الأقباط متحدون - المثقفون فى زمن الجماعة
أخر تحديث ٠٤:٤٨ | السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣ | ١٥ بؤونة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١٦٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

المثقفون فى زمن الجماعة


 نعم، كان وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سُدة الحكم وكراسى السلطنة بمثابة رسالة إلى كل أصحاب دكاكين تجارة ذات نفس البضاعة، مفادها بأن سكتكم خضرا والإشارة مفتوحة، وإن تنوعت صياغاتكم للوجود واختلفت وسائلكم فى التنفيذ، نتبادل الأدوار

أو نوزعها فيما بيننا، فمنا المُخطط ومنا المخادع ومنا المخ المدبر ومنا العضلات.. هنا ميليشيات جاهزة مدربة مسلحة، وهناك خلايا نائمة يتم إيقاظها عندما تضعف القوى الأخرى تنظيمياً فتقفز من مواقعها تحت الأرض، حيث لا يتوقع أحد جاهزيتها، وبضربات متلاحقة تخطف ثمار تضحيات تلك القوى الوطنية عبر السنين فى لحظة أن يحين القطاف، ويتم تسيد المشهد وحصد الغنائم، ثم الاحتفال بكرسى السلطانية ورفع شعار مرشدهم فى القصر «طظ فى مصر» لأول مرة فى تاريخ البلاد حتى من قبل من حكموها من الأجانب، فلم يصل من قبل إلى عتبات القصر من أهان مصر إلى حد قذفها وإعلان ذات نفس مرشدها أنه لا يمانع أن يحكم مصر ماليزى مسلم، ويرفض أن يحكمها مصرى غير مسلم، ولتذهب الهوية المصرية إلى الجحيم!!
 
أما تاريخهم فحافل بالمآسى.. تحالفات مريبة، جرائم قتل وشروع فى قتل، بداية بتشكيل جماعة غير خاضعة لرقابة مالية وإدارية من قبل الدولة «دولة داخل دولة »، وعندما تصدر قرارات بحلها تضرب بالقرار عرض الحائط، وتنتشر مؤسساتها الفرعية بطول البلاد وعرضها، حتى فى ظل نظم نكلت برموزها وأودعتهم السجون والمعتقلات تم السماح لهم بالانتشار الهائل، حتى كان لهم 88 كرسيا فى البرلمان لجماعة أطلق عليها أعبط نظام حكم مصر أنها «الجماعة المحظورة»، لنكون أمام النكتة الأشهر عندما تعلن مانشيتات الصحف «الجماعة المحظورة تنافس الحزب الحاكم وتشغل خُمس كراسى البرلمان»!!
 
ولذلك أتعجب من رد فعل النخبة وأهل الإبداع، عندما يبدون انزعاجهم وقلقهم عند قيام بعضهم بتنقيب أم كلثوم ونحن نحتفل بذكرى وفاتها.. إنهم يكرهون الإبداع ويخافون تجلياته وتعميقه للإحساس بالهوية المصرية لدى الناس لأنه عكس ما يبغون.. كيف تراهم يشعرون أو يحسون أصحاب الجلود السميكة والعظيمة كوكب الشرق تغنى للحب، تلك المفردة الغريبة بالنسبة لهم.. تقول الست:«ياللى ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه، قلتوا عليه مش عارف إيه /العيب فيكم يا ف حبايبكم/ أما الحب يا روحى عليه/فى الدنيا ما فيش أبدا أبدا أحلى من الحب/ نتعب نغلب نشتكى منه لكن بنحب...».
ولهم أقول: غطوها، كسروا تماثيلها، فقد حفظ الناس أغانيها وأحبوها، فهى المبدعة التى عاشت فى قلوب المصريين، ساكنة فيهم بإنتاجها الباقى فى وجدانهم بالمصرى والعربى، ولأنها أحبت وطنها وناضلت وكافحت من أجل تحقيق انتصاراته يا من تكلست مشاعركم بأطنان الكراهية.. إنه تراثنا المصرى العظيم وقوته الناعمة التى تحدى بها المصرى الزمن وحقق المستحيلات منذ بناء الأهرام وحتى شدو كوكب الشرق، وروايات نجيب محفوظ ومسرح توفيق الحكيم وعبقريات العقاد ولوحات جورج البهجورى وحامد ندا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع