درجات حرارة متفاوتة وظواهر مناخية متقلبة، وعواصف وفيضانات أودت بأرواح العشرات، كان ذلك هو المظهر والملخص العام الذي عاشته عدد من البلدان خاصة في منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج العربي خلال الأسابيع القليلة الماضية، لتصدر الأمم المتحدة تحذيرًا بعد تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة في 2023. 

 
ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة
وقال دكتور سمير طنطاوي، استشاري التغيرات المناخية بالأمم المتحدة وعضو الهيئة الدولية لتغير المناخ، في تصريحات لـ«الوطن»، إن عام 2024 قد يكون أسوأ، لافتًا إلى أنّ التغيرات المناخية واضحة للجميع، متابعًا: «اللي بيحصل حاليًا هو ما نسميه بالظروف المناخية الجامحة وتطرف في المناخ، وهذا يعني أن درجات الحرارة تكون مرتفعة جدا في الصيف، وفي الشتاء منخفضة جدا، والدليل على هذا التغير المناخي غير المسبوق هو ما نشاهده الآن في عمان والإمارات وشرق المملكة العربية السعودية».
 
 
وأشار إلى أنّ التغيرات المناخية تزداد ضراوة وذلك نتيجة زيادة انبعاث غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الأنشطة البشرية بسبب احتراق الوقود الحفري، مضيفًا: «كل تلك المؤشرا تنذر بأن الصيف المقبل قد تكون درجات الحرارة أعلى من المعدل الطبيعي بمراحل كبيرة جداً، وسنشهد صيفاً غير مسبوق، وتحديداً في شهور يونيو ويوليو وأغسطس».
 
من جهتها قالت نشوى الديب، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، لـ«الوطن»، إن الإنسان أجرم في حق البيئة والطبيعة، مضيفة: «الاحساس بالصيف بقى واضح جدا، ومظاهر الفصول متداخلة، يعني بنشوف في الربيع رعد ومطر، وهو أمر غي معتاد، وسنشهد درجات حرارة فوق المعتاد بمراحل خاصة في دول الخليج»، وتابعت: «الحر بهذا الشكل سيؤثر صحياً على المواطنين، لأن مش كل الأماكن مكيفة»، كما لفتت إلى أنّ هناك بعض الدول ستختفي من الخريطة بسبب الفيضانات وذوبان الجليد.  
 
 
وفي بيان سابق قالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي عن حالة المناخ العالمي إن متوسط ​​درجات الحرارة تجاوز أعلى مستوى مسجل منذ 174 عامًا بفارق واضح، إذ وصل إلى 1.45 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
 
وأضافت المنظمة أن درجة حرارة المحيطات وصلت أيضا إلى أعلى مستوياتها منذ 65 عامًا، وشهدت أكثر من 90 بالمئة من البحار موجة حارة خلال العام، ما أضر بالنظم الغذائية.
 
وقالت الأمينة العامة للمنظمة سيليست ساولو، التي تولت المهمة في يناير /كانون الثاني: «مجتمع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية يرسل إنذارا أحمر للعالم».
 
وأضافت «ما شهدناه في 2023، خاصة مع السخونة غير المسبوق للمحيطات وتراجع الأنهار الجليدية وفقدان الجليد البحري في القطب الجنوبي، أشياء تدعو للقلق».
 
وأضافت «هذا الاتجاه مقلق للغاية، وذلك بسبب خصائص المياه التي تحافظ على المحتوى الحراري لفترة أطول من الغلاف الجوي».
 
وأظهر تقرير اليوم الثلاثاء انخفاضا كبيرا في الجليد البحري في القطب الجنوبي، حيث بلغ مستوى التراجع عند ذروته مليون كيلومتر مربع أقل من الرقم القياسي السابق، وهي مساحة تعادل تقريبا مساحة مصر.
 
ارتفاع حرارة المحيطات
وذكر التقرير أن ارتفاع حرارة المحيطات تركز في شمال المحيط الأطلسي، حيث بلغ متوسط ​​درجات الحرارة ثلاث درجات مئوية فوق المتوسط ​​في أواخر عام 2023. وتؤثر المحيطات الأكثر دفئا على النظم البيئية البحرية الحساسة وقد هربت العديد من أنواع الأسماك شمالا من هذه المنطقة بحثا عن درجات حرارة أكثر برودة.