كتبها Oliver
كثرت فنادقنا لكن جرحانا صاروا في الطرقات يتأوهون.أين أنت أيها السامري الصالح.راحت النفوس بعيداً عن مواطنها.تغربت عن أورشليم السمائية و فضائلها.جرحتها خطايا اللصوص.كل سارقي الجهاد إلتفوا حولها .مجروحين في اليمين و مجروحين في اليسار غير القتلي الذين لا نعرف أين هم.فأين أنت أيها السامري الصالح.
 
لقد تعرينا من كل فضيلة.تجرحنا من كل إثم و ها نحن مهددون بالموت.يحسبوننا أحياء و نحن نخطو بين الموت و الحياة.فأين أنت أيها السامري الصالح.
هاجمنا اللصوص  سرقوا منا ثوب العرس فصرنا عرايا و جوعي و جرحي و موتي أيضاً فأين أنت أيها السامري الصالح.
 
رأونا الكهنة و لم يبالوا .كأننا لسنا منهم.غرباء نحن .نسي الكهنة الخلاص و تجاهلوا الرحمة.إجتازوا و تركوننا.لست أعلم إلي أين ذهبوا.و لا هم يعلمون.فهم جرحي بذهابهم و نحن جرحي بإنطراحنا.لكنك أيها السامري لا تبال بالذين ذهبوا أكثر مما يدميك الذين إنجرحوا و نهبوا و و يهددهم الهلاك.
 
أيها السامري الرحوم كيف فقد كهنتك الرحمة؟
هل إجتازوا لكي يرتاحوا في فنادقهم أم هم منشغلين عن الحب بأمور أخري؟ حتي أنهم لم يقتربوا من المكلومين و المنهكين و المتأوهين .لئلا يتعكر مزاجهم.بل من بعيد أبصروننا و مضوا.أيها الجرحي لا تتبعوا الكهنة التي تمضي بعيدا عن جروحكم.لا تصدقوا ما يقولونه من غير محبة و رحمة.لقد وضعوا بينكم و بينهم مسافة لأنهم يتأففون من المحتاجين و يتعنتون مع التعابي.أيها السامري الصالح عندي لك عتاب.هل سيبقي هؤلاء الكهنة بقساوتهم زمناً طويلاً؟ ألن تفعل لهم شيئاً يحيي الرحمة في قلوبهم و ينعش الحب مجدداً.
 
ماذا نفعل أيها السامري الصالح و قد رآنا اللاوي ها التلميذ  لم يختلف عن معلمه.لقد دفعه الفضول للإقتراب قليلاً ,وقف يتأمل الجروح و ربما يحصي الجرحي.لقد إخترق المسافة التي بين الطريق و بين الموت.و لما وصل فعل لا شيء.تجمدت أوصاله ليس خوفاً علينا بل خوفاً علي يديه لئلا تتلوثا.يا لاوي هذا الزمان .يا كل خادم غير منشغل سوي بالعدد و المناظر الخادعة.ها قد أحصيت الجرحي و ماذا بعد؟ هل أتممت خدمتك.إن بقيت هكذا سينتعش الجرحي و تموت أنت من القساوة.يا خدام هذا الزمان إطرحوا القساوة أرضاً و إغلبوها بالمحبة و اللطف و الرحمة.بالروح القدس تتولد فيكم هذه الثمار.                         
و جاء السامري من السماء جاء السامري.إلي الأرض جاء لابساً إنساناً.جاء إلينا.جاء الكاهن ثم جاء اللاوي  كلاهما جاءا و نظرا و لم يفعلا شيئاً. لكن السامري جاء و تحنن لأنه حنون بطبعه.حين يأتي السامري تسكت الطلبات.يعرفك السامري من عينيك.ينظر قلبك و يعرف ما تشتهي.حين يأتي السامري تنغلق كل المتاريس علي القساوة.يتحنن علي من لا يبادله الحنان.علي المتروك و المنهوب و المجروح و المتعري. جاء السامري بشخصه الفريد.
تحنن السامري : كيف تحننت أيها الرائع.هل إبتسمت لتضمد النفس و تشجع الإرادة المنهزمة.هل مررت بيدك الحانية علي جبهة الجريح كل جريح؟ كيف يصدر منك الحنان؟ أهو طاقة أم فعل أم تأثير أم أكثر من هذا أم كل هذا؟       
                    
تقدم السامري  :
سبق الجميع هذا السامري.سبق الجميع في المحبة.في الرحمة هو الأول و في الحب هو أحبنا أولاً.تقدم كمهاجم يدخل أرض المعركة غير هياب من عودة اللصوص أو من أن يكون هو الضحية البديلة عن الجرحي.لقد تقدم لأن المحبة تضحية و الرحمة لها ثمن.
 
ضمد جراحاته ربطنا بالسماء فزال الجرح المميت الذي كان حائلا بيننا و بين الآب.ضمد جراحاتنا كلها. بسكني الروح القدس فينا ضمد  جراح الروح . بتجسده  ضمد جراح الجسد .بموته ضمد جراح النفس إذ صار نفساً عوضا عن نفس.السامري لم ينس جرحاً إلا و ضمده. أين أنت ايها السامري الصالح.عندنا آلاف المنسيين .عندنا ملايين الجروح المهملة و قد تقيحت و صديدها أزكم أنوف المتأففين فتركوهم يعانون مجهولين مذلين و ليس لهم و لنا سوالك ايها السامري الحنون.

السامري يصب زيته :
أيها السامري الحلو.زيتك يرطب اليابس.المهجور منذ زمن بعيد.زيتك ممتلئ من طيبك.هو زيت و هو طيب معاً.هو رائحة المسيح الذكية.هو نعمته التي أسبغها علي المتألمين.ُصب زيتك كثيرا أيها السامري  أسكب روحك فالقساوة تحتاج من يذيبها.صُب زيتك علي قلوب الأساقفة و الكهنة و الخدام فيلتهبون محبة و يعملون معك عمل الحب,صب زيتك في عقولهم و قلوبهم و إرادتهم.فتتحرك أيدي البخلاء.و تلين قلوب الغلاظ.و تفوح بعطر محبتك وسط شعبك.آه أيها السامري ها شعبك يترنح في بلدان كثيرة.يئن طالباً مجيئك.تعال بزيتك .
 
تعال بخمرك.فالدم هو شفاءنا و ليس المال.الخلاص هو حياتنا و ليست الأبنية و الفنادق.تعال بخمرك لأنهم يتصارعون علي الحوائط و يهملون النفوس.و أنت مهمتك النفوس و ستبيد كل الأبنية حتي تلك التي نقدسها شكلاً و ننتهكها فعلاً.تعال بخمرك لننتعش لأن لنا زماناً بين الألم و العطش.تعال أيها السامري الصالح.
 
أركبه علي دابته و أتي به إلي فندق و إعتني به
ما هي الدابة التي حملت الجرحي إلي داخل المشفي.ما هي إلا المحبة الغافرة و النعمة الغالبة.ما هي إلا يد المسيح التي تقود التائبين إلي الحظيرة.ما هي إلا الخدمة النقية المثمرة التي بلا غرض سوي الخلاص.المسيح ترك الدابة للجرحي.و أما هو فمشي كل الطريق بدلاً عنا.نحن محمولين و هو يعاني.هذه هي الخدمة الحقيقية أيها الكهنة.هذه هي رحمة السامري أيها الأساقفة.أن يستريح الجرحي و يتعب السامري.بهذا تدخل النفوس إلي حيث الشفاء.بهذا يعرف الفاقدون الوعي طريق الخلاص.أما السامري فكما رأيناه لم يعظ...لم يقل كلمة.. لم يصف دواءاً و يمضي...لم يظهر تعاطفاً و يختفي.. لقد بدأ بالحنان و ختم بالخلاص و لم يضيع وقتاً لأنه جاء ليخلص ما قد هلك. لقد إعتني بنفسه بالجريح.لم يسأل أحد منكم أن يخلصه فالخلاص عمل المسيح وحده له المجد.لقد إعتني به ثم سمح لكم بعد ذلك بالمشاركة.فأنتم إستلمتم نفوساً مسحها المسيح بزيته و سقاها خمره فماذا هو الصعب في رعاية النفوس؟ 
و الآن أيها الآباء قد هلك كثيرون و هم بعد أحياء .دمهم عليكم.جراحاتهم مسئوليتكم.من اين تهربون حين يحاسبكم السامري.سيجيء فندقكم و يحاسبكم و يسألكم كم أنفقتم علي الجرحي.لقد أعطاكم قبل أن يطلب منكم.دينارين في يديكم.دينار المسيح و دينار الروح القدس فماذا يعوزكم لتنفقوا علي الجرحي.إن كان خلاص فإنفقوا من دينار المسيح و إن كانت تعزيات و قوة فإنفقوا من دينار الروح .فهل تدفعون شيئاً من عندكم حتي تهملون الشعب هكذا؟ كما أنه وعدكم بمكافأة لأنه عند رجوعه سيعطيكم حسب تعبكم.فهل تعبتم؟ أم الآن تتنعمون؟ السامري حزين عليكم  و هو مستعد لتضميدكم أنتم أيضاً.
 
صاحب الفندق
ليس الفندق مكاناً بل إنساناً و صاحب الفندق هو صاحب القلب المتسع الذي يتسع للجميع.يقبل الناس بجروحهم و يعالجهم بالمسيح و الروح القدس.صاحب الفندق هو الذي صار ملكاً في المحبة.فيا كل نفس نقية كوني فندقاً للمجتمع,مثل شجرة تتآوي في ظلها الطيور الباحثة عن ظل.يا صاحب الفندق كن صاحب للسامري الصالح و هو يوسع تخومك.