د. أمير فهمى زخارى المنيا
متي 21: 5 «قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ».

١- لماذا استقبلوا المسيح بسعف النخيل؟
٢- ماذا تعنى كلمه شعانين؟
٣ - ما الفرق بين الجحش والأتان؟
٤ - المسيح ودخوله أورشليم، هل كان راكباً على أتان أم جحش.؟؟
٥ - ما القصد والحكمة من ركوب الأتان أولاً ثم الجحش ثانيا.!!


١- لماذا استقبلوا المسيح بسعف النخيل؟
يرمز السعف للعباده كما فى عيد المظال...
ويرمز سعف النخيل إلى شعار النصر كما فى المكابيين ، أي أنهم استقبلوا يسوع منتصرًا مُحقّقا نبؤءة زكريا بصفته المسيح.

٢- ماذا تعنى كلمه شعانين؟
-  كلمة شعانين تأتي من الكلمة العبرانية "هو شيعه نان" والتي تعنى يا رب خلص. ومنها تشتق الكلمة اليونانية "أوصنا" وهي الكلمة التي استخدمت في الإنجيل من قبل الرسل والمبشريين. وهي أيضا الكلمة التي استخدمها أهالي أورشاليم عند استقبال السيد المسيح له المجد في ذلك اليوم.

٣ - ما الفرق بين الجحش والأتان؟
الجَحش

يطلق هذا الاسم على صغار الحمير الذي يبلغ عمره أقل من أربع سنوات، وقد ورد ذكره في بركة يعقوب لابنه (تك 49: 11) "رَابِطًا بِالْكَرْمَةِ جَحْشَهُ، وَبِالْجَفْنَةِ ابْنَ أَتَانِهِ، غَسَلَ بِالْخَمْرِ لِبَاسَهُ، وَبِدَمِ الْعِنَبِ ثَوْبَهُ."
 كان يركبه الشرفاء (قض 10: 4) "وكان له ثلاثون ولدا يركبون على ثلاثين جحشا".
ومنه ما هو بَرّي كجحش الفرا (أي 11: 12) "أَمَّا الرَّجُلُ فَفَارِغٌ عَدِيمُ الْفَهْمِ، وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.".
وقد اظهر المسيح تواضعه كما اظهر روح الملوك الأولين لما رفض أن يركب فرسًا وركب جحشًا ابن أتان في دخوله الانتصاري إلى أورشليم (زك 9: 9 ومت 21: 5) والجحش الذي يركب هو الجحش الذي ركبه السيد المسيح لم يركبه أحد من قبل وقابل على حمله كما يمكن أن تطول رجل السيد المسيح الأرض نظرا لأن طريق أحد الشعانين النازل من جبل الزيتون شديد الإنحدار فكان لابد أن يقود السيد المسيح الجحش ويتمركز برجليه على الأرض فى نفس الوقت.

الأتان
وهي الحمارة " أنثى الحمار" والجمع أتن... والكلمة العبرية هي "آتون" يظن أنها مشتقة من الكلمة العبريـة "أتى" (وهي نفس الكلمة العربية لفظًا ومعنى) (قض 5: 10): "أيها الراكبون الأتن الصحر الجالسون على طنافس والسالكون في الطريق سبحوا!" "والأتن الصحر" هي التي فيها بياض وحمرة، والمقصود أنها أتن جيدة.

والأتان أفضل من الحمار لأنها سَلِسَة القياد في الركوب، ولجودة لبنها للطعام وللأطفال وللمرضى.

٤ - المسيح ودخوله أورشليم، هل كان راكباً على أتان أم جحش.؟؟
ذكر متى البشير أن المسيح ركب أتانًا وجحشًا في يوم أحد الشعانين (متى 21: 6-7) " فَذَهَبَ التِّلْمِيذَانِ وَفَعَلاَ كَمَا أَمَرَهُمَا يَسُوعُ، وَأَتَيَا بِالأَتَانِ وَالْجَحْشِ، وَوَضَعَا عَلَيْهِمَا ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِمَا".!!
بينما مرقس يذكر في إنجيله (مرقس11: 7) "فَأَتَيَا بِالْجَحْشِ إِلَى يَسُوعَ، وَأَلْقَيَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمَا فَجَلَسَ عَلَيْهِ".!!
ويقول لوقا: (لوقا 19: 35) "وَأَتَيَا بِهِ إِلَى يَسُوعَ، وَطَرَحَا ثِيَابَهُمَا عَلَى الْجَحْشِ، وَأَرْكَبَا يَسُوعَ".!!
ويقول يوحنا: (يوحنا12: 14) "14وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشًا فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ".!!

والسؤال هو: حينما دخل المسيح اورشليم، فهل كان راكباً أتان (أنثى الحمار) أم جحش (صغير أو إبن الحمار)، ثم هل هناك تناقض بين ركوبه لجحش واتان بين الاناجيل الأربعة؟؟

الإجابة هنا من موقع تفسير الانجيل:
جوهريًا وحقيقيًا ليس هناك اختلاف بين رواية الإنجيل للقديس متى من جهة، وبين روايات الإنجيل للقديسين مرقس ولوقا ويوحنا من جهة أخرى. إنما الاختلاف ظاهري، لأن الإنجيل للقديس متى يروى القصة كاملة ويذكر تفصيلًا أن الرب يسوع ركب الأتان كما ركب الجحش أيضًا، وفي هذا تحقيق لما أنبأ به النبي زكريا في القديم:

(متى21: 5) (زكريا9: 9) "قُولُوا لابْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعًا، رَاكِبًا عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ".!!
أما الإنجيليون الآخرون فقد ذكروا أن المسيح قد ركب الجحش ودخل إلى أورشليم.!!

إن الوحي الإلهي لا يتناقض ولا يتعارض مع ذاته. فما دام الإنجيل للقديس متى قد ذكر صراحة أن تلميذي الرب قد "أتيا بالأتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما وأركباه عليهما".!!

فلابد أن الإنجيل صادق، وأن الأتان والجحش كانا معًا، ولم يكن الجحش وحده، وأن الرب يسوع قد ركب على كل من الأتان والجحش، غير أنه ليس من المعقول أن يكون السيد المسيح قد ركب عليهما معًا في وقت واحد إنما المعقول والمقبول أن يكون السيد المسيح قد ركب عليهما في فترتين متتاليتين، أي أنه ركب على أحدهما وقتًا ما، ثم تركه وركب بعد ذلك على الآخر.!!

وحيث أن رواية الإنجيليين الثلاثة مرقس ولوقا ويوحنا تُجمع أن الرب يسوع دخل إلى أورشليم وهو راكب جحش، ولابد أن يكون الوحي الإلهي صادقًا.!!
فالمعقول والمقبول أن يكون المسيح الرب قد ركب على الأتان أولًا، ثم تركها، وركب بعد ذلك على الجحش، ودخل أورشليم راكبًا على الجحش، وبهذا الوضع يكون مخلصنا ركب على الأتان والجحش معًا، ولكن في فترتين متعاقبتين.!! وأما لماذا صنع المسيح ذلك، فلا بد أن له في الأمر حكمة.!!
٥ - ما القصد والحكمة من ركوب الأتان أولاً ثم الجحش ثانيا.!!

لأن الأتان ترمز إلى الأمة اليهودية، ولعل وجه الشبه بين الأتان وبين أمة اليهود أن الأتان تمرست على الركوب، وتعودت عليه، كما تمرست الأمة اليهودية على نير الشريعة ونداءات الأنبياء.!!

أما الجحش فهو لطياشته يرمز إلى الأمم الوثنية من غير اليهود، الذين لم يخضعوا لشريعة الله. (فإذا كان المسيح له المجد ركب على الأتان ثم تركها، ففي هذا إشارة إلى أنه جاء أولًا إلى اليهود ثم رفضوه.!!
والى اللقاء في مقال جديد ومعلومة جديده...تحياتي.
د. أمير فهمى زخارى المنيا