محشي الست أم العربي
بقلم: ماجد سمير
لم تدخل أي جامعة عربية التصنيف الخاص بأحسن 500 جامعة في العالم، فالمساحة المسطحة من المحيط إلى الخليج لم ولن تنجح في دخول السباق العالمي لأحسن 500 جامعة لأن التعليم في محميتنا الطبيعية لا علاقة له بأي شيء سوى التماهي والاتساق مع كل خطوات ومعطيات وكذا نتيجة نظرية "المحشي" لمكتشفها "العبد لله"، بعد أن ظلت لسنوات طويلة تعمل في صمت ولا يدري بها أحد وهي نظرية تتطابق مع كل أنواع المحشي التي تقوم "بتقويره" الست أم العربي في سوق الجيزة القديم وتضع كل ما "قورته" في كيس إلى أن تأتي لحظة بيعه. ولا تمانع أم العربي في حشو كل أنواع الخضروات بالأرز وطبعا كله بثمنه، وانشغال معظم السيدات في أعمالهم كان سببًا رئيسيًا في انتشار ظاهرة أم العربي، والتعليم يسير على نهج ما قامت به رائدة صناعة المحشي في مصر وبقية البلاد العربية الست أم العربي.
والاتفاق الوحيد بين بلاد العرب والمحمية الطبيعية هو أن المحمية لا تستطيع أن تضيف لها أي تحديث أو تطوير تظل كما هي إلى أن تتلاشى وتختفي، تمامًا مثلما سيحدث للعربان وبلادهم ولفظ العربان يستخدمه دائمًا المفكر والفيلسوف الكبير التونسي "العفيف الأخضر"، وبلاد العرب باتت تماما كالمحمية الطبيعية لأنهم مجرد ظاهرة صوتية وكائن حنجوري كما يطلق عليهم دائمًا أستاذنا وعمنا الجليل أحمد رجب عليه السلام.
ويظل العرب كما هم عائمون في مياه البطيخ وكأنهم في غيبوبة اختيارية، العالم يطير من حولهم وهم في وادِ آخر وتأثير "محشي" الست أم العربي يكاد "يبظ" من كل جزء في أجسادهم، فالكائن الذي يصرف أموالاً على تربية الكلاب والخيول والبغال وعلى الخدم والحشم والملذات ورحلات الصيد تفوق ميزانية العلم والتعليم ستكون أرقى إنجازاته وأكثرها تميز الحصول على "الحلة" الذهبية، وستقوم "الست أم العربي" بتسليمها للحاصل على الجائزة في حفل مهيب، وفي حالة حصوله على جائزة الحلة مرتين سيحصل فورًا على بوتوجاز بالطبع لزوم تسوية المحشي.
ولأن "البدنجان" في الثقافة المصرية له علاقة بشكل أو بآخر بالأمراض العقلية فيقال في أحيان كثيرة عن شخص ما عند وصفة بالجنون: سبيك منه دة "بدنجان"، وكذا "البدنجان" هو أشهر أنواع المحشي في مصر وربما بقية الدول العربية، "فالمحشي" الذي يتم حشره في عقول الطلاب في كل دول العربان مجتمعة ويقال عنه طبقا لتصاريح حكومية "تعليم" يساوي 1.7 مليار دولار سنويا بينما اليابان تصرف عن نفس الفترة 98 مليار، وإسرائيل 6 مليار ، معنى ذلك أن حصة الفرد العربي من العلم أربعة دولارات في السنة بينما المعدل العالمي أكثر من 1000 دولار.
وباقي خطوات وإجراءات نظرية المحشي تتطلب كثير من إقناع الرأي العام في الوطن بتعرضنا للمؤامرة، وكمية عائلة من تمجيد الحاكم والملهم الذي يتعلم الكل من كلامه ومن سكوته، واختيار وزراء من عينة "عائشة عبد الهادي" وزيرة القوى العاملة تحافظ على كرسيها عن طريق تقبيل الأيادي، فضلاً عن عدد لا بأس به من الفتن الطائفية والقبلية وزيادة "النعرة" العرقية بتخوين الأقليات وكذا فتن كروية سواء بين الأندية أو بين المنتخبات مثل حرب مصر والجزائر الكروية الأخيرة ويلزم نجاح النظرية بكل فروضها وإجراءاتها إعلام موجهة تكتب برامجه التليفزيونية والإذاعية ومقالاته الصحفية بشكل لا يختلف أبدًا مع "محشي الست أم العربي".
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :