سليمان شفيق
الاب يوحنا جودة ابن مخلص لروحانية القديس فرنسيس الاسيزي
5 يناير 1939
توفي في ٢٢/ ٦/ ٢٠٢٢


وداعا الأب يوحنا جودة الفرنسيسكاني للمجد عن عمر 83 سنة ونصف وخدمة كهنوتية   56 سنة وحياة رهبانية 57 سنة

الأب يوحنا جودة الفرنسيسكاني
ولد عطالله جودة (الأب يوحنا جودة واصف) في السحالة ابو قرقاص المنيا في 5 يناير 1939 والتحق باكليريكية الفرنسيسكان الصغري بأسيوط في اول سبتمبر 1953 وباكليريكية الجيزة في 26 يونيو 1958 وارتدي الثوب الرهباني في 11 أغسطس 1959 وقدم نذوره الرهبانية المؤقتة في 12 أغسطس 1960 ونذوره الرهبانية الدائمة في 8 ديسمبر 1965 وسيم كاهنا في 16 يونيو 1966

ولد الأب يوحنا ( عطالله) جودة الفرنسيسكاني في السحالة ابو قرقاص المنيا في٥ يناير ١٩٣٩

ألتحق بالاكليريكية الفرنسيسكانية الصغرى بأسيوط في أوائل سبتمبر ١٩٥٣، وبإكليريكية الجيزة في ٢٦ يونيو ١٩٥٨

 إرتدي الثوب الرهباني في ١١ أغسطس ١٩٥٩، وقدم نذوره الرهبانية المؤقتة في ١٢ أغسطس ١٩٦٠، ونذوره الرهبانية الدائمة في ٨ ديسمبر ١٩٦٥. سيم كاهنا في ١٦ يونيو ١٩٦٦

 خدم في: - الظاهر ،  ارمنت الحيط، نجع حمادي، فرشوط، مغاغة، المقطم، الأقصر، كفر الدوار ، ابو قير، باكوس، السويس، سانت كاترين

منذ‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏ثلاثين عاما، نلت بركة معرفة ‏الاب يوحنا جودة  ‏ ‏ومن‏ ‏الوهلة‏ ‏الأولى‏ ‏للقاءنا‏ ‏الأول‏، ‏أدركت‏ ‏أنني‏ ‏أمام‏ ‏أحد‏ ‏آباء‏ ‏برية‏ ‏شهيت‏ ‏في‏ ‏عصرها‏ ‏الذهبي‏ ‏روحيا‏، ‏مواطن‏ ‏مصري‏ ‏يدرك‏ ‏رائحة‏ ‏الأرض‏ ‏ومعني‏ ‏الإنسان‏ ‏وعبق‏ ‏الروح‏، ‏لم‏ ‏أصدق‏ ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الراهب‏ ‏الذي‏ ‏أخشوشنت‏ ‏كفاه‏ ‏من‏ ‏العمل‏ ‏في شتي انواع الخدمة ،  مدير واب وكان يتعامل كعمدة قرية في شهامة وروحانية  ، ‏ولكن‏ ‏حينما‏ ‏قطعت‏ ‏كلماته‏ ‏جدار‏ ‏الصمت‏، ‏قادتني‏ ‏إلي‏ ‏عالم‏ ‏مكتبة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏القديمة‏، ‏حينما‏ ‏كان‏ ‏الأعلم‏ ‏هو‏ ‏الأقدس‏، ‏والأقدس‏ ‏هو‏ ‏الأعلم، وارتباط علماء المكتبة من الاباء الاوائل بالروح الفرنسسكانية التي تحب كل المخلوقات وتسعي للسلام .

كان يوحنا جودة ابن مخلص لروحانية معلمة القديس فرنسيس الاسيزي منذ ان قدمت الرهبنة الي مصر ويرجع تاريخ أول استقرار لهم في مصر قبل الحملة الصليبية على دمياط عام 1220م. فقد قام الآباء الكهنة من رهبنتنا بتقديم أول خدمة لهم في أرض مصر للجنود، حيث إنهم حضروا باعتبارهم كهنة يخدمون الجيش. فقد جاء القديس فرنسيس وبرفقته خمسة من رفاقه (بطرس كتّاني، باربارو، ساباتينو، ليوناردو دي كسليريو، الوميناتو ديللارش) إلى مصر قبل ذلك التاريخ. إذ أبحروا في 24 يونيو عام 1219 من ميناء "أنكونا"، ويروي آخرون أنهم أبحروا من أحد موانئ "بوليا"، ومرت سفينتهم على "كريت" ثم توجهت إلى "سان جيوفاني بعكا"، ثم فردت أشرعتها متوجهة إلى مصر. فور وصول القديس فرنسيس في شهر يوليو أبدى رغبته للحال في مقابلة السلطان الكامل، ذلك الأمر بدا للجميع حماقة لا يفعلها سوى "مخبول"، لأنه حينما وصل فرنسيس أرض مصر، حسبما روى المؤرخ "جروسيه" ، كانت القاهرة هي مفتاح الحسم في الحرب الدائرة بين الصليبيين والمسلمين وذلك لأن السلطنة الإسلامية بقيادة السلطان صلاح الدين والتي كانت تضم مصر وسوريا. كان سلطان مصر من سلالة الأكراد، أي حفيد صلاح الدين، قد تولى الحكم منذ فترة قصيرة ويُدعى "الملك الكامل"، رجل ذو علم عالِ وشهامة ومتفتح، بصفة عامة كان حاكماً مثالياً من الناحية الإنسانية. من الناحية السياسية، بالتأكيد، كان لقاء فرنسيس مع السلطان في لحظة فارقة، حيث إن السلطان كان قد قدم للصليبيين عرضاً بالتنازل لهم عن أورشليم (القدس) في مقابل جلاؤهم عن المنطقة التي سيطروا عليها في مصر، كان الاب يوحنا يمتلك مثل معلمة الاول فرنسيس الاسيزي شجاعة نادرة وقدرة علي الحوار وصنع السلام .

 كان الاب يوحنا ابن للاخوة الاصاغر ةعلي روحانية القديس فرنسيس الأسيزي على الاهتمام بالفقراء والعمل على تنمية وضعهم بتنمية مستدامة، فالأسيزي الذي كان من عائلة إقطاعية ثرية وهب أملاكه للفقراء، متخليًا عن الثراء الشخصي، ليعيش فقيرًا كالمسيح. كذلك فإن الاهتمام بالبيئة وحركة إصلاح دائمة في الكنيسة، هي من أبرز مقومات الرهبنة الفرنسيسكانية الروحية. تتولى الرهبنة الفرنسيسكانية حماية الأراضي المقدسة في فلسطين، مثل كنيسة كل الأمم في جبل الزيتون، أو كنيسة البشارة في الناصرة، أو كنيسة نياح العذراء في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم إلى جانب قسم من كنيسة القيامة. يدعى الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانية نظرًا للدور التاريخي المنوط به "حارس الأراضي المقدسة"، وهي مهمة متوارثة منذ عام 1217، حين استحدثت الرهبنة "إقليم سوريا"، ورسميًا بعد تكريس البابا كلمنت السادس له عام 1342 وما زالت الرهبنة الفرنسيسكانية تواصل تحقيق هويتها في كل مكان في خدمة الله والإنسان.

فالرهبان الفرنسيسكان، يواجهون مخاطر الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا فاتحين أديرتهم ومستضيفين كل الفارين من أهوالها ويخدمونهم بكل حب وتضحية…
فيا ابانا الذي ودعت العالم لازال العالم يضئ بنور فرنسيس وخدمتك التي تجاوزت الستين عاما ستظل تعيش فينا وفي رهبنتك وكنيستك ووطنك بقامتك الروحية الفرنسسكانية وتواضع الاصاغر وسلام فرنسيس .
وداعا يااباتي الي ان نلتقي في عالم اكثر روحانية وسلام .