لكن تمنيت أن يأخذني في حضنه , لا أعرف كيف إتخذت هذه الخطوة الجريئة وأحب شاب بمجرد أنني رأيته صدفة ولأول مرة, مع أنني كنت أعمل حسابى دائما وأقنع نفسي بالإستمرار فيه هو أن أترك الحب جانبا لحين ان أنتهي من دراستي ... هنأني وهنأته وتركنا وأخذ طريقه إلي بلدته التي تتبع محافظة أسيوط . 
 
تركني والدي في منتصف طريق الرجوع إلي المنزل ليقوم بمأمورية تخصه ...؟ أما أنا فأخذت بعضي جريا إلي صديقة عمري "هنـــاء " , وإذ أجد نفسي بعد ما فتحت الباب لي أدخل واتكلم عن الفرحة العامرة التي تملأ قلبي , وأخبرتها ان تبحث عن أي اغنية لعبد الحليم حافظ من جهازها الكاسيت , وأثناء بحثها عن شريط إذ تقول لي .. هو يا "بنتي مافيش حدة دخل الكلية دي غيرك علشان الفرحة دي كلها .. وايه دخل عبد الحليم حافظ في الموضوع ؟.. كان الأولي بكِ أن تطلبي منى شريط ترانيم فيه شكر للرب علي دخولك مثل هذه الكلية العظيمة ". طبعا نظرت لي نظرة لها معني بعدم إقتناعها ان كل هذه الفرحة من اجل قبولها في هذه الكلية .. وقبل أن تتكلم وضعت يدىا علي فمها وقالت لها ... إتركي لي الفرصة أن أبوح بما حدث ..  أريد ان أشعر إننى إنسانة لها احساس وشعور تستطيع هي ان تعبر عما في داخلها ولا تنتظر تخمينات او تلميحات لموضوع يُعتبر شائك في أسيوط بأن تبوح فتاة بحبها لشاب من غير ما تعرف شعوره.   
 
فالمعروف أن الحب الأول للفتاة الناضجة لا يمكن نزعه من فكرها وحياتها بسهولة " حتي ولو ظهر امامها شاب غيره مثل الطاووس ..  فسوف يظل هذا الحب لاصقا معها طيلة العمر ... وهي لا تفصح عنه بتاتا  بل تجعله سرا خاصا لها في أعماق قلبها لمدي الحياة .  
 
إنتظرت يوم  بدأ الدراسة , وذهبت إلي كليتها , وبطريقة لا تلفت النظر بدأت تبحث عنه من بين صفوف الطلبة , لكنها لم تجده .. قالت أكيد لأنه من بلدة أخري سوف يأتي غدا . وجاء غدا وذهبت إلي الكلية وبنفس طريقة البحث لم تجده أيضا ... مر أسبوع وأضطرت أن تتنازل نوعا ما عن كرامتها امام والدها لكي تستفهم عن عدم حضور " ناجي " إلي الكلية .. نظر إليها والدها وضحك ضحكة عالية قائلا : لقد نقل نفسه إلي كلية أخري لكي تتيح له إيجاد عمل خارج مصر . وإذ بها تنكمش في نفسها وتدخل حجرتها بعد ما عرفت ما هي الكلية التي دخلها , ولم تتمالك في حبس دموعها تنهمر من عينيها ... لكنها أصرت أن تقابله , لدرجة أنها نويت أن تصارحه بحبها له بمجرد ان تراه .. لماذا هي تنظر إحساسه بها ؟؟ أليست إنسانة مثله .!! 
 
ثاني يوم ذهبت إلي كليته الجديدة واخذت تبحث عنه ولم تجده .. كررت المحاولة ايام أخري حتي أحست أن كبريائها كفتاة بدأت تقلل من نفسها . فلن تعاود ان تذهب إلي كليته ... وفي أحد الأيام وجدت نفسها وجها لوجه امام مدرج كليتها .. اندهشت جدا وقالت له ما الذي آتاك إلي هنا ... لم تصدق نفسها الرد الذي قاله لها ..."فقد جئت لأنني انشغلت عليكي  لأنك لم تأتي إلي كليتي منذ 4 أيام" .. إندهشت جدا , وأكمل حديثه بأنه كان يراها دائما في كليته , وظل صابرا حتي تأكد بأنها تأتي له وليس لغيره , وصرح لها أنه أحبها من أول يوم رآها .. ثم بدءا  يتقابلان وينتقلان من بوفيه كليتها إلي بوفيه كليته , كانا لا يفترقان ابدا إلا في وقت المحاضرات ... وتم تخرجهما و خطبتهما .. كل ده حصل وكأنها في حلم غريب وامنية حققها الرب لها . 
 
وعلي لسنها تقول نشوة لصديقتها هناء :
قابلتنا مشاكل الحياة التي تؤهلنا لبناء شقة نبدأ فيها حياتنا ... لكن وجدنا صعوبات كثيرة .. صحيح هو وجد وظيفة في شركة , وانا عملت في التدريس، لكن مهما وفرنا من دخلنا لم نقدر ان نوفر تكاليف البيت ومستلزمات الزواج . جاءني مرة بالليل وهو مبسوط جدا .. توهمت أنه وجد كنزا في الشارع يحل مشكلتنا , لكنه فوجئت يقول لي , ان خاله الذي يعمل في احدي البلدان العربية ارسل له عقدا في شركة محترمة في هذه البلدة العربية ... وبقدر فرحتي لكنني زعلت علي الفراق ... وجاء وقت الرحيل وذهب عشيقي وحبيبي إلي بلدان الغربة بلا رجوع ... فبعد 6 شهور تقريبا طلب مني فك الرباط   , والسبب  لأنه مضطر أن يتمم خطبته  من ابنة خاله .. 
 
لم اتوقف ان أدافع عن الحب الذي خلقته من شُوقي وإحساساتي وكرامتي . فذهبت إليه في هذه االبلدة العربية , لكي استرده وهذا كان شعوري وقتها كفتاة حرة أحبت وعشقت ..  وتقابلت معه لكي اعيده إليّ ... ولكنه أخذني إلي خطيبته لكي افاجيء بأن إحدي ساقيها فيها شلل .. فكان شرط خاله أن يبقيه معه في العمل هو زواجه من ابنة خاله . 
 
وتكمل " نشوة " .. رجعت إلي مصر وإلي عملي وإلي أصدقائي وحاولت أن أدفن عشق حبيبي في داخلي , وأظهرت نفسي أمام الناس ان الموضوع لا يستحق اي إهتمام ... فحالتي هذه لم تكن الأولي ولا الأخيرة. 
بعد سنة من آخر مرة رأيته فيه , إذ يرن جرس التليفون في بيتي , واسمع صوت الحبيب الذي ما زال حبه مطمورا في أعماق قلبي . تقابلت معه في منزل والدي .. وعلمت منه بوفاة زوجته ... طبعا تألمت .. ثم قال لي " تعرفي ان اسمي ابنتي " نشوى " علي اسمك ... انا مازلت احبك وياريت نرجع لبعضنا ونعوض ايامنا اللي فاتت" . 
 
فكرت في إبنته نشوي ... وصعبت علي جدا  وكنت علي وشك القبول لكن وجدت نفسي وبشجاعة وبحرية اقول له : "  لا أذبح كرامتي  ابدا ... علي مذبح عشقك الذي توهمت أنه جميل !!" .... كن أنت مع نشوتك الصغيرة , وسوف أظل انا مع "نشوة" نفسي حـــــــرة طليــــــــقة ..!




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :