بقلم : د. صفنات فعنييح
منذ ٣ ايام .. شاءت المقادير .. ان اقود سيارتي في مشوار لمدة ساعة
وا ٤٥ دقيقة .. وكانت فرصة لطيفة للاستمتاع بالقيادة في طريق طويل
وابتدأت الرحلة ولحسن الحظ كان الجو غاية في الاعتدال وعلي جانبي
الطريق مناظر من اروع ما يمكن .. وامعانا في الإستمتاع بالجمال
الذي خلقة الألة .. ادرت جهاز الراديو .. وكم كانت الموسيقي
الكلاسيكية تنساب في رفق .. وتدخل دون اسئذان الي جوانب الروح
فترفع درجة استمتاع الإنسان بما يحيط بة من جمال الي درجة اني
أعتقدت انة بعد ساعة وا ٤٥ دقيقة .. سوف أوقف سيارتي علي
بوابة الجنة واترجل فيها .. ووداعاً للارض .. دنيا الشقاء اللامتناهي
لم يوقذني من هذا الاحساس سوي صورة كانت علي الطريق لثعبان
ومصورة بطرية مقززة .. ولا أعرف ما الغرض من وضعها في طريق
خلاب مثل هذا .. ولكن نجحت هذة الصورة المقززة ان تذهب بعقلي
الي عندما اغوت الحية القديمة حواء وآدم .. وصنعت بغوايتها 
للانسان تفاصيل قصة الشقاء الذي مازلنا نعيشة علي هذة الارض
الملعونة ...ولست أدري لماذا قفذ فكري من آدم وحواء الي القصة
الاسلامية ........ ثعبان القبر ...

قصة ثعبان القبر .....
وسألت نفسي اية حكاية ثعبان القبر دة .. واية حكاية العذاب الذي
سيجدة المتوفي داخل قبرة بسبب ثعبان القبر .. تقول القصة ان ثعبان
القبر دة يأتي لكل من مات بغير الاسلام دينا .. او يأتي لكل من خالف
ربة في الحياة الدنيا .. ثم مات .. ام يجيلة ثعبان القبر دة .. يعذب
المتوفي لانة خالف ربة في الحياة الدنيا  .. طار من فكري استمتاعي
بهذة الرحلة الجميلة وتملكتني حالة من الذعر العام .. واخذت اسأل
نفسي ..طيب هوا مين اللي بيبعت ثعبان القبر دة للميتيين .. قلت
اكيد ربنا .. لان المفروض ان يكون هذا الثعبان علي دراية كافية
مين خالف ربة ومن لم يخالف ربة .. إذن هوا مبعوث من اللة ..
وقلت في عقلي .. هوا مش كفاية العذاب اللي بتلاقية الناس في
خلال حياتهم علي الارض سيان خالفوا ربهم ام لم يخالفوة .. الكل
يعاني  بدون نقاش .. اذن من عمل صالحاً في الدنيا  .. سينام
داخل قبرة في سلام .. ولن يزورة ثعبان القبر .. ثعبان القبر دة سوف
يأتي لمن اغضبوا ربهم علي الارض ......  جميل
طيب وثعبان القبر دة هيعذب الناس دي ازاي ؟؟ يعني هايعمل اية
بالضبط .. !!

معروف انة عندما يموت الانسان ويدخل القبر .. يدخل القبر بدون
الروح .. لقد فارقتة الروح لأن الارواح لا تسكن القبور .. ويدخل
الانسان جثة هامدة لا حراك فيها .. وتنتهي نفسة .. وينتهي عقلة
ويصبح بدون اي قيمة لة .. لقد عاد الإنسان الي التراب الذي اخذ
منة .. وبمرور الوقت يتحلل جسدة ويصبح تراباً .. ويصبح هيكلا
عظميا .. ليس الا .. وقد رايت بعيني جميع هذة التحولات ..
بحكم المهنة .. ويبقي هذا الهيكل العظمي في مرقدة ساكنا الي ما شاء
اللة .. في صمت رهيب   .. دون حراك .
طيب لما ثعبان القبر دة يظهر .. هيعمل اية بالضبط .. كيف لهذا
الثعبان ان يتفنن في عذاب هذا الهيكل العظمي .. اللي صاحبة
اغضب اللة في الحياة الدنيا .. هيدغدغ عضمة مثلا .. هذا كل
ما تبقي من هذا الميت داخل هذا القبر ....

في الحقيقة مكثت افترض عشرات الافتراضات .. التي قد تقودني
الي صحة هذة القصة .. قصة ثعبان القبر .. لم اجد اي دليل
ديني او دليل علمي يؤيد وجود قصة مثل هذة .. بل وجدت ايضاَ
اساءة بالغة للخالق عز وجل .. اللة ابو البشرية وصانعها  .. هل تبلغ
بة مشاعر القسوة البالغة ان يرسل ثعبان لكل من اخطأ الية في
الحياة الدنيا .. ويعذبة الي ما لا نهاية ... انا أشك في ان اللة خالق
هذة البشرية يصنع هذا ااكلام .. بالشكل دة يبقي هناك خطٌ ما في
كيفية فهم البشر لهذا الالة ..... خالقهم ....  اذا أخطأ احد ابنائي
فاني اجتمع بة .. واشرح لة خطؤة .. واورية ما هوا طريق الصواب
في محبة ولطف .. فهو ابني .. اذا كنت اصنع هذا وانا اب بشري
فكيف يصنع اللة بنا وهو ابانا الذي خلقنا وسوانا ....
لابد ان القصة دي جاءت في افواة الناس وليس لها مصدر ديني ..
لانة اذا كان لها مصدر ديني فلابد ان اللة هوا مصدرها .. وانا لا
اعتقد ان اللة هوا مصدر هذة القصة .. ولا تخضع هذة القصة لأي
مصادر علمية تدل علي صحتها .. واني لأسال اخوتنا في البشرية
من يعتقدون في صحة هذة القصص وما شابهها ..اين عقول البشر
التي تفكر وتعقل وتشعر وتحدد ان كان هذا فكر اللة .. ام لا ...
اذا كان الانسان العادي جدا وبقليل من الفكر البسيط يستطيع تحديد
اين هوا كلام اللة .. اللة لم يترك الانسان هكذا .. يظن ويعتقد فيما
يشاء خلق لة روح التمييز التي ميزتة عن بقية المخلوقات .. فأين هي
هذة الروح المميزة المستنيرة لكي تدرك كلام اللة .. وتعلم وصاياة ...
احقيقي .. ان يرسل اللة للانسان قصص لا دليل علي صحتها ...
كيف نفهم هذا الكلام .. وبماذا نضع لة عنواناً .....