أكد القيادى فى حركة "حماس" غازى حمد، وكيل خارجية الحكومة المقالة بغزة لم تبلغ رسميا من القاهرة بغلق الأنفاق الحدودية المنتشرة على حدود مصر مع قطاع غزة خلال المظاهرات المتوقعة فى 30 يونيو الجارى بمصر.
وقال حمد، فى لقاء مع الصحفيين بغزة نظمه معهد الاتصال والتنمية بغزة اليوم الأربعاء، إن مصر نفذت إجراءات مشددة ضد الأنفاق الأيام القليلة الماضية، وأغلقت العديد منها، كما أغرقت بعضها بالمياه وهدمت أخرى، مما أثر على تدفق حركة السلع والبضائع لقطاع غزة بشكل ملموس.
وأضاف أن حفر الأنفاق "عبء سياسى وأمنى" اضطر له سكان قطاع غزة لمواجهة الحصار الإسرائيلى المفروض على غزة، لافتا إلى وقوع العديد من الضحايا جراء العمل فيها. وتابع: إن الأنفاق ساهمت فى كسر حصار غزة بالفعل مشيرا إلى أن لتر البنزين الإسرائيلى يباع بثمانية شواكل، فى حين يباع المصرى بثلاثة "الدولار يساوى 6،3 شيكل" وطن الحصى القادم من إسرائيل بحوالى 85 شيكل والمصرى بخمسين.
وشدد قيادى حماس على عدم تدخل حركته فى الشأن الداخلى المصرى، مضيفا "هناك تنسيق سياسى وأمنى مع مصر مستمر". وأضاف: "حدثت تغيرات إيجابية بشكل محدود فى العلاقة بين غزة ومصر بعد ثورة 25 يناير، ظهرت فى تحسن آلية العمل داخل معبر رفح البرى بخلاف تشغيله طوال أيام الأسبوع.
وأضاف حمد: "هناك انفتاح على المستوى العلاقات السياسية والأمنية مع مصر، فيما رفض اقتصار علاقة حركته على جماعة الإخوان المسلمين بدليل لقاءت عقدها قادة من حماس مع مختلف الأحزاب السياسية المصرية".
وعن هجوم بعض وسائل الإعلام المصرية على حماس، أكد غازى حمد أن لدى حركته وثائق حول من يقف هذه الحملات، مضيفا "جميع المسئولين الأمنيين الذين التقتهم حماس بمصر لم يقدموا اتهاما واحدا ضد غزة أو حماس".
واشار إلى أن حركته "قدمت لمصر مشاريع تجارية للتعاون منها إمكانية ضخ الغاز المصرى لغزة وإنشاء منطقة تجارة حرة، لكن الظروف الآن التى تمر بها مصر لا نريد أن نثقل كاهل القيادة المصرية بالمطالب بخلاف أن القاهرة حريصة على تطبيق المصالحة الداخلية".
وفى الملف السورى أكد أن حماس خسرت كثيرا جراء موقفها المؤيد لثورة الشعب السورى فى مقدمتها علاقتها بإيران التى تأثرت كثيرا، منبها إلى أن النظام فى طهران كان من أوائل الدول التى دعمت حركته ماليا وسياسيا بعد فوزها فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.
وأضاف: أنه رغم هذا الدعم الإيرانى، إلا أن حماس لم تتلق أى تعليمات من طهران أو شروط مقابل ذلك.
وقال حمد نسير فى علاقاتنا الخارجية بحذر شديد وبشكل متوازن وحسب وصفه "على حد السيف"، ونسعى لعلاقات طيبة مع الجميع ونراعى الفلسطينيين الموجودين فى الخارج، خلال نسج هذه العلاقات حتى لن نضعهم فى مأزق.
وأضاف علاقة حماس مع النظام السورى قبل ثورة الشعب كانت رائعة منذ انتقلت حركته إلى دمشق بعد خروجها من الأردن قبل 20 عاما، وقدم النظام السورى كل ما يخطر على بال للحركة.
وتابع "جزء كبير من تمويل حركة حماس كان يأتى من سوريا لكن لم يحدث يوما أن تلقت حماس تعليمات من دمشق، مضيفا فقدنا هذا الدعم بعد تأييد الثورة السورية بشكل رسمى". وشدد على أن حركته لا تتبع أى محور سياسى بعينه ولن تكون "فى جيب أحد" وقرراها واضح بعدم التدخل فى أى شان داخلى لأى دولة.
وعن مستقبل علاقة حماس مع النظام الإيرانى حاليا، قال حمد إن حركته لا تزال تراقب التطورات الأخيرة فى إيران بعد فوز الدكتور حسن روحانى بمنصب الرئيس، إلا أنه أكد أن علاقة حركته مع طهران حاليا ليست على مستوى جيد.
وأكد أن حماس لا تسعى للقطيعة مع أحد وتسعى لفتح علاقات مع الجميع لمصلحة الشعب الفلسطينى فى مواجهة الاحتلال، وحول مصادر الدعم المالى لحماس هناك مصادر رسمية وشعبية ومؤسسات وجمعيات وأشخاص تقدم هذا الدعم المالى.
وعن محاولات رفع حماس من قوائم منظمات الإرهاب قال هناك لقاءات تجرى مع دول أوربية على المستوى الشعبى، لكن لم ترتق إلى مستوى صناع القرار مضيفا لم يعد هناك مبرر لوضع حماس فى هذه القوائم.
وعن جولة وفد حماس الحالية التى بدأت بالقاهرة وأنقرة قال إنها تهدف لشرح الوضع الحالى للقضية الفلسطينية بخلاف ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، متوقعا أن تمتد إلى الأردن وسلطنة عمان.